كورونا يلقي بظله الثقيل على الاحتفالات بالذكرى 75 لنهاية الحرب العالمية الثانية

385 ‎مشاهدات Leave a comment

ألقى وباء كورونا بظله على احتفالات أوروبا وأميركا هذا العام بالذكرى 75 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث فرض عليها الحد من الاحتفالات والاكتفاء بمراسم محدودة.

ومن أهم ملامح الاحتفالات في أوروبا هذا العام: وضع أكاليل الورود تكريما لذكرى الضحايا، والخطب من دون جمهور، ويوم العطلة في العاصمة الألمانية، وطلب الدول الأوروبية من مواطنيها الاحتفال بهذه المناسبة منفردين.

ففي فرنسا زار الرئيس إيمانويل ماكرون تمثال الجنرال شارل ديغول في باريس، قبل حضور حفل ذكرى الحرب العالمية الثانية والقيام بمراسم مختصرة في قصر الإليزيه بحضور كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين دون جمهور.

ألمانيا تحتفل بيوم هزيمتها
وفي ألمانيا، لا يتم الاحتفال عادة بهذا اليوم الذي شهد هزيمتها أمام الحلفاء، لكن هذه المرة، قررت مدينة برلين أن يكون هذا اليوم يوما للتحرر من التيار القومي الاشتراكي ومعسكرات الاعتقال، وأن يكون عطلة هذا العام.

جونسون يحتفل بمفرده أمام مقر الحكومة البريطانية (غيتي)

وقام الرئيس شتاينماير والمستشارة أنجيلا ميركل بوضع إكليلي ورد على نصب ضحايا الحرب والهولوكوست (محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية).

وكان الرئيس الألماني قرّر تنظيم مراسم رسمية كبيرة دُعي إليها 1600 شخص، لكنها ألغيت بسبب الوباء. ولم يحصل احتفال ضخم بهذه الذكرى سوى مرة واحدة في ألمانيا عام 1995.

لليمين المتطرف رأي آخر
لكن اليمين القومي الممثل بحزب “البديل من أجل ألمانيا” لا يرى الأمور بهذا الشكل، وقد دان هذه الاحتفالات. وقال أحد قيادييه -وهو ألكسندر غولاند- إن 8 مايو/أيار يبقى ذكرى “هزيمة مطلقة” للبلاد وخسارة أراض في الشرق وموت آلاف المواطنين الألمان في قصف من الحلفاء، وأضاف أن ألمانيا فقدت في ذلك اليوم “استقلالها” في “رسم مستقبلها”.

أعضاء البعثة الدبلوماسية الروسية يحيون ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية في حديقة تيرغارتن التذكارية ببرلين (رويترز)

وفي الدول الأخرى، أجبرت إجراءات العزل السلطات على تقليص الاحتفالات إلى أدنى حد، بمراسم تبث عبر الإنترنت.

لا عرض عسكريا بالميدان الأحمر
فلن يقام العرض العسكري الكبير بالميدان الأحمر بالعاصمة الروسية موسكو، إذ لم تُبقِ السلطات هناك سوى على الشق الجوي من الاحتفالات الذي يجري غدا السبت في “يوم النصر” الذي تحتفل به موسكو في 9 مايو/أيار.

وسيخاطب الرئيس فلاديمير بوتين الروس الذين ينتظرون خصوصا قرارات ما بعد 11 مايو/أيار، عندما ترفع إجراءات العزل التي فرضت قبل أكثر من شهر لمنع انتشار الفيروس.

خطاب من الملكة ولحظة تأمل
وفي لندن، ستتوجه ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عبر قناة “بي بي سي” بخطاب إلى البريطانيين، في الساعة 20,00 بتوقيت غرينتش، وهو الوقت الذي تحدث فيه والدها الملك جورج السادس عبر الإذاعة عام 1945.

ماكرون أقام مراسم مختصرة في قصر الإليزيه (رويترز)

ويبدأ إحياء الذكرى في المملكة المتحدة عند الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش، بلحظة تأمل وطنية ودقيقتي صمت.

وبسبب الوباء، ألغيت الاحتفالات في الشوارع وتجمعات المحاربين القدامى، ودعت الحكومة السكان إلى الاحتفال في بيوتهم عبر اقتراح أفكار لألعاب أو وصفات أطباق.

وشبّه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون -في رسالة وجهها إلى المحاربين القدامى- وباء كوفيد-19 بالحرب العالمية الثانية، وكتب “في هذه الذكرى، نخوض معركة جديدة ضد فيروس كورونا المستجد الذي يتطلب منا روح الجهود الوطنية التي جسدتموها قبل 75 عاما”.

وفي العاصمة التشيكية براغ، سيتوجه المسؤولون السياسيون الواحد تلو الآخر بفارق عشر دقائق، إلى قبر الجندي المجهول لوضع أكاليل من الورود.

أميركا تحتفل “افتراضيا”
وسيضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عند الساعة 15:30 بتوقيت غرينتش إكليل ورود أمام نصب الحرب العالمية الثانية في واشنطن، بينما تنظم وزارة الدفاع الأميركية من جهتها “يوما لانتصار أوروبا” افتراضيا، مع برنامج مباشر يبث على موقعها وشبكات التواصل الاجتماعي.

وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر “مع أننا نواجه تحديات مهمة مع كوفيد-19، فإن التزامنا بإحياء ذكرى شجاعة وتضحيات محاربينا القدامى خلال الحرب العالمية الثانية، لن يتغير”.