من بين 30 ألف مشارك.. فتى تونسي بطل العالم في البرمجيات

420 ‎مشاهدات Leave a comment
من بين 30 ألف مشارك.. فتى تونسي بطل العالم في البرمجيات

حياة بن هلال-تونس

بلال علي فتى تونسي (16 عاما) حاز على المرتبة الأولى عالميا والميدالية الذهبية في بطولة العالم لمطوري البرامج التي تدعى (World Champion HACKATHON)، وجرت في الولايات المتحدة الأميركية تحت إشراف المنظمة الصينية “دوراهاكس”، بمشاركة ثلاثين ألف شخص.
 
يتمثل مشروع بلال في ملف يحمي البطاقة المصرفية من القرصنة باستخدام رقم سري شخصي يتجدد بعد كل استعمال.

ويقول بلال للجزيرة نت “بما أن الرقم المستعمل لا يمكن أن يستخدم مرة أخرى فإن الحماية تكون مضمونة بنسبة عالية، ومشروعي من شأنه أن يساعد الجمعيات الخيرية والمنظمات والمتبرعين الذين تتعرض حساباتهم للقرصنة مرارا، على حمايتهم من الاحتيال واسترجاع الأموال إذا كان الموقع وهميا أو غير موثوق”.

رهان وكسب
بلال مولع بمجال تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات منذ الصغر، وصقل تلك الموهبة وتفوق فيها بمشاركته في عدة مسابقات محلية ودولية، وحصل فيها على عدة جوائز، مثل السلامة المعلوماتية وعلوم البيانات وتعلّم الآلة والحوسبة السحابية، ونجح كذلك في إنجاز تطبيق “سمارت كونتراكت” الذي يهدف إلى حماية الملكية الفكرية عبر تكنولوجيا سلسلة الكتل (blockchain).

راهن الفتى على الحصول على المرتبة الأولى في العالم، وسافر إلى الولايات المتحدة وكسب الرهان، ليكون المشارك العربي الوحيد من بين ثلاثين ألف مشارك من مختلف أنحاء العالم، واستطاع إحراز الميدالية الذهبية بجدارة.

الميدالية الذهبية التي حصل عليها بلال في المسابقة العالمية (الجزيرة)

استغل بلال وجوده في أميركا ليزور شركة فيسبوك، وعن هذه الزيارة يقول للجزيرة نت “قابلت مارك زوكربيرغ شخصيا، وتلقيت ترحابا كبيرا من مؤسس فيسبوك، وأعجب جدا بفكرة مشروعي وبتفوقي في مجال البرمجيات بصفة عامة”.

لكنه يقول إن تواصله مع الرئيس التنفيذي لفيسبوك كان لأسباب مهنية، ويوضح ذلك بقوله للجزيرة نت إنه اتفق مع زوكربيرغ على أن يتدرب في الشركة دون عقد عمل “نظرا لعدم وصولي السن المطلوبة”.

وأضاف أن فكرة العمل في فيسبوك رسميا هي مقترح مطروح بعد نهاية سنة 2019 “ولأسباب مهنية لا يمكنني التحدث في تفاصيل أكثر الآن”.

عبقري عربي
تلقى بلال عروضا عدة من رجال أعمال أميركيين ويابانيين لبيع مشروعه، إلا أنه رفض رغم الإغراءات المالية المقترحة من قبلهم، على حد تعبيره.

وقال للجزيرة نت “تعبت حتى وصلت إلى اختراع خاص بي وحاز على المرتبة الأولى في العالم، ثم إن تونس والعالم العربي ككل أولى به من غيره، فقد كنت الممثل الوحيد للعرب في المسابقة العالمية”.

بلال مع والده فتحي علي أثناء تكريمه بتونس (الجزيرة)

يطمح بلال إلى تطوير فكرته وإنشاء مشروع خاص به يحمل اسمه واسم تونس، كإيجاد حلول لعدة مشاكل تتعلق بالبرمجيات، حيث سبق أن نجح في تطوير برمجية خاصة بالاستخلاص الإلكتروني وكيفية إدماج العملة الإلكترونية في الحياة اليومية.

تجدر الإشارة إلى أن أفكار مشاريع بلال تتعدى علم البرمجيات إلى عالم الميكانيك كالروبوتات والطائرات وغير ذلك.

ويؤمن بلال بأن أفكاره لمشاريع جديدة ستخول بلاده الوصول إلى مراتب عالمية أخرى في مجال البرمجيات والتكنولوجيا، وستنتفع بها تونس في السنوات القريبة المقبلة، على حد قوله.

صعوبات
كغيرها من الدول العربية، ما زال اهتمام تونس بالمجال البرمجي والتكنولوجيا محدودا، كما صرح الصحفي والأستاذ الجامعي محمد علي السويسي للجزيرة نت.

وثمن السويسي ما قام به بلال وقال إنه إنجاز مميز ويحسب لتونس، وأضاف أنه “للأسف بلادنا لا تستغل كفاءاتها؛ فبلال وغيره كثيرون في تونس تميزوا في مجالات عدة عالميا، إلا أن استثمار إنجازاتهم يكاد يكون منعدما”.

وأكد السويسي ضرورة التفات الدولة لبلال ودعمه لتطوير أفكاره واستغلالها بتفعيل القوانين الصادرة في هذا المجال، والتي لم تدخل حيز التنفيذ إلى اليوم، مثل قانون الشركات الناشئة الذي من شأنه أن يساعد بلال في إنشاء شركة خاصة به دون اللجوء إلى جهات خارجية، خاصة أن تونس تعاني اليوم من ظاهرة هجرة الأدمغة، حسب قوله.

ورغم أهمية مشروعه لتونس والعالم العربي فإن بلال لم يتلق أي اقتراح من الدولة لتبني أفكاره، بل اقتصر الأمر على تكريمه من قبل وزيرة الشباب والرياضة.

المصدر : الجزيرة