وتبدو الروح المعنوية في اعلى درجاتها لدى لاعبي المنتخب القطري للشباب الذين عقدوا العزم على تقديم افضل ما لديهم في مواجهة العبور املا في ان يسجلوا انجازا جديدا يُعد بمثابة امتداد للإنجاز التاريخي الكبير الذي تحقق قبل (37) عاما يوم تأهلت قطر لنهائيات كأس العالم لعام 1981 في استراليا وهي البطولة التي حقق فيها منتخب الشاب الانجاز الاكبر عندما احرز المركز الثاني في ذلك المونديال.
وتبدو صورة ذلك الانجاز الكبير حاضرة في اذهان اللاعبين، وهم يحثون الخطى صوب اجتياز الحاجز الاسيوي من خلال مباراة، الأحد، وبالتالي ضمان التأهل للمونديال المقبل، علما بأن المنتخبات التي ستجتاز حاجز الدور ربع النهائي ستكون هي من يمثل اسيا في النسخة القادمة من كأس العالم.
ومع ان العديد من المؤشرات الفنية ترجح كفة المنتخب القطري الا ان واقع الحال يفرض على لاعبي قطر ان يكونوا في اعلى جاهزية ممكنة ليس من الناحية الفنية والبدنية فقط بل والمعنوية ايضا وان يحرصوا على التعامل مع المنتخب التايلاندي بأعلى درجات التركيز والجدية لا سيما ان هذا الاخير لا يقل طموحا بعد ارتفاع سقف تطلعاته في هذه البطولة عقب نجاحه في تجاوز التعثرات التي صادفته في البداية قبل ان يخطف بطاقة التأهل لربع النهائي.
وقد يكون مهما هنا الاشارة الى ان تأهل المنتخب التايلاندي لهذا الدور لم يكن متوقعا لدى الكثيرين بعد ان كان يمتلك نقطة واحدة فقط من تعادله الصعب والمتأخر جدا مع العراق (3 3) ومن ثم خسارته امام اليابان بثلاثة اهداف لهدف ولم يكن امامه غير ان يهزم منتخب كوريا الشمالية في مباراته الثالثة وهو ما حصل فعلا عندما تغلب بهدفين لهدف ليقصي الاخير ويتأهل بدلا عنه بفارق نقطة واحدة.
ويراهن المنتخب التايلاندي كثيرا على لياقة لاعبيه وتعودهم على الاجواء الرطبة والحارة والممطرة وهو ما جعلهم يظهرون في الشوط الثاني بشكل افضل في مبارياتهم الثلاث السابقة وذلك امر لابد ان يكون الجهاز الفني للمنتخب القطري بقيادة البرتغالي برونو ميجيل قد ادركه جيدا وتوقف عنده لوضع الحلول المناسبة له.
وعلى مستوى الامكانيات الفنية، يبدو واضحا ان الارجحية تصب لصالح المنتخب القطري لا سيما على المستوى الفردي حيث افرزت مباريات الدور الاول عن قدرات متميزة لعدد من اللاعبين وهو ما تحدث عنه العديد من النقاد والمراقبين في البطولة اذ لفت انظارهم اكثر من اسم في صفوف منتخب قطر، لا سيما في الجانب الهجومي وتحديدا بالنسبة الى عبدالرشيد ابراهيم الذي يتصدر قائمة الهدافين بخمسة اهداف حتى الان وزميله هاشم علي صاحب الاهداف الاربعة والذي يليه في قائمة الهدافين اضافة الى اكثر من لاعب اخر مهم مثل عبدالله ناصر وخالد محمد ومحمد وعد الذي اشار له المراقبون إلى أنه من بين افضل صانعي الالعاب في البطولة حتى الآن.
وبعد يوم من الراحة عقب المباراة السابقة امام الصين تايبيه، عاد المنتخب القطري مساء اليوم الى تدريباته مجددا على الملعب الفرعي للملعب الرئيسي الذي ستجري عليه مباراة، الأحد.. وحرص الجهاز الفني بقيادة البرتغالي برونو ميجيل على تطبيق بعض الجمل التكتيكية من خلال التقسيمة التي شهدتها التدريبات في نصف ملعب مع التركيز على معالجة بعض الاخطاء لا سيما تلك التي تتعلق بالدفاع.
وسبقت التقسيمة تدريبات متنوعة ذات طابع بدني مصحوبة بتوجيهات مباشرة لبعض اللاعبين بهدف تجاوز ما يمكن ان يحدث من أخطاء.
واكد المنسق الاعلامي للمنتخبات الوطنية علي الصلات ان المواجهة القادمة مع المنتخب التايلاندي ا لن تكون سهلة وتحتاج الى الكثير من التركيز من قبل اللاعبين الذين لابد ان يدركوا ان وصول المنتخب التايلندي الى الدور ربع النهائي لم يأت من فراغ ما يجعله صعبا امام منافسيه خصوصا انه تأهل على حساب منتخبين كبيرين مثل العراق وكوريا الشمالية.
وأضاف الصلات، في تصريح له، ” صحيح ان منتخب قطر هو الاخر قادم من مجموعة صعبة ضمت المنتخب الاماراتي ومنتخب البلد المنظم الا ان المطلوب هو ان يقدم لاعبونا افضل ما لديهم، لاسيما اننا نتحدث عن مباراة في غاية الاهمية لان الفائز فيها سينتقل مباشرة الى كأس العالم للشباب”.. مشيرا الى ان الخطأ غدا غير مقبول لانه قد يكلف المنتخب الكثير، لا سيما في الجانب الدفاعي الذي نأمل ان نراه بشكل افضل واكثر صلابة هذه المرة.. مؤكدا ان الثقة بلاعبينا تبقى كبيرة مثلما هي قناعتنا بإمكانية ان يتواصلوا مع النجاح الذي حققوه حتى الان عطفا على ما نعرفه عنهم وعن مؤهلاتهم الفنية والبدنية.
واوضح ان تركيز اللاعبين يجب ان يكون في اعلى درجاته مع احترام المنتخب الاخر من خلال التعامل مع احداث المباراة بكل جدية والاخذ بالحسبان كل ما يمكن ان يحدث على ارض الملعب من ظروف ربما تكون غير متوقعة كالإصابات والقرارات التحكيمية وغيرها من الامور التي لابد ، وان نستعد لها جيدا ونحسن التعامل معها بحثا عن فوز سيكون في غاية الاهمية.
;