اهتمت صحيفة لوموند الفرنسية بنقل الصحف الأجنبية لمظاهرات السترات الصفراء يوم السبت، حيث الحشود ترتدي السترات الصفراء الشهيرة والقلانس السود، الشرطة والأعلام الفرنسية، ناهيك عن الغاز المدمع وألسنة النيران، مشاهد تراها عند قوس النصر أو ميدان الجمهورية أو برج إيفل.
وقالت إن ما تناقلته كبريات الصحف العالمية من صور أمس من مظاهرات “السترات الصفراء” يذكر بقوة بصور المشاجرات في نهاية الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن المشهد الرابع كما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأميركية من باريس “أصبح مألوفا يعج بالشعارات والغاز المسيل للدموع”.
وقالت إن الانطباع نفسه هو ما تقدمه صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فمشهد “مسيرات نهاية الأسبوع المناهضة للحكومة في فرنسا تحولت مرة أخرى إلى العنف، وأحرق متظاهرون سيارات وحطموا واجهات المتاجر، في حين أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه”.
باريس تشبه مدينة تحت الحصار
لكن كما في فرنسا، ركزت الصحافة على إحصاء الاختلافات بين مظاهرات السبت ومظاهرات الأسبوع الماضي، فرأت صحيفة لوسوار الفرنسية حركة باريس “غير واقعية” هذا السبت مع حشد 8000 شرطي حتى بدت العاصمة أشبه بمدينة محاصرة.
أما الصحف البلجيكية فرأت الآثار مغلقة، كما هو الحال في شامب دو مارس وتروكاديرو، حيث واجهات المتاجر مسمرة بلافتات، وجادة كليبر تحلق فيها المروحيات بشكل دائم، كما تقول لوتان البلجيكية، مشيرة إلى “صفارات سيارات الشرطة التي تدوي بلا انقطاع”.
واهتمت صحيفة نيويورك تايمز بنقل ما قاله وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانر من أن هناك عددا أقل من المتظاهرين في البلد هذا اليوم، مقدرا أن 125 ألفا هو “أدنى مشاركة منذ بداية الحركة”.
وتواصل الصحيفة الأميركية أن مظاهرة “المناخ المخطط لها هذا السبت أيضا من قبل دعاة حماية البيئة جذبت حوالي 17 ألف شخص، مشيرة إلى أن عدد رجال الشرطة المنتشرين كان أكثر أهمية، إذ إن السلطات رأت “ضرورة منع معركة هرماجدون جديدة”.
وقالت البايس الإسبانية إن نشر 89 ألف عنصر شرطة في جميع أنحاء البلاد كان دليلا على مستوى التحدي، إلا أن نيويورك تايمز رأت أن قوات الشرطة هذه كانت أكثر تسليحا مع 12 عربة مدرعة في العاصمة الفرنسية، مما يدل على توتر السلطات”.
لوموند: الصحف الأجنبية أشارت إلى ميول ثورية لدى الكثير من ذوي السترات الصفراء (الأناضول) |
وانتهى هذا اليوم بمزيد من الاعتقالات، 1385 في كل فرنسا، بينهم 975 احتجزوا لدى الشرطة، ووفقا لساحة بوفو “فإن الاعتقالات الوقائية منعت وقوع الأسوأ، حسب تعليق صحيفة البايس”.
وكانت المسيرات “سلمية في مدن مثل مرسيليا ونيس ونانت، لكن في وقت لاحق من اليوم اندلعت اشتباكات في بوردو وتولوز حيث أشعل المتظاهرون النار في متاريس مؤقتة”، كما تقول نيويورك تايمز.
وقد استمرت الحركة في الانتشار في الخارج، كما أشار العديد من وسائل الإعلام، ففي بلجيكا ألقي القبض على 450 شخصا على هامش مظاهرة “سترات صفراء” في بروكسل، كما تقول صحيفة لوسوار.
وفي هولندا، تجمع 100 متظاهر أمام البرلمان في لاهاي، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية، وفي إيطاليا، وفقا للا ستامبا”، أدى التجمهر إلى حدوث تباطؤ في حدود فينتميليا.
غضب ضد الرئيس
وأوردت لوموند أن الصحافة الأجنبية أشارت في نهاية هذا الأسبوع مرة أخرى إلى ميول ثورية لدى العديد من المتظاهرين، فكتب الموقع الإلكتروني لصحيفة دي فيلت الألمانية “إن رائحة الثورة معلقة في الهواء”. وقالت صحيفة لوسوار نقلا عن متظاهرين من مدينة رين الفرنسية “إنها الثورة”، مضيفة أن المتظاهرين “لا يبحثون عن المال فحسب، بل عن المزيد من المساواة والأخوة”.
أما العديد من وسائل الإعلام، فإن المواقف الآن ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ففي عنوان لواشنطن بوست تقول “لماذا لا تزال السترات الصفراء تحتج في فرنسا؟ السبب يسمى ماكرون”، موضحة أن “المظاهرة الأسبوعية للسترات الصفر أوضحت أن الغضب موجه مباشرة ضد الرئيس”.
وتلاحظ هيئة الإذاعة البريطانية أن دعم الحركة إذا كان قد انخفض “وفقا لاستطلاع الرأي الذي أجري يوم الجمعة، فإنه لا يزال عند 66%، “في حين انخفض تصنيف الرئيس إلى 23% في سياق الأزمة”.
وإذا كان الرئيس قد بقي حتى الآن صامتا، فإنه سيتحدث في الأسبوع المقبل كما أعلن رئيس الوزراء إدوارد فيليب، ومحتوى ما سيقوله يمكن أن يقرر مستقبل “السترات الصفراء”، إلا أن البايس تنبه إلى أن “الإعلان عن خطاب سيلقيه الرئيس لم يهدئ الأجواء هذا السبت”.
وتختم لوموند بقول المتظاهرة أنجليكا إن “على ماكرون أن يكون ذا مصداقية وإلا سوف نعود إلى باريس عدة مرات ومرات إذا اقتضى الأمر”، وبالتالي فإن فرنسا تتحرك نحو الفصل الخامس.
المصدر : لوموند