“أفضل تفسير لأزمة إيران هو هوس ترامب بأوباما”، هكذا استهل الكاتب إيوجين روبنسون مقاله بصحيفة واشنطن بوست. وقال إن هاجس الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتمثل في محو إرث الرئيس السابق باراك أوباما كاد يشعل النار في الشرق الأوسط هذا الأسبوع، وربما لا يزال.
ورأى روبنسون أنه لا يوجد تفسير أفضل من هذا لقرار ترامب “المتهور” باغتيال اللواء قاسم سليماني، وخاصة في ضوء خطابه الغريب الممتدح للذات والمتناقض مع نفسه الذي أعلن فيه متوهما يوم الأربعاء انتهاء الأزمة التي خلقها، ويبدو أن الأمر برمته يتعلق بهوس ترامب المرضي بأوباما.
وذكر الكاتب أن ترامب زعم بأن “الصواريخ التي أطلقت علينا وعلى حلفائنا الليلة الماضية دُفع ثمنها من الأموال التي أتاحتها الإدارة السابقة”.
واستنكر ذلك متسائلا بقوله “حقا؟ هل شغل أوباما كل هذه المساحة من تفكير ترامب؟ وهل يظل الرئيس ساهرا حتى ساعة متأخرة يغرس الدبابيس في دمية تمثل أوباما كما يُفعل في طقوس الفودو (نوع من السحر الأسود) على أمل أن تصيبه اللعنة؟”.
ويقول إنه “بعد بعض التفاخر والغطرسة المتوقعة أفصح ترامب ما يريده ألا وهو إنهاء تقدم إيران نحو سلاح نووي مقابل التخفيف من العقوبات الاقتصادية المكبلة”.
وعلق الكاتب بأن هذا هو ما حققه أوباما بالفعل مع الاتفاق النووي الشامل والفعال الذي أخرج منه ترامب الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن الصقور الحقيقيين مع إيران، أمثال مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو والسناتور ليندسي غراهام وماركو روبيو، يريدون أكثر من ذلك بكثير، لكن ترامب ليس لديه الصبر أو الجرأة لكل ما يريده هؤلاء الصقور.
وقال إن ترامب أثبت هذا الأسبوع مرة أخرى أنه ليس مهتما بأن يكون رئيسا لوقت الحرب، وبعد سقوط الصواريخ الباليستية الإيرانية دون أذى قرر بسرعة عدم الرد على الانتقام الإيراني وبمجرد أن رأى بابا عليه كلمة “خروج” سلكه.
وانتهى الكاتب إلى أنه لا يمكن اعتبار كراهية ترامب للحرب أمرا مفروغا منه، لأنه كما يبدو أن كل شيء تابع لحتمية محو أوباما، ومن الواضح أن الأمر لا يتعلق بالسياسة ولا بد أنه يتعلق بشيء آخر.