قال الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور إن إطار المصالحة موجه لكافة القوى السياسية من دون إقصاء، واعتبر أن الشعب المصري هو صاحب الإرادة الشرعية. وأكد، في كلمة موجهة إلى الشعب المصري بثها التلفزيون المصري مساء الخميس، أن مصر تمر بمرحلة حرجة من تاريخها، وأن “البعض يريد الذهاب بالبلاد إلى الهاوية”. كما تعهد الرئيس المؤقت بتحقيق الأمن لجميع المصريين، منددًا بمن يدفعون في اتجاه العنف وإسالة الدماء.
وأشار إلى أن الحكومة المصرية الجديدة، تعد تجسيدًا لإرادة الشعب، وشدد على أن تشكيلها “قائم على الكفاءات”.. وأضاف في كلمة عبر التلفزيون كانت الأولى له منذ تنصيبه في الرابع من يوليو الجاري “أننا نمر بمرحلة حاسمة من تاريخ مصر يريد لها البعض أن تكون طريقًا إلى المجهول ونريد لها أن تكون طريقًا إلى الأفضل. يريد البعض أن تكون مقدمة للفوضى ونريد لها أن تكون مقدمة للاستقرار. “يريدون لها أن تكون طريقًا إلى العنف ونريد لها أن تكون تأسيسًا لصون الحياة وترسيخ حقوق الإنسان. إننا ندرك تمامًا أن الذين يريدون طريق الدماء يرفعون رايات خادعة وشعارات كاذبة. إنهم يدفعون الوطن إلى حافة الهاوية وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا . ووجه الرئيس المصري المؤقت كلمته عشية تظاهرات حاشدة يعتزم مؤيدو ومعارضو الرئيس السابق محمد مرسي القيام بها، الجمعة. وجاءت الكلمة أيضًا عشية احتفال مصر بذكرى حرب العاشر من رمضان (السادس من أكتوبر) عام 1973.
حذّر الإخوان المسلمون من كابوس خطير تعيشه مصر ويهدد أمنها القومي بحرب أهلية وإحداث وقيعة بين الشعب وجيشه أو انشقاق داخل الجيش نفسه, واتهمت الجماعة من سمتها الجماعات الانقلابية بخيانة الأمانة، في حين أكدت أنها قدمت اقتراحًا للحوار عبر وسيط أوروبي. وقالت جماعة الإخوان في بيانين إن بعض قادة الجيش عادوا إلى “الانغماس في السياسة والانقلاب على الشرعية واختطاف الرئيس المدني المنتخب والقيام بمذابح دموية بشعة”. كما اتهمت الجماعة من سمّتها المجموعة الانقلابية بخيانة الأمانة والحنث باليمين بعد انقلابها على الشرعية، قائلة إن الانقلاب العسكري صفحة سوداء يجب أن تطوى.
وأضافت أن الشعب مصرّ على استعادة ثورته، داعية “من هذا المنطلق” إلى الخروج اليوم الجمعة في مظاهرات تصم آذان من وصفتهم بالانقلابيين وتخلع جذورهم، على حد تعبيرها. وقد دعا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع قادة الجيش المصري إلى العدول عن قراراتهم التي وصفها بأنها باطلة وإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى منصبه وكذلك إعادة العمل بالدستور ومجلس الشورى المنحل. وحث بديع في رسالته الأسبوعية الجيش المصري على تقديم مصالح البلاد العليا على المصالح الضيقة حزبيةً كانت أم شخصية، وكذلك تقديمها على أي ضغوط أو إملاءات خارجية. كما دعا المتظاهرين المؤيدين لمرسي إلى الالتزام بالسلمية. وفي هذا السياق نفت جماعة الإخوان المسلمين ما نقلته وكالة رويترز من أن الجماعة اقترحت عبر وسيط أوروبي إطار عمل لمحادثات ترمي لحل الأزمة السياسية في مصر. وكانت الوكالة قد أوردت أن المتحدث باسم الجماعة جهاد الحداد قال إن الاقتراح طرح على المبعوث الأوروبي برناردينو ليون قبل الزيارة التي قامت بها أمس مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وقال جهاد الحداد المتحدث باسم الإخوان المسلمين الذي مثل الجماعة في محادثات سابقة توسط فيها الاتحاد الأوروبي إن الاقتراح طرح على المبعوث الأوروبي برناردينو ليون قبل الزيارة التي قامت بها كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأربعاء. وأكد ليون أنه عرض أن يبذل الاتحاد الأوروبي “مساعي حميدة” للمساعدة في حل الأزمة لكنه قال إن تعبير “وسيط” يضخم من دوره.
والاقتراح كما وصفه الحداد مازال في مراحله المبكرة. ولم يذكر تفاصيل مكتفيًا بوصفه أنه مجرد “إطار عمل” لفتح قناة حوار وأكد تمسك الإخوان بمطلب الرجوع عن “انقلاب” الثالث من يوليو/ تموز الذي عزل فيه مرسي. وقال الحداد إنه من غير الواضح من سيمثل الجانب الآخر سواء كان الجيش الذي عزل مرسي أم سياسيين. وأضاف “نريد طرفًا ثالثًا. ليس واضحًا من سيكون الطرف الثالث. هل هو الجيش؟ هل هي جبهة الإنقاذ الوطني” في إشارة إلى الجبهة التي تشكلت من سياسيين يعارضون الرئيس المعزول. وأحجم ليون الذي تحدث هاتفيًا من على متن الطائرة التي تقله في طريق عودته من القاهرة إلى بروكسل عن الخوض في تفاصيل بشأن أي اقتراح تلقاه لكنه قال إن الطرفين أصبحا أكثر انفتاحًا على الحوار.
المصدر:وكالات