أسيل جندي-القدس
بعد أقل من شهرين على توليه منصب رئاسة بلدية الاحتلال في القدس، أطل موشيه ليئون بأولى خططه العنصرية ضد المسلمين بطرح خطة لإسكات صوت الأذان أو خفضه بمساجد بلدات وأحياء المدينة.
وكشفت القناة الإسرائيلية الثانية عن رصد ملايين الشواكل بواقع 50 إلى 70 ألف شيكل (من 13 إلى 18 ألف دولار) لكل مسجد يتم من خلالها تحويل أجهزة مكبرات الصوت من دائرية إلى مربعة، وإنزال المكبرات عن المآذن التابعة للمساجد، وتوزيعها داخل الحارات في البلدات بهدف تحجيم الصوت خاصة في المناطق المتاخمة للمستوطنات.
وتحدثت القناة عن لقاءات زعمت أنها عقدت بين مسؤولين في البلدية وممثلين عن الشرطة مع مخاتير ووجهاء بعض البلدات، وهو ما نفاه للجزيرة نت مختار بلدة بيت صفافا محمد عليان، الذي قال إنهم تفاجؤوا بانتشار الخبر في وسائل الإعلام دون أدنى علم لهم بخطة البلدية الجديدة.
|
|
مفاوضة المخاتير
وقال عليان إنه تابع هذا الموضوع مع البلدية قبل نحو عامين عندما طرحت الأخيرة خطة تهدف لتوزيع عدد أكبر من مكبرات الصوت في أزقة الأحياء بدلا من بقائها على المآذن، الأمر الذي يضمن وصول صوت الأذان لكافة المنازل العربية ويحدّ من وصوله لسكان مستوطنة جيلو المجاورة.
انتهت الاجتماعات قبل نحو عامين بانتظار فحص توفر ميزانية لتنفيذ المشروع الجديد، ليتفاجأ عليان بإعادة طرح خطة من رئيس البلدية الجديد.
بعد تداول الخبر في وسائل الإعلام، تلقى عليان اتصالا من مستشار رئيس البلدية لإخباره أنهم يعتزمون تنفيذ الخطة الجديدة القديمة، فكان رده “لا نقبل المباشرة بتنفيذ خطط تخص مساجدنا دون علم بتفاصيلها ودون التواصل مع المسؤولين في الأحياء العربية، نستهجن هذه الطريقة في التعامل معنا من ليئون وكأنه يهمش كل أهالي شرقي القدس، وهذا ينم عن عنصريته ضدنا”.
|
|
وقبل إجراء انتخابات السلطات المحلية الإسرائيلية الأخيرة أُجري استفتاء شعبي لجمهور المنتخبين في القدس حول أكثر ما يزعجهم وكانت الإجابة: صوت الأذان خاصة في المساء والفجر، ووعد كافة المرشحين لمنصب البلدية وعلى رأسهم ليئون بإيجاد حل للموضوع.
وفي خطتها الجديدة، تعتزم البلدية تثبيت مكبرات تصدر عنها مستويات صوت منخفضة، في محاولة لخفض صوت الأذان على ألا يتجاوز الصوت القوة المنصوص عليها في لوائح الحد من الضوضاء التابعة للبلدية، مؤكدة أنها ستمنح الشرطة صلاحية خفض الصوت إذا اعتبرت أن مستوى ارتفاعه يخالف اللوائح المخصصة للضوضاء.
وفي تعليقه على خطة رئيس بلدية الاحتلال الجديدة، قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا عكرمة صبري “نحترم كل وجهاء ومخاتير القدس، لكن ليس لهؤلاء أي صلاحية بموضوع المساجد والأذان الذي يرفع بها لأن شؤونها مرتبطة بدوائر الأوقاف الإسلامية، وليس هناك أي مساحة لمناقشة شعائرنا الدينية مع سلطات الاحتلال”.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن هذه الشعيرة الإسلامية تقام في القدس منذ خمسة عشر قرنا، وما يزيد الفلسطينيين شرفا أن مؤذن الرسول بلال بن رباح رفع الأذان في جنبات المسجد الأقصى، وبحضور أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وعشرات الصحابة، ولا يمكن أن يُدنس هذا التاريخ الأصيل بخطة احتلالية “من ينزعج من صوت الأذان يمكنه أن يرحل عن القدس”.
خطة بديلة
وتطرق صبري إلى محاولات الاحتلال المتكررة لإسكات صوت الأذان في القدس، مؤكدا “المقدسيون سيلجؤون لوضع مكبرات الصوت على كل أسطح المنازل ليصدح الأذان من كل بيت بدلا من المساجد إذا نُفذت هذه الخطة بالقوة”.
أما العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة فقال إن هذا القانون لم يصل إلى الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) ليصوت عليه في القراءات الثلاث، وساعد في عدم وصوله بعض الأحزاب الدينية اليهودية التي تعارضه.
وأضاف أنه مُرر بالقراءة التمهيدية فقط بعد تمرير مشروع القانون في اللجنة الوزارية للتشريع بمبادرة من عضو الكنيست عن حزب “إسرائيل بيتنا” أناستاسيا ميخائيلي، وقد تستعمل البلدية بعض الصلاحيات الممنوحة لها بكل ما يتعلق بالضجيج لتضع قيودا ومعايير على الأذان في القدس.
وعلق على الخطة الجديدة بقوله “اليمين المتطرف العنصري يسيطر على كل المؤسسات بالدولة، وفي بلدية القدس وصلت للرئاسة شخصية فاشية عنصرية تمعن في العداء لكل ما هو عربي ومسلم، لذا يجب أن يكون هناك تحذير واضح جدا للبلدية والحكومة بأن المس بمآذن القدس هو خط أحمر”.
المصدر : الجزيرة