أمام انسداد أفق وفرص الاستثمار في لبنان والمنطقة عموماً يجد اللبنانيون انفسهم مهتمين بالاستثمار ما وراء البحار، ومن ضمنها صناعة السينما الهوليوودية.
لا تقف المصارف اللبنانية مكتوفة الأيدي أمام ضيق فرص الاستثمار في منطقة الشرق الاوسط وفي لبنان. فالاوضاع السائدة في المنطقة ما زالت تحدّ كثيرا من المبادرات التوظيفية للفائض المالي والنقدي في القطاع المصرفي اللبناني. وكان لأحد المصارف اللبنانية خطوة رائدة وجريئة في الاستثمار في المجال الفني وتحديدا في صناعة السينما الاميركية.
ومنذ مطلع العام 2012 قام مصرف FFA اللبناني في تمويل 30 في المئة من فيلم سينمائي هوليوودي عن قصة “النبي” لجبران خليل جبران. وسيبدأ عرض هذا الفيلم الذي تنتجه المممثلة العالمية سلمى حايك ابتداء من العام 2014 المقبل. ويتوقع ان يوفر هذا الفيلم عائدات تتجاوز الخمسين مليون دولار ما قد يترجم بعائدات كبيرة للمستثمرين. وعلماً أن أي مردود يفوق الثلاثين مليون دولار سيعتبر نجاحا لهذا الاستثمار.
رغم أن صناعة الافلام تعتبر صناعة مرتفعة المخاطر الا ان الجمع بين العناصر المناسبة يجعل الوضع مميزا. والعناصر الثلاثة هي المنتج والنص والمخرج. وكان البنك اصدر كتيبا وزع على عملائه وهم بأكثريتهم من اللبنانيين وذلك لجمع نحو اربعة ملايين دولار من اجمالي كلفة انتاج الفيلم المذكور والمقدّرة بـ 12 مليون دولار ويتشارك البنك اللبناني مع الشركة الاستثمارية MY Group ومع شركة افلام الدوحة وثلاث شركات انتاج اخرى. وهذه ليست المرة الاولى التي يستثمر فيها البنك اللبناني في صناعة الافلام. ومن هذه الأفلام أيضاً 2 Guns والذي سوف يعرض في الصالات اللبنانية وهو فيلم سينمائي هوليوودي من بطولة دنزل واشنطن ومارك والبرغ.
هذا الفيلم الذي قدرت كلفة إنتاجه بأكثر من 84 مليون دولار أميركي. فهل سيكون مصرف FFA الرائد في القطاع المصرفي اللبناني في خوض غمار تمويل الصناعة السينمائية اللبنانية أيضاً؟ الأمر منوط بتطور هذه الصناعة المحلية وبتطور الأوضاع السياسية والأمنية والإقتصادية في البلاد..