وقد شهد الاحتفال تفاعل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإداريين مع الفعاليات التي عقدتها الكلية في مبانيها التي ازدانت بالعلم القطري “الأدعم” وبشعار اليوم الوطني، من خلال المشاركة في العروض التراثية، واستعراض تاريخ دولة قطر في العديد من المجالات في رحلة عبر عبق الماضي الأصيل.
ومن بين أبرز الفعاليات التي تضمنها الاحتفال معرض الصيد والبحر، الذي نظّمهُ النادي الإعلامي في كليّة المجتمع، وأبحر المشاركون خلاله في تاريخ الحياة البحرية والأدوات المستخدمة قديمًا في الصيد. وتضمن المعرض، الذي هدف إلى ربط الأجيال بموروثها الثقافي البحري، عرضًا حيًّا لطريقة فلقِ المحار، وصناعة شباك الصيد التقليدية، مع سرد تاريخ بناء السفن القديمة، والغوص لجمع اللؤلؤ الطبيعي، وصيد الأسماك في قطر.
كذلك أقامت الكلية فعالية “سوق الفريج”، حيث خصصت مساحة حرّة للطلاب داخل مباني الكليّة لتسويق أنشطتهم التجارية ومنتجاتهم التي تعكس روح الاحتفال باليوم الوطني، والتي تنوّعت بين المأكولات والحلويات الشعبية القطرية، والأزياء والإكسسوارات، والعطور، والتوابل. كما اشتملت الفعاليات على عروض الرقص الشعبي “العرضة”، والمجالس الشعبية، والعديد من الأكشاك التي عكست صِبغة الثقافة القطرية، وقصّت حكاية تراثها بأشكالٍ فريدة ومتنوعة. كما أُطلقت الكلية مسابقة لالتقاط صور تخلد احتفالات اليوم الوطني عبر منصات التواصل الاجتماعي.
هذا وقد توجه الدكتور محمد النعيمي رئيس كلية المجتمع بخالص التهاني للشعب القطري بهذه المناسبة العظيمة في كلمةٍ قال فيها: “إن نهوض قطر كدولةٍ حديثةٍ ومزدهرةٍ ومستقلّة، لهوَ أمرٌ متجذّرٌ في بذور القيم النبيلة، والأفعال الحميدة، التي زرعها فينا الآباء والأجداد منذ أكثر من قرنٍ من الزمان، وذلك رغم التحديات. وإننا نستقي من خلال رؤية أسلافنا الحكيمة للمستقبل في ذلك الزمان، جوهر تراثنا الذي نفخر به وهويتنا الوطنية. وبفضلِ ذلك تطورت قطر، ونجحت في بناء اقتصادٍ قوي ومتنوع، وتبوأت مكانةٍ مرموقةٍ بين الأمم. وإننا إذّ نجتمعُ اليومَ لتكريم ماضينا التّليد، والمحافظة على الثقافة القطرية، فإننا أيضًا نثمّن عاليًا كلّ ما أنجزناه على مدى أجيالٍ عديدة”.
وأضاف الدكتور النعيمي قائلًا: “كما أننا نؤمن في كلية المجتمع أنه من أجل مواصلة درب التقدم والارتقاء ببلدنا الحبيب إلى أسمى المراتب، علينا أن نضع تطوير نظام البحث الأكاديمي والتربوي الذي يواكب متطلبات القرن الواحد والعشرين في مقدمة أولوياتنا. وفي غمرة احتفالنا باليوم الوطني المجيد تحت شعار قطر ستبقى حرة، نتطلّع للوصول إلى آفاق جديدة في المستقبل، وتحقيق الرؤى التي سبق واعتمدناها تحت القيادة الحكيمة لبلادنا، وذلك لتحقيق الرفاه لمستقبل أجيال قطر وحاضرهم”.
وفي سياق متصل، حرصت كلية المجتمع في قطر على التعاون مع شركائها في المجتمع لإثراء حفل هذا العام بعدد من الفعاليات والنشاطات المتميزة، التي كان من أبرزها معرض التصوير الفوتوغرافي التقليدي، الذي نُظم بالتعاون مع جامع المقتنيات التقليدية السيّد كمال ناجي؛ حيث تزينت رفوف المعرض بكاميرات ومعدات تصوير قديمة يعود تاريخ تصنيع عدد منها إلى أوائل القرن العشرين.
ومن ضمن الشراكات المجتمعية التي أثرت احتفالات كلية المجتمع لهذا العام، معرض الحرف اليدوية الذي عُقد بالتعاون مع مركز قُدرات للتنمية، الذي يسعى إلى تنمية الجوانب الثقافية والاجتماعية والدينية للفتيات خاصّة والشباب عامة، من خلال مجموعة من البرامج والأنشطة التطويرية والتدريبية. وقد تنوعت الحرف التي قامت منتسبات مركز قدرات بعرضها بين فنون الخياطة وصناعة الأساور والطب الشعبي. وتأتي هذه الشراكات ضمن جهود كلية المجتمع لتعزيز الشراكة المجتمعية، وإحياء الحرف التراثية، وتمكين أفراد المجتمع القطري وتشجيعهم على الابتكار.
الجدير بالذكر أن كلية المجتمع تحرص على الاحتفال باليوم الوطني للدولة كل عام عبر سلسلة من الفعاليات المتجددة التي تعبّر عن الهوية الوطنية للبلاد، وتحافظ على عاداتها وتقاليدها، مع الإشادة بمزاياها النبيلة ونهضتها الثقافية، وهو ما يقع في صميم القيم والأهداف الاستراتيجية لكليّة المجتمع في قطر. ويعدّ هذا الاحتفال فرصةً لتذكير الطلاب بتراثهم المجيد، وحثهم على المضي قدُمًا نحو مستقبلٍ أكثر إشراقًا وتقدّمًا لأنفسهم ولأمّتهم. ;