يشد زائر محافظة مسقط العمانية التمازج بين التراث الحضاري القديم والطابع المعماري العصري الحديث، فيرى المنازل والأسواق القديمة والشوارع الضيقة بجانب الحديثة لتمتزج شخصيتها التاريخية والحضارية.
يأتي إليها السياح من مختلف الأماكن لمشاهدة المحافظة التي رسم بحرها وجبالها وسهولها وتاريخها ومكتسبات حاضرها المشرق لوحة فنية رائعة.
وكان لمسقط دور مهم في حقب التاريخ المختلفة كمركز تجاري بارز ساعد على تنشيط الحركة التجارية في منطقة الخليج والمحيط الهندي بفضل موقعها الإستراتيجي.
أكدت الكشوفات الأثرية عراقة هذه المحافظة، حيث تشير إلى أن مسقط سكنها الإنسان منذ بدايات التاريخ الإنساني. كما أظهرت حياة مجتمعات عمرانية في موقع القرم تعود إلى الألف الخامس قبل الميلاد، حيث عثر على مقابر وبقايا أطعمة وأمتعة شخصية.
رجل يجلس في أحد المواقع الأثرية بمسقط (غيتي) |
كشوفات أثرية
وأظهرت الكشوفات الأثرية في رأس الحمراء حضارة الصياد العماني في فترة بداية العصر الحجري الحديث في الحقبة التي سبقت الألف الثالث قبل الميلاد، وأكدت أنهم كانوا على درجة عالية من الرقي والتطور وكشفتها وزارة التراث والثقافة في فبراير/شباط 2000. وتدل الآثار التاريخية التي اكتشفت في مدافن ولاية بوشر أنها ترجع إلى الألفيتين الثانية والأولى قبل الميلاد.
وقد أعطى الموقع الجغرافي للمحافظة وتضاريسها بعدا سياحيا فريدا جعلها وجهة للسائح والمقيم. ونظرا للإقبال الكبير من السياح فقد أنشئت الفنادق والشقق الفندقية ذات الطراز المعماري الجميل، حتى تستوعب الأعداد المتزايدة من هؤلاء السياح من الداخل والخارج.
كما شكلت الحدائق والمنتزهات التي تتوزع في ربوع ولايات المحافظة الست -مسقط، ومطرح، وبوشر، والسيب، والعامرات، وقريات- محطة لارتياد السياح، منها حديقة القرم الطبيعية وحديقة ريام والوادي الكبير ومنتزه قريات وغيرها، حيث تعد تلك الحدائق والمنتزهات متنفسا حقيقيا لكل القاطنين والسياح.
جامع السلطان قابوس
وتزخر مسقط بعدد من المؤسسات العلمية والثقافية منها المتاحف، حيث تضم عددا من المتاحف المختلفة تعرض أقدم المقتنيات الأثرية وتقدم لزائرها جانبا من التاريخ والثقافة العمانية.
ومن أشهر معالم محافظة مسقط أيضا جامع السلطان قابوس الأكبر الذي يعد واحدا من أكبر المساجد في العالم، ويمثل جانبا مهما من العمارة الإسلامية، حيث يتميز تصميمه باحتوائه على مختلف الفنون المعمارية والجداريات مثل فن الزليج المغربي والجداريات المغولية بجانب الممرات والقباب والمنائر والحدائق الواسعة والنوافير المائية، ويغطي مساحة قدرها 40 ألف متر مربع.
وتزين قاعة الصلاة الرئيسية أكبر سجادة فارسية في العالم، نسجتها أيدي أكثر من ستمئة امرأة على مدى أربع سنوات. كما يحتوي المسجد على أكبر ثريا في العالم.
دار الأوبرا
وتأتي دار الأوبرا السلطانية كمعلم ثقافي وحضاري يوضح مدى الاهتمام بالانفتاح الحضاري على العالم وصولا إلى التنوع الثقافي الذي تفتخر به السلطنة.
ودار الأوبرا متعددة الاستعمالات، يمكنها أن تستضيف فعاليات مختلفة كحفلات الأوبرا والحفلات الموسيقية والمسرحية والمؤتمرات والملتقيات الثقافية والفنية.
ويشكل إنشاء دار الأوبرا السلطانية بمسقط خطوة كبرى في تطور التصاميم المعمارية العمانية، حيث تم استثمار العمارة التقليدية العربية الإسلامية وعناصر هذه العمارة، إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار التناسق والتناغم بين العناصر والتشكيلات المختلفة مع مراعاة اختيار المواد المناسبة التي اشتهرت بها العمارة العربية الإسلامية.
وكان لدور مؤسسات المجتمع المدني أهمية بارزة في السلطنة، وتجلى ذلك في العديد من هذه المؤسسات سواء على الصعيد الاجتماعي أو الثقافي أو الاقتصادي أو الرياضي، وكذلك فيما يتعلق بحقوق الإنسان. ومن بين هذه المؤسسات، المنتدى الأدبي، والنادي الثقافي، والنادي العلمي.
المصدر : الصحافة العمانية