على الأمهات اختيارها بعناية.. القرطاسية الملونة بهجة التلاميذ

427 ‎مشاهدات Leave a comment
على الأمهات اختيارها بعناية.. القرطاسية الملونة بهجة التلاميذ

هلا الخطيب-بيروت

لم تكن أيامنا في المدرسة حافلة بأنواع القرطاسية الملونة والإبداعية، واقتصرت على ممحاة إما بيضاء بالكامل أو باللون القرميدي للرصاص والأزرق للحبر، كما أن الأقلام كانت عملية وبسيطة وكذلك عدّة المساطر الخشبية التي أضيفت إليها بعض الألوان على اللون الشفاف الخام.

وحدها المساطر البلاسيتكية التي كانت عليها رسوم أنقذت طفولتنا من الرتابة، خاصة تلك التي كانت تتغير فيها الصورة مع تحريكها، حتى إن الحقائب المدرسية كانت بسيطة وعادية وبألوان محدودة.

أطفال اليوم محظوظون بالوفرة في القرطاسية بألوانها وأشكالها المختلفة، ورغم الهدف التجاري والاستهلاكي الصارخ، فإنها أضفت على أيام المدرسة شيئا من البهجة.

ميزانية قرطاسية المدرسة
العديد من المدراس في لبنان تطلب لائحة المستلزمات طويلة جدا، ويكون الالتزام بحذافيرها واجبا. ومدارس أخرى تترك الخيار للأهل لاختيار القرطاسية المناسبة.

ميزانية القرطاسية ومستلزمات المدرسة ارتفعت كثيرا، فمع تعدد الشخصيات الكرتونية وتصنيع الكثير من الحقائب المدرسية بأشكال وألوان مختلفة، أصبح الطلاب الصغار يرافقون أهاليهم لاختيار عدّة عملهم الأول “الدراسة” بمزاجهم الطفولي.

أمهات وأخصائيات تحدثن إلى الجزيرة نت عن فوائد وأضرار تنوع القرطاسية.

القرطاسية يفضلها الأطفال ملونة ومبتكرة (بيكسل)

قرطاسية حسب الموضة
تقول آلاء إن ابنها عبد (8 سنوات) يفرح كثيرا في اختيار القرطاسية وتجعله يتحمس للذهاب إلى المدرسة لعرضها أمام زملائه، وتضيف “من المهم أن يكون الولد راضيا عن حقيبته وقرطاسيته واللانش بوكس (حقيبة الغداء)”.

بتول تخبر أن ابنتها ياسمينة تختار كل سنة دراسية حقيبتها وقرطاسيتها بحسب الشخصية “الدارجة” وحسب الموضة، ففي العام الماضي اختارت “frozen” شخصية ملكة الثلج، وهذا العام اختارت “unicorn” الذي يمثل شخصية حصان أسطوري بقرن واحد. وتفرح ياسمينة بالقرطاسية في أول يوم بالمدرسة لتريها لزملائها، ثم تنسى الموضوع ولا تشكل لديها حافزا للدرس.

 الأطفال يختارون حقيبة كل سنة دراسية بحسب الشخصية الكرتونية المشهورة بتلك السنة (الجزيرة)

تحفيز الأهل للطالب
تقول نداء الضو إن بعض الأطفال لا يعني لهم شكل ولون القرطاسية شيئا، وبعض الأهالي غير قادرين على شراء القرطاسية الغالية الثمن وعليهم إخبار طفلهم بذلك ويحفزونه بأن يشتروا له شيئا إذا نال معدل علامات عاليا في الامتحان الأول.

وكذلك يمكن توعيته بأن هذا الموضوع مجرد تجارة ولا تختلف القرطاسية العادية عن الملونة إلا في السعر. قد يستوعب الولد الأمر وقد لا يفعل بحسب طريقة الأهل في الإقناع.

تقول زهرة إن ابنها يحب الذهاب إلى المدرسة وهو في الروضة بسبب الملصقات (البوسترات) لشخصيات كرتونية معلقة على باب صفه. وهو لديه حقيبتان واحدة سوداء كليا، والثانية عليها رسوم سمك القرش، وهو يفضل حملها دوما ويبكي عندما تكون في الغسيل، والآن يطلب حقيبة بصورة شخصية هالك أو إفيندجيرز.

متشابهة وبسيطة وتقليدية
تهاني تخبر أن ولديها 6 و8 سنوات يختاران فقط حقيبتيهما، وأنهما اختارا هذا العام حقيبة “الطائر الغاضب” (angry bird)، خصوصا أن المدرسة تفرض قرطاسية متشابهة وبسيطة وتقليدية على الطلاب كافة حتى لا يتلهى بها التلاميذ ولتشعرهم بأنهم جميعهم متساوون.

وتقول “ابني مثلا يكتب الإملاء بطريقة أفضل وأسرع عندما يختار قلما ملونا، والقرطاسية الملونة يستعملانها فقط في البيت”.

تفضل ريما أن تبقى القرطاسية التي يختارها الولد في البيت، لأنه قد يكون في المدرسة زملاء له لا يستطيع أهلهم شراء قرطاسية مشابهة، فتسبب لهم عقدا نفسية أو الشعور بالنقص.

يجب أن تكون الألعاب والقرطاسية مناسبة وآمنة وهادئة ومريحة (بيكسابي)

ما رأي علم النفس؟
الاختصاصية والمعالجة النفسية علا عطايا تقول إن الألوان والأشكال المختلفة يحبها الأطفال وتزيد حماستهم وقد تقلل من توتر بعضهم وتزيد جو الصف بهجة، لأن الأطفال يرتاحون لمشاهدة الشخصيات الكرتونية التي يحبونها وتشعرهم بالأمان والراحة.

أما المختصة في العلوم التربوية نيرمين موسى فتقول إنه يجب أن تكون الألعاب والقرطاسية في بيئة مناسبة آمنة وهادئة ومريحة. في التربية الحديثة أصبح الطفل يتعلم عن طريق اللعب والرسم والفن والتعبير عن الذات، كل مرح له دور في راحة الطفل نفسيا، ويجب أن يعبر عن حاجاته ورغباته ويؤخذ كلامه محمل الجد.

الأطفال يفضلونها ملونة ومبتكرة
آمال عيسى معلمة في مدرسة تقول إنها تجد أن ردة فعل الطلاب بشأن القرطاسية الملونة والمبتكرة أقوى وأجمل من القرطاسية التقليدية. وتقول إن معظم الأطفال يختارون تلك التي تحتوي رسومات ملونة.

وهكذا فإن القرطاسية التي تبهج الأطفال قد تؤثر على أدائهم وتضفي الفرح على أيامهم المدرسية، وقد يكون دورها ثانويا بحسب شخصية الطفل من ناحية، وتربية الأهل من ناحية أخرى. وبالطبع يبقى للمدرسة الدور الرئيسي في استعمالها بطريقة لا تؤثر على نفسية الطفل إلا إيجابا.

المصدر : الجزيرة