أحمد فضل-الخرطوم
تعرض رئيس مجلس الوزراء السوداني وزير المالية معتز موسى لسيل عارم من الانتقادات اللاذعة لدى عودته أمس الجمعة مجددا للتدوين في حسابه على فيسبوك.
وقابل السودانيون حالة معتز موسى على فيسبوك بتعليقات غلب عليها الغضب أو السخرية في ظل احتجاجات واسعة في يومها العاشر على سوء الأوضاع المعيشية.
ويعد معتز موسى -الذي تم تعيينه رئيسا لمجلس الوزراء قبل أشهر- من المسؤولين القلائل في السودان الذين ينشطون في فيسبوك وتويتر.
وعاد رئيس مجلس الوزراء إلى حسابه في فيسبوك بعد نحو عشرين يوما من الانقطاع قائلا “تابعنا في الأيام الماضية العديد من الأحداث التي وقعت في بلادنا نتيجة لعمليات عنف سقط على إثرها مجموعة من أبناء الوطن، ربنا يرحمهم ويغفر لهم ويصبر ذويهم، وهذا أمر نتأسف عليه ونرجو ألا يتكرر”.
وأضاف “الدستور يكفل للجميع حق التظاهر السلمي والتعبير لكل فرد دون التخريب للممتلكات والمنشآت العامة والخاصة، نحن ندين عمليات التخريب والتدمير، والقانون سوف يأخذ مجراه كما وضح أمس وزير الإعلام، في مقبل الأيام سوف تتلاشى جميع الأزمات كما وعد الأخ رئيس الجمهورية في خطابه الأخير”.
لكن ما دونه موسى قوبل بموجة ردود قاسية، حيث علق أكثر من 14 ألف شخص، في حين شارك نحو 850 المنشور خلال سبع ساعات من نشر الحالة.
وتحاشى الرجل الرد على التعليقات التي اتسم بعضها بعبارات لا تخلو من التجاوز، فضلا عن مطالبات برحيله ورحيل الرئيس عمر البشير بعد نحو ثلاثين سنة من الانفراد بالحكم.
وعلق قصي مجدي سليم قائلا “القانون في عهدكم تحول لآلة عزف شرقية، قضاة عاطبون وولاة فاسدون وأنتم أموات لا تشعرون، الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.. أخذت من وقتنا كثيرا فالوقت للعمل”.
أما أبو مهند العيسابي فقد رد على رئيس الوزراء قائلا “السيد رئيس الوزراء، الصبر الذي أعطاه الشعب السوداني للإنقاذ لم يعطه لحكومة في التاريخ إلى أن وصل الحال لمرحلة أشبه بالتي حبست هرة ودخلت فيها النار لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض”.
وأضاف العيسابي “بالله عليك ألا ينطبق هذا الحديث مع جحيم الأسعار وشح الخبز والوقود، وفوق ذلك حبس رواتبنا بالبنوك!!”.
المذيعة أروى خوجلي ردت بالقول إن الشعب لم يرتكب أعمالا تخريبية، وإن من تورط فيها هو السلطات، وزادت “نحب هذا البلد أكثر منك ومن نظامك”.
معلقون آخرون حملوا معتز موسى وحكومته “دماء الأبرياء” الذين سقطوا خلال عشرة أيام من الاحتجاجات مشككين في جدوى تحقيق الحكومة في الأحداث التي صاحبت الاحتجاجات.
وحتى الآن أقرت الحكومة بسقوط 19 قتيلا في الاحتجاجات وأكثر من أربعمئة جريح.
ولم تخل تعليقات أخرى من السخرية، حيث وجهت له أسئلة عن التطبيقات التي يستخدمها للتحايل على تعطيل السلطات مواقع التواصل الاجتماعي، كما دعاه آخرون لقراءة الردود على حالته من باب قياس الرأي ومعرفة كره الناس للحكومة.
المصدر : الجزيرة