مسؤولون: تكاتف جهات الدولة لمواجهة الازدحام المروري

888 ‎مشاهدات Leave a comment
مسؤولون: تكاتف جهات الدولة لمواجهة الازدحام المروري
تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ورئيس اللجنة الوطنية للسلامة المرورية، أقيمت أمس ورشة العمل الأولى لإدارة الازدحام المروري، التي نظمتها اللجنة بالتعاون مع هيئة الأشغال العامة.
وناقشت الورشة، التي شارك فيها مختلف الجهات المعنية بالدولة، كيفية إدارة الازدحام المروري، وتحديد الجهة المسؤولة عن هذه الإدارة، وتحديد مهامها، وتسليط الضوء على التأثيرات السلبية للازدحام المروري على الصعيد الصحي والاقتصادي، وسبل تحسين كفاءة وسائل النقل العام، وتطوير نظام مواقف المركبات، وزيادة الطاقة الاستيعابية لشبكات الطرق، بالإضافة إلى موضوع تأثير حوادث الطرق على الازدحام، والتصرفات والعادات السيئة التي يقوم بها بعض السائقين، ودور رجال الشرطة في ضبط الحركة، ونظام إدارة السرعة والمشاة، وأنظمة تخطيط المدن، وتأثير النمو الاقتصادي ونمو السكان وأعداد المركبات، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة.
حضر افتتاح الندوة سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات، النائب الأول لرئيس اللجنة الوطنية للسلامة المرورية، وعدد من رؤساء وممثلي الجهات المعنية بالشأن المروري ومشاريع الطرق.
وتضمنت الورشة تقديم أوراق عمل فنية اختصاصية، شملت ورقة عمل عن خطة قطاع النقل المطلوبة لمونديال قطر 2022، وورقتي عمل أخريين من قبل مركز الابتكارات التكنولوجية وشركة سواركو، التي تقوم حالياً بتنفيذ مشروع لهيئة الأشغال العامة عن دور التكنولوجيا في تطوير إدارة الازدحام، حيث قدمت الورقة الأولى عن اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وتناولت خطة قطاع النقل خلال «فيفا قطر 2022».
وتطرقت الورقة إلى عدد من الأنظمة التي سيتم استخدامها لإدارة الحركة المرورية خلال فترة المونديال، وكذلك القيام بمراقبة الحركة المرورية من خلال نظام النقل الذكي، لضمان نجاح كأس العالم، واستخدام وسائل النقل كالحافلات التي سيتم توفير 3000 منها لنقل الجمهور من مواقع السكن إلى الملاعب الثمانية التي ستقام عليها المباريات، إضافة إلى التنسيق مع وسائل النقل الأخرى «كروه وكريم وأوبر»، كما سيتم استخدام المترو الذي سيغطي %30 من احتياجات التنقل، بينما ستغطي الحافلات والباصات 40 %، وستغطي سيارات الأجرة 30 % من احتياجات التنقل.

اللواء سعد الخرجي: قطر «دولة حضرية» وتركز السكان بالمدن أحد الأسباب
أكد اللواء محمد سعد الخرجي مدير عام المرور، النائب الثاني لرئيس اللجنة الوطنية للسلامة المرورية، أن دولة قطر تُعد من الدول الحضرية، أو التي يسكن أغلب سكانه في المدن، بالإضافة إلى تميزها بتبني خطة تنمية طموحة في القطاعات كافة، وأنها بذلك أصبحت تواجه زيادة في الطلب على نقل الأفراد والبضائع وزيادة في جانب الازدحام المروري.
وأضاف أن الازدحام المروري يمثل نظاماً معقداً، تتوزع مكوناته بين جهات مختلفة، وبذلك فقد قامت الإدارة العامة للمرور بدور فعال لتنفيذ المهام المكلفة بها، حيث تتحمل الإدارة العامة للمرور عبئاً كبيراً في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية 2013-2022، والتي تشمل مواضيع ذات علاقة بالازدحام المروري.
وأفاد في تصريحات صحافية، بأن هناك جهوداً تبذلها مختلف الجهات المعنية للحد من الازدحام المروري، الذي يُعد مشكلة تعانيها مختلف دول العالم، مؤكداً أهمية هذه الورشة للخروج بتوصيات تحد من هذه المشكلة.

العميد محمد المالكي:
أناشد المؤسسات والهيئات المحافظة على استمرارية النهضة
أكد العميد محمد عبدالله المالكي أمين سر اللجنة الوطنية للسلامة المرورية، أن اللجنة الوطنية للسلامة المرورية باعتبارها الجهة المسؤولة عن رسم السياسات المرورية، فإنها تضع في مقدمة أولويات عملها وباستمرار موضوع الازدحام المروري على الطرقات، كأولوية قصوى لما يسببه من أضرار على الاقتصاد الوطني، إذ تقدر تكلفته بملايين الدولارات.
وأضاف قائلاً: «وبما أن دولة قطر واحدة من أكثر الدول التي تشهد نهضة كبيرة، ونمواً اقتصادياً مطرداً في المجالات كافة، كان لزاماً على كل المؤسسات والهيئات الوطنية المحافظة على استمرارية هذه النهضة، من خلال تطوير مقومات البنية التحتية لشبكة الطرق، وتزويدها بأحدث الوسائل التي تضمن انسيابية حركة النقل عليها وفق معايير سلامة مرورية عالية».

إبراهيم النعيمي: الكثافة السكانية والحياة المدنية الحديثة تفاقمان الظاهرة
أكد سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التعليم والتعليم العالي، عضو اللجنة الوطنية للسلامة المرورية، أن الازدحام المروري يُعد من أهم التحديات التي تواجه الدول المتقدمة في وقتنا الحالي، وأنه يمثل ظاهرة عالمية تعود أسبابها للكثافة السكانية المتنامية، والحياة المدنية الحديثة، وما يترتب عليها من زيادة أعداد المركبات في الشوارع.
وأكد أن الدول المتقدمة تسعى إلى معالجة الازدحام المروري بمختلف أنواع الحلول، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الاهتمام الذي توليه الدول لحالة الازدحام المروري يرجع للآثار السلبية التي تسببها الازدحامات، ومنها تلوث الهواء بنسب كبيرة، الأمر الذي ينعكس سلباً على المناخ وعلى صحة أفراد المجتمع.

وزير المواصلات: شبكة النقل خفضت الازدحام %25
قال سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات إن شبكة النقل العام الحديثة في الدولة مثل المترو والمترو لينك، وخدمة الحافلات ساهمت في خفض الازدحام المروري بين 20 إلى %25 تقريبا خاصة خلال فترات الذروة لافتا إلى أن الجهود مستمرة لتوسيع وتطوير هذه الوسائل في إطار خطة واضحة وهادفة.
وأوضح سعادته في تصريحات صحفية على هامش الورشة أن خطة النقل العام هادفة وطموحة وتبلورت في وسائل النقل العام الحديثة مثل المترو والمترو لينك وبعض الوسائل التي سيتم تدشينها في المستقبل القريب، والتي ستساهم في مزيد من تخفيض الازدحام المروري في الدولة .
واضاف أنه في الأيام القليلة المقبلة سنشهد افتتاح مواقف سيارات بالقرب من محطات المترو لتشجيع الجمهور على استخدام المترو ولرفع نسبة استخدام وسائل النقل العام، إلى جانب تدشين وسائل نقل حديثة مستقبلا للطرق السريعة التي لا تربطها شبكات المترو».
وتابع قائلا : « كلفة الازدحامات المرورية عالية، تعاني منها مختلف دول العالم، ونطمح في دولة قطر لنسبة عالية في استخدام وسائل النقل العام، ونعمل على رفع الوعي من خلال المناهج الدراسية، بأهمية استخدام هذه الوسائل بدلا من الاعتماد الكلي على وسائل النقل الخاصة».

يوسف العمادي: «معبر شرق» أهم المشاريع الاستراتيجية لمواجهة الأزمة
قال المهندس يوسف العمادي مدير شؤون المشروعات في هيئة الأشغال العامة، إن مشروع «معبر شرق» الذي يخضع لمرحلة التصميم المبدئي يُعد من أهم المشاريع الاستراتيجية لتخفيف الازدحام المروري، كونه يشكل رابطاً استراتيجياً للطرق الرئيسية في الدولة، ويتألف من جسور تتصل ببعضها عبر نفق مائي بإجمالي أطوال 12 كم فوق سطح البحر، ليصل بين شارع راس بوعبود ومنطقة الخليج الغربي.
وأوضح العمادي أن هذا المشروع الحيوي مرتبط بمشاريع إنشائية تشمل تنفيذ جسور وطرق بميول جانبية، وتطوير نقاط الوصول في منطقة الشيراتون والحي الثقافي «كتارا»، وتوقع أن تبدأ مراحل التنفيذ الأولية قريباً، على أن ينتهي المشروع في العام 2023.
وأضاف في تصريحات صحافية على هامش الورشة، إلى أن الهيئة ماضية قدماً في مشاريعها الخاصة بالطرق، والتي ستساهم في الحد من الازدحام المروري، سواء المشروعات التي ستنجز قبل كأس العالم أم التي سيتم إنجازها بعد البطولة.