علقت ألمانيا مؤخرا عمليات تسليم الأسلحة للسعودية، وذلك إثر مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول.
وتضيف مجلة “لوبوان” الفرنسية في تقرير كتبته أرمين عريفي أن ألمانيا تحث شركاءها الأوروبيين -مثل فرنسا- على السير على نفس المنوال.
وسمحت برلين في الفترة ما بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول من العام الجاري بتصدير أسلحة بقيمة 416.4 مليون دولار إلى الرياض، بما في ذلك مبيعات أنظمة رادار للمراقبة لصالح سلاح المدفعية السعودية.
وتعتبر ألمانيا الدولة الوحيدة التي أعلنت عن اتخاذها إجراءات في إطار رد الفعل على مقتل خاشقجي، وذلك حتى دون انتظارها المعطيات الجديدة بهذه القضية التي سبق أن طالبت السعوديين بمعلومات بشأنها.
جدل وتساؤل
وتشير المجلة إلى أن قضية بيع الأسلحة إلى السعودية سبق أن أثارت جدلا واسعا في أوساط الائتلاف الألماني الهش، مضيفة أن برلين شددت أمس الاثنين على موقفها، وأن ألمانيا دعت جميع الدول الأوروبية إلى أن تحذو حذوها بهذا السياق، وخاصة في أعقاب عدم كشف الرياض عن الحقيقة الكاملة المتعلقة بمقتل خاشقجي.
وتساءلت هل ستسير فرنسا على خطى ألمانيا وتعلق هي الأخرى مبيعات الأسلحة للسعودية، مضيفة أن وزارة الخارجية الفرنسية تجنبت الخوض في التفاصيل بهذا السياق.
وتشير “لوبوان” إلى أن الخارجية الفرنسية صرحت أمس الاثنين بأن سياسة باريس في مجال مراقبة مبيعات الأسلحة صارمة، وأنها تستند إلى تحليل كل وضعية على حدة، وذلك على ضوء الموقف المشترك للاتحاد الأوروبي ومعاهدة تجارة الأسلحة التي ترعاها الأمم المتحدة، وأن صادرات الأسلحة إلى السعودية يتم دراستها في هذا السياق.
فرنسا وحرب اليمن
ونسبت المجلة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تصريحاته لقناة “فرانس24” يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري المتمثلة في قوله إنه “من الخطأ اعتبار السعودية العميل الرئيسي لفرنسا اليوم في أي مجال من المجالات، وإنه تربطنا مع كل من السعودية والإمارات شراكة ثقة في المنطقة العربية”.
وأضاف ماكرون أن هذه الشراكة مهمة، كما أنها ليست تجارية وإنما إستراتيجية، وذلك لأننا نمتلك مصالح مشتركة في المنطقة التي يعد استقرارها مهما بالنسبة لنا، فضلا عن أن مكافحة الإرهاب تتم بالتنسيق مع هذه الدول.
وتعليقا على هذه التصريحات، يقول إيميريك إلوين من منظمة العفو الدولية إن “ما يقوله الرئيس الفرنسي لا يتوافق مع الواقع على الإطلاق، وإنه يُمكن التأكد من ذلك من خلال إلقاء نظرة على التقرير السنوي الذي تقدمه وزارة القوات المسلحة للبرلمان الفرنسي”.
وأشارت المجلة إلى أن باريس سلمت أسلحة بقيمة 1.38 مليار يورو إلى الرياض العام الماضي، الأمر الذي يجعلها ثاني أكبر عميل لفرنسا بعد مصر، في هذا القطاع.
وبحسب إلوين فإن مسألة مبيعات الأسلحة الفرنسية للسعودية تعتبر بمثابة إشكالية، خاصة بسبب شبهات عديدة بشأن استخداماتها في حرب التحالف السعودي الإماراتي على اليمن.
وتحدث المجلة بإسهاب عن الجدل حول الأسلحة الفرنسية المستخدمة في الحرب على اليمن، وعن كونها ساهمت في تأجيج الصراع الدائر في البلاد.
المصدر : الصحافة الفرنسية,الجزيرة