الدوحة تستضيف النسخة السادسة من منتدى التنمية الاقتصادية العالمية

667 ‎مشاهدات Leave a comment
الدوحة تستضيف النسخة السادسة من منتدى التنمية الاقتصادية العالمية
 استضافت الدوحة اليوم النسخة السادسة من منتدى التنمية الاقتصادية العالمية والذي تنظمه وزارة التجارة والصناعة بالتعاون مع غرفة قطر واللجنة المنظمة لمنتدى التنمية الاقتصادية العالمي ومقرها جمهورية الصين الشعبية.

وقال السيد سلطان بن راشد الخاطر وكيل وزارة التجارة والصناعة في افتتاح المنتدى الذي عقد تحت عنوان (النظر إلى قطر- لؤلؤة الشرق الأوسط برؤية عالمية) وتستمر فعالياته ليوم واحد، إن هذا الحدث يمثل منصة رائدة لبحث سبل التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين المشاركين فيه، مضيفا بأن دولة قطر تقوم بمرحلة تاريخية مهمة في مسيرة التنمية المستدامة من خلال انتهاجها لرؤية 2030 التي تهدف لتقليص الاعتماد على النفط والغاز وإنتاج سياسات اقتصاد المعرفة.

وأشار إلى أنه في هذا الإطار تمكنت قطر من تعزيز قوة اقتصادها المحلي، حيث ارتفاع الناتج المحلي الاجمالي للدولة خلال العام 2017 لنحو 222 مليار دولار مقارنة بـ218 مليار دولار خلال العام الذي سبقه أي بنسبة نمو سنوي بلغت 1.6 بالمئة بالأسعار الثابتة.
وأوضح أن البنك الدولي توقع ان يحقق اقتصاد دولة قطر نموا بنحو 2.8 بالمئة في عام 2018 ومتوسط نمو يدور حول نسبة 3% خلال عامي 2019 و2020، وذلك في ظل توجه الدولة للدعم الكامل للاستثمار الاجنبي.
وأضاف الخاطر أن التجارة الخارجية لدولة قطر شهدت نموا يقدر بـ16 بالمئة خلال العام الماضي وارتفعت الصادرات بحوالي 18 % مما أسهم في زيادة ارتفاع الفائض في الميزان التجاري.

وأكد على أن بيئة الأعمال والاستثمار في دولة قطر تقدم تسهيلات ومميزات كبيرة للشركات الأجنبية التي تعمل في الدولة، حيث أسهمت تلك التسهيلات في احتلال دولة قطر لمرتبة متقدمة في تقرير التنافسية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث احتلت قطر المرتبة الأولى في مؤشر انخفاض معدلات التضخم والسادسة عالميا في عدم تأثير الضرائب على المنافسة وغيرها من المؤشرات الهامة.

وشدد على أن دولة قطر تعد إحدى أهم الدول المحفزة على الاستثمار بفضل موقعها الاستراتيجي في المنطقة وسياستها الجاذبة لرؤوس الأموال الاستثمارية الأجنبية التي تتطلع للتوسع في قطر، والاستفادة من بيئة أعمال مرنة ومتطورة تستند إلى قوانين تتيح التملك بنسب تصل إلى 100 بالمئة في مختلف المجالات. ونوه إلى أن هناك سعيا دائما لتطوير القوانين والتشريعات من أجل تسهيل منح التراخيص التجارية والصناعية وتجديدها للمستثمرين.

كما أفاد السيد سلطان بن راشد الخاطر وكيل وزارة التجارة والصناعة بأن لدى قطر خططا توسعية طويلة المدى ومتعددة الاهداف للمشاريع المتصلة بكأس العالم 2022 ، فضلا عن المشاريع المتعلقة بتحقيق التنمية المستدامة التي يتم تنفيذها وفقا لرؤية قطر الوطنية.

من جهته، أعرب السيد محمد بن طوار الكواري النائب الأول لرئيس غرفة قطر في كلمته بالمنتدى عن سعادته بعقد منتدى التنمية الاقتصادية العالمية في إطار مبادرة /الحزام والطريق/ ، بالدوحة بالتزامن مع مرور 30 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين دولة قطر وجمهورية الصين الشعبية اللتين تربطهما علاقات متميزة، وتعاون وثيق في كافة المجالات السياسية والثقافية والتجارية والاقتصادية.
واعتبر ان انعقاد هذا المنتدى تحت عنوان “النظر إلى قطر لؤلؤة الشرق الأوسط برؤية عالمية”، يؤكد الدور المتصاعد الذي باتت تلعبه قطر كعاصمة للتجارة والاعمال والاستثمار.. مشيرا إلى أن استضافة دولة قطر لهذا المنتدى بعد انعقاده في كل من الصين وأستراليا وماليزيا وألمانيا، لخير دليل على ثقة العالم بدولة قطر واقتصادها المتسارع النمو، وبقدرتها على استضافة حدث عالمي بحجم هذا المنتدى الهام.
وأفاد بأن العلاقات الثنائية بين قطر والصين شهدت تقدما كبيرا على كافة المستويات وفي كل مجالات التعاون السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية، وذلك منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في العام 1988.. معربا عن اعتقاده بأن مستقبل التعاون بين البلدين يزخر بكثير من الفرص في كافة المجالات، خاصة في ظل مبادرة الحزام والطريق التي يمكن أن تمثل فرصة سانحة لبناء مستقبل أكثر إشراقا لعلاقة الصداقة والتعاون بين البلدين.
ونوه إلى أن الصين تعد شريكا تجاريا مهما لدولة قطر، فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 10.4 مليار دولار أمريكي في العام 2017، كما يوجد في قطر نحو 190 شركة قطرية صينية مشتركة تعمل في السوق القطرية بإجمالي رأسمال يبلغ نحو 1.4 مليار ريال قطر، مضيفا أن قطر افتتحت في العام الماضي مركزا لتسوية المعاملات بالعملة الصينية (اليوان)، وهو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى تدشين الخط الملاحي المباشر بين ميناءي حمد وشانغهاي، بما يعزز التبادل التجاري والاستثماري.
وقال إن غرفة قطر وقعت في العام الماضي مذكرة تفاهم مع المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية، لانضمام الغرفة لمجلس أعمال طريق الحرير، كما وقع الجانبان اتفاقية تعاون لتعزيز العلاقات بما يحقق الفائدة للقطاع الخاص القطري والصيني، ولجذب مزيد من الشراكات بين القطاع الخاص في كلا البلدين.
كما أكد السيد محمد بن طوار الكواري أن القطاع الخاص في البلدين سيكون له دور أكبر في مستقبل العلاقات الاقتصادية بين قطر والصين، خاصة أن هناك وفرة في فرص الاستثمار والأعمال، داعيا الشركات الصينية والقطرية إلى الاستفادة من مناخ الاستثمار المشجع والقوانين المحفزة لزيادة حجم التعاون بين أصحاب الأعمال والدخول في شراكات ومشاريع تفيد اقتصادي البلدين.. مستفيدين من مبادرة الحزام والطريق والتي تهدف إلى إحياء ودعم التجارة بين الصين والدول العربية، وإعادة التصدير منها إلى أوروبا.
وأوضح أن قطر تمكنت بفضل سياساتها الاقتصادية المتزنة وعلاقاتها المتميزة مع مختلف دول العالم، من التغلب على الحصار المفروض عليها منذ حوالي عام ونصف العام، حيث تعاملت قطر مع الأزمة بحرفية عالية، وتم إطلاق خطوط بحرية مباشرة جديدة لربط ميناء حمد مع العديد من الموانئ في العالم للإبقاء على حركة الصادرات والواردات بما لا يؤثر على السوق المحلية، حيث تم احتواء هذا الحصار الجائر والتغلب عليه خلال فترة وجيزة.
وشدد على الدور الذي لعبه القطاع الخاص في التصدي للحصار، قائلا إن رجال الأعمال القطريين بذلوا جهودًا كبيرة لإيجاد مصادر بديلة لضمان استمرار تدفق البضائع والسلع دون أي انقطاع، مضيفا بأن الحصار لم يؤثر على المشروعات الانشائية الكبرى ومشروعات البنية التحتية في قطر، بل ان جميع أعمال التشييد المتعلقة بمونديال كأس العالم لكرة القدم 2022 ومشاريع البنية التحتية تسير بشكل طبيعي ومتقدمة على الجدول الزمني المحدد.
وقال إن هذا الحصار كان عامل تحفيز وتشجيع لرجال الاعمال للاتجاه الى الاستثمار في القطاع الصناعي، فتم تأسيس مصانع جديدة في مختلف القطاعات، مما أدى الى نمو عدد المصانع التي بدأت الانتاج خلال العام الاول للحصار بنسبة 14 في المئة، كما تم طرح فرص استثمارية صناعية في العديد من القطاعات.
وفي ختام كلمته، أعرب عن أمله في أن يكون هذا المنتدى فرصة هامة للشركات الصينية للتعرف على السوق القطرية والتباحث في الشركات القطرية لإقامة تحالفات وشراكات تهدف إلى تعزيز التعاون التجاري بين الطرفين، وتعطي قيمة مضافة للاقتصادين القطري والصيني.

;