ويهدف المنتدى الذي يحضره عدد من كبار المسؤولين الحكوميين وصانعي القرار ورجال الأعمال وممثلي القطاعين العام والخاص والشركات الكبرى في كلا البلدين، إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية ألمانيا الاتحادية في شتى المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية والتجارية منها.
ويعد هذا الحدث مناسبة ومنصة مواتية، تؤكد التزام دولة قطر وحرصها على الاستفادة من الفرص الاستثمارية، بما يتوافق مع استراتيجيتها الاقتصادية، لاسيما وأن المنتدى يعقد في وقت تتجاوز فيه استثمارات قطر في ألمانيا 25 مليار يورو، في مشاريع حيوية من بينها قطاع السيارات وتكنولوجيا المعلومات والبنوك، في ظل الرغبة المشتركة من الجانبين القطري والألماني لتشجيع وتطوير الاستثمارات المتبادلة.
كما يأتي انعقاد هذا المنتدى في وقت تشهد فيه العلاقات القطرية الألمانية نموا مطردا، حيث أصبحت دولة قطر شريكا هاما لألمانيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، علما أن العلاقات التجارية بين البلدين تمتد لأكثر من ستين عاما، والعلاقات الدبلوماسية لما يزيد عن أربعين عاما.
ويجسد هذا الحدث الاقتصادي والاستثماري، ما تتميز به العلاقات القطرية الألمانية من قوة ومتانة، لأنها مبنية على الثقة المتبادلة والرؤية المشتركة، وتعد في نفس الوقت حجر الزاوية في تعاون ألمانيا مع العالم العربي.
وتشمل العلاقات التعاونية بين قطر وألمانيا العديد من اتفاقيات الشراكة في شتى المجالات ومنها العلوم والتعليم والتدريب التقني والبحث والتطوير والتقنيات الجديدة والمتجددة وغيرها ، في حين تطورت العلاقات التجارية بين الدوحة وبرلين بصورة ملحوظة، في ظل سعي الجانبين إلى توسيع مجالات التعاون المتبادل، وهو ما انعكس في زيادة عدد الشركات الألمانية العاملة بالسوق القطرية لأكثر من 300 شركة.
وقد ساهم ارتفاع حجم التبادل التجاري بين قطر وألمانيا في أن تصبح ألمانيا واحدة من أهم الشركاء التجاريين لقطر، كما عززت الأنشطة الاستثمارية المتميزة لدولة قطر في ألمانيا الاهتمام بتوسيع جسور التعاون المتبادل بينهما على المدى الطويل ليشمل المستويين الاقتصادي والمالي.
وتعد ألمانيا كذلك شريكا رئيسيا في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، لا سيما فيما يعنى بتحقيق اقتصاد قائم على التكنولوجيا والمعرفة، حيث قامت شركة البرمجيات الألمانية العملاقة SAP، عبر الشراكة مع واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، بتوفير الآليات اللازمة لتطوير برامج وتطبيقات معنية بنقل المعرفة والتكنولوجيا، ما يسهم بدور هام في تدريب وتأهيل الشباب القطري في هذه المجالات التقنية والرقمية الحديثة.
;