ندد مسؤولون أمميون بقصف التحالف السعودي الإماراتي سجنا في ذُمار باليمن مما أسفر عن مقتل العشرات من أسرى الحرب، في حين دحض الصليب الأحمر ادعاءات التحالف بأنه استهدف مخزن أسلحة لجماعة الحوثي.
وأدان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أمس بالغارات التي نفذها طيران التحالف في وقت متأخر من مساء السبت، والتي أسفرت عن مقتل ما يصل 100 من الأسرى والمعتقلين الموالين للحكومة الشرعية وإصابة آخرين، وفق حصيلة ضحايا غير نهائية.
وقال غريفيث في بيان مشترك مع منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي إن الغارات مأساة أصبحت معها التكلفة البشرية للحرب في اليمن لا تطاق ويجب أن تتوقف.
ودعا غريفيث التحالف السعودي الإماراتي إلى إجراء تحقيق في الغارات على ذمار وتفعيل المحاسبة، مشددا على أن الوسيلة الوحيدة لإنهاء حالات القتل والمعاناة في اليمن هي وضع حد للنزاع.
من جهتها، عبرت غراندي عن صدمتها من العدد الكبير للضحايا، وقالت إن الغارات الجوية أجبرت المنظمات الإغاثية على تحويل الإمدادات الطبية المخصصة للتعامل مع تفشي مرض الكوليرا إلى مستشفيات ذمار (130 كيلومترا تقريبا جنوب صنعاء).
أما رئيس بعثة الصليب الأحمر في اليمن فرانز راوخن شتاين فقال إن البعثة قدرت مقتل أكثر من مئة شخص جراء قصف السجن المؤلف من ثلاثة مبان، والذي يقع داخل ما يعرف بكلية المجتمع في الضواحي الشمالية لمدينة ذمار، وهي مركز محافظة تحمل الاسم نفسه وتخضع لسيطرة جماعة الحوثي.
وفي حين تحدث التحالف السعودي الإماراتي عن استهداف مخزن للطائرات المسيرة والصواريخ، أكد راوخن شتاين أن المكان المستهدف هو مركز احتجاز كانت فرق الصليب الأحمر تتفقده بشكل منتظم، مشيرا إلى أن 40 من السجناء يتلقون العلاج بالمستشفيات.
وقال إن من المثير للاستياء أن القصف استهدف سجنا، وإن ضرب مبنى مماثل أمر مثير للصدمة ومحزن، مضيفا أن السجناء محميون من قبل القانون الدولي.
من جهته، قال المتحدث باسم التحالف السعودي الإماراتي تركي المالكي إن القصف طال ما سماه هدفا مشروعا، وإن التحالف اتخذ إجراءات لتحييد المدنيين أثناء العملية.
وتحدث التحالف عن استهداف مخزن للطائرات المسيرة والصواريخ، وقال المالكي إن المبنى المستهدف لم يكن مسجلا لدى الأمم المتحدة على لائحة المواقع التي يُحظر استهدافها، متهما الحوثيين بأنهم يحاولون إخفاء حقيقة الموقع عبر الإدعاء بأنه سجن سري.
وفي حالات عديدة سابقة، كان التحالف السعودي ينكر مسؤوليته عن قصف يكون ضحاياه من المدنيين قبل أن يتراجع ويعد بإجراء التحقيقات اللازمة.
|
جثث ودمار
وبثت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أمس صورا مروعة تظهر جثثا ممزقة وأخرى عالقة بين الأنقاض في الموقع الذي قصفه التحالف وتعرض لدمار كبير.
وأفادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين بأن طيران التحالف شن سبع غارات على المبنى المخصص للأسرى، والذي كان يوجد فيه 170 سجينا، وفق مسؤول حوثي.
وحتى عصر أمس أحصى إعلام الحوثيين 70 قتيلا، في حين ترفع تقديرات الصليب الأحمر العدد إلى أكثر من 100. وقالت المنظمة إنها أرسلت إلى ذمار فريقا مع إمدادات طبية عاجلة بينها 200 كيس للجثث.
من جهته، قال عبد القادر المرتضى رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى الخاضعة للحوثيين، إن كثيرا من المحتجزين كانوا سيخرجون في إطار اتفاق لتبادل الأسرى.
كما أكد زعيم جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي في خطاب مساء الأحد أن عددا كبيرا من السجناء كان يتهيأ للخروج ضمن صفقة تبادل.
واتهم الحوثي التحالف بتعمد استهداف الأسرى، وقال إن ذلك دليل على الإفلاس الأخلاقي والإنساني لما وصفه بتحالف العدوان.
المصدر : الجزيرة + وكالات,وكالات