ترحيب وقلق و”شعور بالغدر”.. ردود على سحب القوات الأميركية من سوريا

1081 ‎مشاهدات Leave a comment
ترحيب وقلق و”شعور بالغدر”.. ردود على سحب القوات الأميركية من سوريا

توالت ردود الفعل داخل الولايات المتحدة وخارجها بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب القوات الأميركية من سوريا، وبينما حث مشرعون أميركيون ترامب على التريث، وتحفظت بريطانيا على القرار، رحبّت روسيا به.

وأعرب عضوا مجلس الشيوخ الأميركي الجمهوري ليندزي غراهام والديمقراطية جين شاهين عن عزمهما التقدم بمشروع قرار يحث الرئيس ترامب على العودة عن قراره بسحب القوات. 

وقال مشرعون أميركيون إن تنظيم الدولة لم يُهزم بشكل كامل وسيعود بقوة في السنوات المقبلة بسبب قرار الرئيس ترامب الانسحاب العسكري من سوريا.

وقد وجّه ستة أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي رسالة إلى ترامب يحثونه فيها على إعادة النظر بشأن القرار. وأوضح المشرعون أن هذه الدعوة جاءت حفاظا على المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة. وأعربوا عن قلقهم بشأن القرار، واعتبروه سابقا لأوانه.

وقال المشرعون إن القرار “يمثل خطأ مكلفا يهدد سلامة وأمن الولايات المتحدة ويشجع تنظيم الدولة وإيران، ورئيس النظام السوري بشار الأسد على اتخاذ إجراءات إضافية لتعزيز سلطته”.

كما حذروا من خسارة الأكراد للدعم الأميركي، وقالوا إن فقدان هذا الدعم سيثير مخاطر انبعاث تنظيم الدولة من جديد.

القوات الأميركية في سوريا قوامها نحو ألفي جندي معظمهم من قوات العمليات الخاصة (رويترز)

ترحيب روسي
من جانب آخر، رحبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بقرار واشنطن سحب قواتها من سوريا، واعتبرت أن “الانسحاب يفتح آفاقا حقيقية وواقعية للتسوية السياسية في سوريا، وهو أمر لم يكن ممكنا خلال وجود القوات الأميركية”.

وذكرت وكالة الأناضول أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بحث هاتفيا مع نظيره الأميركي مايك بومبيو قرار سحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا.

ونقلت الوكالة عن وسائل إعلام أميركية أن قرار الانسحاب جاء بعد اتصال هاتفي الأسبوع الماضي بين ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عقب الإعلان عن عملية عسكرية تركية مرتقبة ضد ما تُسمى بـ”قوات سوريا الديمقراطية” التي تُشكل وحدات حماية الشعب الكردي مكونها الرئيس.

لكن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول أميركي رفيع المستوى أن ترامب لم يناقش مسبقا قراره مع أردوغان لكنه أبلغه به.

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اسرائيل -التي أبلغتها الولايات المتحدة بقرار الانسحاب من سوريا مسبقا- ستدرس تداعيات القرار، لكنها “تعرف كيف تدافع عن نفسها” ضد تهديدات محتملة.

وقال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إن بلاده ستحترم أي قرار تتخذه إدارة ترامب، مشددا أن قرار الانسحاب من سوريا لن يغير سياسة إسرائيل بعدم السماح لإيران ببناء قواعد عسكرية قرب حدودها.

مواقع تمركز القوات الأميركية في سوريا (الجزيرة)

قلق كردي وبريطاني
في المقابل، نقلت وسائل إعلام عربية عن القوات الكردية قولها إن الانسحاب الأميركي يمثل “طعنة في الظهر، وخيانة لدماء آلاف المقاتلين”.

ونقلت وكالة أنباء “هاوار” الكردية عن آلدار خليل المسؤول في حركة المجتمع الديمقراطي الكردية قوله إن قوات الحماية الكردية في منطقة شرق الفرات ستدافع عن الأكراد أمام هجمات تركيا أو أي جهة أخرى، بالاعتماد على قوتها الذاتية.

واعتبرت بريطانيا أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يزال يمثل تهديدا حتى وإن كان لا يسيطر على أراض. وأشارت الخارجية البريطانية -في بيان- إلى أن هذه التطورات في سوريا لا تشير إلى نهاية التحالف العالمي.

من جانبه، قال وزير الدولة في الحكومة البريطانية توبايس إلوود إنه يخالف الرئيس الأميركي بشدة. وأضاف في تغريدة على تويتر أن “تنظيم الدولة تحول إلى أشكال أخرى من التطرف، وأن تهديده ما زال قائما”.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) قالت الأربعاء إنها بدأت عملية سحب قواتها من سوريا مع انتقال الولايات المتحدة إلى مرحلة جديدة في الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. كما أعلن البيت الأبيض في بيان أنه بدأ إعادة القوات إلى البلاد.

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون دانا وايت في بيان “بدأنا عملية إعادة القوات الأميركية إلى الوطن من سوريا مع انتقالنا إلى المرحلة التالية من الحملة”، مشيرة إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده بلادها قد “حرر الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة، لكن الحملة ضده لم تنته”.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن “الوقت قد حان لإعادة القوات الأميركية في سوريا إلى الولايات المتحدة”. وعزا ذلك -في تسجيل مصور عبر تويتر- إلى “الانتصار” الذي تحقق ضد تنظيم الدولة، وقال إن القوات ألحقت بالتنظيم هزيمة قاسية واستعادت الأرض منه.

وردا على سؤال للجزيرة بشأن الجهة التي ستملأ الفراغ، بعد الانسحاب العسكري الأميركي من سوريا، قالت المتحدثة الرسمية للشؤون السورية في الخارجية الأميركية صوفيا خلجي إن واشنطن ستنقل المهام المتعلقة بمحاربة من تبقى من أفراد تنظيم الدولة إلى حلفائها وشركائها، وستتابع القوات الأميركية حربها على التنظيم من مواقع أخرى.

وأشارت خلجي إلى أن واشنطن ستبقى ملتزمة بأمن حلفائها وشركائها في مختلف أرجاء سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات