“بطلة لندن” تروي للجزيرة نت تفاصيل دفاعها عن أسرة يهودية

472 views Leave a comment
“بطلة لندن” تروي للجزيرة نت تفاصيل دفاعها عن أسرة يهودية

الجزيرة نت-لندن

كشفت أسماء شويخ التي بات لقبها “بطلة لندن” في هذا الحوار الخاص مع الجزيرة نت، تفاصيل دفاعها عن أسرة يهودية تعرضت لاعتداء عنصري في القطار بالعاصمة البريطانية لندن.

فما هي دوافعها للتصدي لهذا الهجوم؟ وما الذي تغير في حياتها بعد انتشار مقطع فيديو يظهر موقفها الشجاع؟

– لو نتعرف في البداية على أسماء شويخ؟

– أسماء شويخ مواطنة بريطانية من أصول ليبية، ولدت في العاصمة لندن، وتابعت دراستي الجامعية، والآن أنا متزوجة وأم لطفلين. وفي يوم الحادثة كنت في زيارة للعائلة ولصديقة كانت مريضة، بحكم أنني أقطن رفقة أسرتي الصغيرة خارج لندن.

– ما الذي حدث ذلك اليوم في القطار؟

– كنت في لندن لزيارة صديقة، وفي محطة القطار صعدنا أنا والشخص المعتدي من نفس المحطة، وظهر منذ البداية أن هذا الشخص يتعامل بعنف، وبمجرد ما شاهد الأطفال رفقة والدهم وعرف أنهم يهود، حتى بدأ في الصراخ وبدأ يقول لهم “أنتم عبيد لي”.

في البداية قلت إنه سيصمت، لكنه استمر في التمادي وتوجه إلى الطفل يقول له “حضر نفسك ستصبح عبدا لي”، وظهر الرعب في وجه الأطفال.. حينها تدخل رجل وطلب منه الصمت فهدده بأنه سيضربه، فتدخلت أنا وطلبت منه التوقف لأن هؤلاء أطفال، فرد علي بأنه ليس من شأني وانتقد طريقة لباسي، فقلت له رأيك احتفظ به لنفسك وهذا مكان للنقل وليس للتعبير عن آراء دينية، وظل يردد الكثير من الأفكار الغريبة، فرددت عليه أن القرآن يقول “لكم دينكم ولي دين”.

– هل انتهت الحادثة مع انتهاء تصوير المقطع المنتشر؟

– لا، عندما توقف الشخص الذي كان يصور الحادثة، استمر المعتدي في مهاجمتي ومهاجمة الأب وأطفاله، فتدخّل صاحب المقطع ووقف بينه وبين الأطفال، وطلب منه عدم الاقتراب منهم، وعندها توقف ونزلت أنا من القطار وأيضا الأسرة اليهودية، والغريب أننا لم نتبادل الحديث، لأنني كنت مذهولة مما حدث وأيضا خائفة بعض الشيء لأنه كان يمكن أن أتعرض للأذى، لكني لست نادمة على تدخلي لإيقاف هذه الإساءات.

– يظهر في المقطع أن القطار كان مليئا بالناس، فلماذا لم يتدخل الآخرون وتدخلت أنت؟

– ما حركني في البداية أنني أم وتخيّلت أن أكون مع أطفالي وأتعرض لمثل هذا الهجوم.. كنت سأتمنى أن يتدخل أحد لمساعدتي، لأنني في السابق تعرضت للمضايقات والإساءات بسبب الحجاب، وكنت دائما أصدم لأنه لا أحد يهبّ لمساعدتي والدفاع عني، وهذا ما جعلني أقتنع بأنه كلما شاهدت إساءة فعليّ أن أتدخل للمساعدة. وهناك أيضا الدافع الديني كمسلمة، فديني يدعوني لمساعدة المحتاج.

– كيف استقبلت انتشار مقطع الفيديو واحتفاء الناس به؟

– استقبلت الأمر بإيجابية، وأنا سعيدة جدا بتفاعل الناس مع المقطع، ووصلتني المئات من الرسائل من المسلمين في الغرب، وكلها تشكرني وتقول إنني رفعت رأس المسلمين والمرأة المسلمة في أوروبا. كما وصلتني رسائل من معتنقي الديانات الأخرى، وكلها تشيد بموقفي وتقول إنني قدمت درسا إنسانيا شاهده ملايين الناس.

 
 
 
View this post on Instagram

 
 
 

A post shared by AJ+ عربي (@ajplusarabi) onNov 24, 2019 at 5:54am PST

– كيف حول هذا المقطع حياتك من سيدة بعيدة عن الأضواء إلى بطلة؟

– عندما تدخلت لم أكن أعلم أن هناك من يصور، ولكني قمت بما قمت به بدافع إنساني فقط.. ولكن لعل هذا الموقف فيه خير للمسلمين في بريطانيا وللمسلمات خصوصا، ويساهم في تقديم صورة إيجابية عن الجالية المسلمة، خصوصا أن هناك صورة نمطية عنا نحن المسلمات بأننا بلا صوت ومغلوبات على أمرنا ولسنا قادرات على الدفاع عن أنفسنا.

– وهل تعرضت لمضايقات أو تهديدات؟

– نعم هناك بعض الانتقادات، ولكن يبقى حجمها قليلا مقارنة مع رسائل الإشادة، والبعض يحاول التقليل أو الاستهزاء بما قمت به، لكن كانت نيتي صادقة ولم أقم بما قمت به من أجل الشهرة.

– ماذا قال لك الشخص الذي دافعت عنه وعن عائلته عندما التقيته؟

– بالفعل التقينا خلال برنامج تلفزيوني نهاية الأسبوع الماضي، وأحضر لي باقة كبيرة من الورد، وقال لي إنه مدين لي بالكثير، ولو لم أكن موجودة لكان الأمر سيتطور إلى ما هو أخطر، لأنه كان خائفا جدا على أطفاله، ولم يكن يعلم ماذا يفعل بسبب هذا الحادث المفاجئ.

– ما هي الأحداث المؤثرة التي وقعت لك بعد انتشار المقطع وأثرت فيك؟

– من المواقف التي لن أنساها أنني عندما ذهبت لأحضر ابنتي من المدرسة بداية الأسبوع، وجدت في استقبالي كل الهيئة التدريسية وبعض أسر الأطفال.. الجميع استقبلني بالتصفيق والترحاب، وابنتي كانت فخورة جدا وتخبر الجميع بأن والدتها هي من ظهر في ذلك المقطع، وهذا إحساس جميل بالنسبة لأي أم أن تكون مصدر فخر لأطفالها، ومصدر إلهام بالنسبة لهم.

– هل لديك رسالة للنساء المسلمات في مواجهة حوادث الكراهية والعنصرية؟

– أن تقدّر الموقف قبل أن تتحدث، وإذا شعرت أنها في خطر فالأفضل أن تؤثر سلامتها الجسدية قبل أي شيء، وعليها دائما أن تتعامل بحكمة خصوصا مع انتشار جرائم الطعن.

لكن في بعض الأحيان يجب أن تعبّر عن نفسها وموقفها، إلا أن الأولوية دائما للسلامة الجسدية، لأن التعرض لاعتداء عنصري موقف صعب ومعقد، ولكن أؤكد أنه يجب ألا يفهم البعض أن المرأة المسلمة ضعيفة، وإنما يجب أن تكون قوية وصاحبة شخصية صلبة.

المصدر : الجزيرة