23/03/2019
قطيعة وتقارب كادتا تصلان إلى حرب واتحاد تراوحت العلاقة بين بغداد والقاهرة في نحو مائة عام مضت لكن الحاضر قد لا تنفعه دروس التاريخ في هذا المقام وخصوصا في ظل تراجع دور البلدين الإقليمي لا عراق اليوم هو عراق الأمس ولا مصر كذلك غرقهما في مشكلات وظروف داخلية معقدة جعلهما يتعلقان بقشة وربما لهذه الغاية يصل رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى القاهرة وجهته الأولى منذ توليه منصبه رسميا قبل خمسة أشهر وهي زيارة محملة بحرجين الأول نقضه عهد عدم زيارة أي دولة قبل مرور ستة أشهر من عمر حكومته والحرج الثاني زيارته بالتزامن مع فاجعة غرق عبارة في الموصل وهو ما برره رسميا رئيس الوزراء العراقي بعد وصوله القاهرة شدد على أن لا أعداء للعراق سوى الإرهاب والاحتلال والبطالة والفقر قال كذلك إن العراق صديق لجواره العربي والإسلامي بل وللعالم كله لكن من عدو له لا صديق له فالمسافة بين مصر والعراق تقاس على الأقل بالحذر الإيراني والريبة السعودية وفي مكان ما من هذه المسافة يأتي دور الأردن الملك عبد الله الثاني يشارك هو الآخر في لقاء ثلاثي مع كل من الرئيس المصري ورئيس الوزراء العراقي وذلك بعد لقاء سداسي بين وزراء الخارجية ورؤساء المخابرات في البلدان الثلاثة المعلن حتى الآن أمران اقتصادي وأمني الاقتصادي يتعلق بسعي مصر للحصول على كميات من نفط العراق عبر ميناء العقبة الأردني والأمني كشفته بغداد بالقول إنها ستقدم ملفا كاملا للقاهرة يتضمن معلومات عن انتقال أعداد كبيرة من مقاتلي تنظيم الدولة من العراق وسوريا إلى سيناء ملف النفط يعيد إلى الأذهان تحركات رسمية بين العراق ومصر قبل ثلاثة أعوام حينها طالب نواب عراقيون مقربون من إيران بمنح مصر ما تريده من النفط الخام بدفع آجل ردا على ما قالوا إنه ابتزاز تمارسه الرياض ضد القاهرة كان ذلك عقب إيقاف عملاق النفط السعودي أرامكو إمداداته النفطية لمصر وفي الشق الثاني من المباحثات المرتقبة يستبعد أن تضمن بغداد ملفها معلومات تشمل سوريا دون تنسيق مع إيران في المحصلة تحت سطح التصريحات أشياء كثيرة تقال لكنها قطعا ليست بالرومانسية التي تحملها عادة اللغة الدبلوماسية فاللقاء الحالي ليس بمنأى عن تشكل خريطة جديدة للنفوذ في المنطقة في مرحلة ما بعد الربيع العربي لكن وفقا لما يراه أكثر المراقبين تفاؤلا فإن بغداد والقاهرة تبحثان كل عند الأخرى عن مجد ضيع عند واحد وسلب من الأخرى