مواقف قطر خالدة في وجدان الصوماليين

563 ‎مشاهدات Leave a comment
مواقف قطر خالدة في وجدان الصوماليين
ثمّن مسؤولون بالجالية الصومالية في قطر، دعم الدوحة المتواصل لبلادهم. وأكدوا في تصريحات لـ «?العرب» أن توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بتقديم يد العون والإغاثة العاجلة للصومال خلال الأزمات تأتي انطلاقاً من العلاقات التاريخية والمتميزة بين البلدين الشقيقين، والقائمة على الاحترام المتبادل.

قال أبناء الجالية إن الدعم القطري لبلادهم ليس غريباً ولا جديداً، ولا يشمل الجوانب الإغاثية والإنسانية فقط، لافتين في هذا السياق إلى أن الدوحة تدعم كل ما يؤدي إلى تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة في بلادهم، وأوضحوا أن هذا الدعم يتسم بأنه غير مشروط ولا يخضع لأجندة معينة، ونوهوا بأن الجالية الصومالية تحظى بالدعم والرعاية من قبل كل الجهات داخل قطر، وأن المواقف القطرية خالدة في وجدان الشعب الصومالي.

وقدم مسؤولو وأبناء الجالية الصومالية في قطر التعازي إلى أبناء الصومال بالداخل والخارج في ضحايا الحادث الإرهابي الذي وقع السبت الماضي في مقديشو، وأعربوا عن تمنياتهم للجرحى بالشفاء العاجل.

وفي هذا السياق وبتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قام صندوق قطر للتنمية، بالتعاون مع اللجنة الدائمة لأعمال الإنقاذ والإغاثة والمساعدات الإنسانية، أمس الأول، بإرسال طائرة تابعة للقوات الجوية الأميرية، إلى جمهورية الصومال الفدرالية الشقيقة، تحمل مساعدات طبية دعماً للمصابين جراء التفجير الإرهابي الذي وقع في العاصمة الصومالية مقديشو السبت الماضي، وخلف عشرات القتلى والجرحى، كما جرى نقل عدد من الجرحى لاستكمال العلاج اللازم في دولة قطر.

وتتضمن المساعدات القطرية للأشقاء الصوماليين 4 أطنان من المواد الطبية والإسعافات الأولية، ويرافق الرحلة فريق طبي وإغاثي متكامل مكون من 25 شخصاً من مختلف التخصصات الطبية والإغاثية من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية بقوة لخويا، ومؤسسة حمد الطبية، حيث يشارك الفريق الطبي القطري المزود بالأجهزة الطبية في عمليات علاج المصابين.

باستثمارات قطرية لتحقيق «التنمية بعيدة المدى»
الطرق وميناء هوبيو تدعم الاقتصاد الصومالي
في أغسطس من العام الماضي، أعرب فخامة الرئيس محمد عبدالله فرماجو، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، عن شكره لدولة قطر على مساهمتها في بناء البنية التحتية للبلاد، بما في ذلك مشروع ميناء «هوبيو».
وقال فخامته في تصريح أوردته وكالة الأنباء الصومالية الرسمية: «أشكر حكومة قطر على مساهمتها في بناء البنية التحتية للبلاد، بما في ذلك ميناء هوبيو الذي يمثل أولوية اقتصادية استراتيجية للصومال والمنطقة كلها».
وقد تزامن هذا التصريح مع الإعلان عن استثمار دولة قطر في ميناء هوبيو؛ بهدف دعم جمهورية الصومال الشقيقة، وتنمية وتعزيز العلاقات بين البلدين.
وفي وقت سابق، وتحديداً في فبراير من العام الماضي، أعرب فخامة الرئيس محمد عبدالله فرماجو عن شكره وامتنانه لدولة قطر -حكومة وشعباً- لمشاريعها التنموية والإنسانية، ومساعداتها لبلاده في مختلف المجالات.
كما ثمّن المكاسب الكبيرة التي سوف تجنيها بلاده من مشاريع الطرق؛ نظراً لتأثيرها الإيجابي على الاقتصاد الصومالي.
وجاءت هذه التصريحات على خلفية توقيع صندوق قطر للتنمية عقداً لمشروعي طرق، وهما: طريق «مقديشو-جوهر»، وطريق «مقديشو-أفغوي» مع المقاول الرئيسي شركة «إينيز إنسات» التركية، وعقد الخدمات الاستشارية مع شركة «أستاد» لإدارة المشاريع القطرية.
ويبلغ طول طريق «مقديشو-جوهر» 90 كم، وطريق «مقديشو-أفغوي» 22 كم، كما يهدف المشروعان إلى المساهمة في دعم الأشقاء الصوماليين في توفير بنية تحتية ملائمة تساهم في تحفيز الاقتصاد بالبلاد، بالإضافة إلى خلق وظائف جديدة في السوق، تؤدي إلى تحريك عجلة التنمية في البلاد.
وهذان المشروعان المهمان يأتيان في إطار اهتمام صندوق قطر للتنمية بالمشاريع التنموية، لكونهما مشروعين تنمويين بعيدي المدى، يضمنان الكثير لسكان المنطقة من استقرار لحياة الناس، وتعزيز الأمن، كما يسهّلان حياتهم في الوصول إلى متطلبات الحياة اليومية.
ويساهم هذان المشروعان في نقل البضائع من وإلى ميناء مقديشو، بهدف تعزيز الاقتصاد الداخلي والخارجي.

قدّم التعازي لذوي الضحايا.. علي عسكر رئيس الجالية:
مدّ الدوحة يد العون للصوماليين ليس مستغرباً
أكد علي محمد عسكر، رئيس الجالية الصومالية في قطر، أن الحرص على تعزيز وتقوية أواصر التعاون والتواصل مع بلاده ليس غريباً على قطر.
وقال: «إن الدوحة تسعى دائماً إلى مد يد العون والوقوف إلى جانب شعوب كل الدول العربية والإسلامية، خاصة وقت الأزمات والكوارث الطبيعية، أو الأحداث الإرهابية كالتي وقعت السبت الماضي في مقديشو»، في أشارة إلى التفجير الإرهابي الآثم الذي أودى بحياة ما يقرب من 100 قتيل، و140 مصاباً تقريباً.
وأوضح أن الحكومة الصومالية قامت بجهودها وفق ما لديها من إمكانيات متاحة، وطلبت الدعم من الأشقاء في قطر، وجاءت الاستجابة سريعة بتوجيه من القيادة الحكيمة في قطر بإرسال طائرة إغاثية محملة بأجهزة طبية وأطباء ومختصين، وقوات بحث وإنقاذ، لتقديم يد العون إلى المصابين ونقلهم فيما بعد لاستكمال العلاج في الدوحة.
وتوجه عسكر، بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى القيادة الحكيمة وإلى الحكومة الرشيدة والشعب القطري الشقيق على الدعم الإنساني المتواصل وغير المستغرب للشعب الصومالي في المحن والأزمات.
كما قدم عسكر بالنيابة عن مسؤولي وأبناء الجالية الصومالية في قطر، العزاء إلى جميع أبناء الصومال حيثما وجدوا في ضحايا الحادث الإرهابي الأخير، وأعرب عن أمله في الشفاء العاجل للمصابين.

الدوحة تعالج 12 من مصابي هجوم يوليو الانتحاري
أرسلت دولة قطر في يوليو من العام الماضي، طائرة مزوّدة بتجهيزات وطاقم طبي متكامل إلى مطار آدم عدي الدولي بالعاصمة الصومالية مقديشو، لنقل مصابي الهجوم الانتحاري -الذي استهدف مسؤولين ببلدية مقديشو- إلى الدوحة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
وأقلّت الطائرة 12 مصاباً، من بينهم عمدة مقديشو، إضافة إلى 16 مرافقاً، تتقدمهم سعادة السيدة خديجة محمد ديريه وزيرة الشباب والرياضة بجمهورية الصومال.
وكان سعادة السيد مهدي محمد جوليد نائب رئيس الوزراء بجمهورية الصومال، وسعادة السيد حسن بن حمزة هاشم سفير دولة قطر لدى جمهورية الصومال، على رأس مستقبلي الطائرة عند هبوطها في مقديشو، بالإضافة إلى عدد من الوزراء في الحكومة الصومالية، والنواب في مجلسي الشعب والشيوخ، وممثلي المؤسسات الإقليمية والدولية المعتمدة لدى الصومال.

73 مليون ريال دعماً مالياً.. وإغاثة ضحايا الفيضانات
بتوجيه من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قدمت قطر دعماً لموازنة الحكومة الصومالية بمبلغ 73 مليون ريال، في فبراير من العام الماضي. جاء ذلك خلال مباحثات لسمو الأمير مع أخيه فخامة الرئيس محمد عبدالله فرماجو رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة، خلال زيارته إلى الدوحة وقتها.
وبتوجيهات من حضرة صاحب السمو، قام صندوق قطر للتنمية بالتعاون مع اللجنة الدائمة لأعمال الإنقاذ والإغاثة والمساعدات الإنسانية، بإرسال الجسر الجوي الأول لإغاثة ضحايا الفيضانات في المناطق المنكوبة بالصومال، والتي وقعت في نوفمبر من العام ذاته.
وقد جرى إرسال حوالي 42 طناً من المواد الإغاثية والطبية، بهدف التخفيف من حدة الكارثة بشكل عاجل، ولمساعدة الأهالي على تجاوز الأوضاع الإنسانية الصعبة.
وتأتي هذه الإغاثة العاجلة والمساعدات في إطار الدور الإنساني الذي تلعبه دولة قطر لمساعدة الأشقاء في الصومال.

أكد دوره الإيجابي في تحقيق التنمية.. فؤاد إبراهيم:
الدعم القطري «غير مشروط»
أكد فؤاد أحمد شيخ إبراهيم، مسؤول العلاقات العامة والتواصل في الجالية الصومالية بالدوحة، أن قطر تقوم بدور إيجابي وبناء وغير مشروط لدعم الصومال.
وقال: «إن هذا الدور يقوم على التضامن الإنساني، انطلاقاً من الأخوة والمحبة والاحترام المتبادل».
وأضاف: «إن مشاكل الصومال كانت وما زالت عديدة، لكن الدولة تتعافي، وتتواصل إيجابياً مع العالم، وإن مساهمات قطر في عملية الإعمار والتنمية كان لها دور كبير في إحداث التطوير هناك»، لافتاً في هذا السياق إلى المنحة الأميرية القطرية لبناء المؤسسات الصومالية التي كان لها دور إيجابي، فضلاً عن المساهمة في إنشاء عدة طرق حيوية في الصومال، بهدف دفع عجلة التنمية الاقتصادية هناك».
وأضاف: «إن توقيع الاتفاق لتشغيل ميناء هوبيو الحيوي الواقع على المحيط الهندي، سوف يساهم في دعم التنمية الاقتصادية بالصومال».
وقال في هذا السياق: «إن الصومال مرت بمراحل عصيبة وأزمات كبيرة، منذ 3 عقود، ولكن إصرار الشعب ودعم الأشقاء كان له دور في عودة الصومال إلى الوقوف على قدميها»، منوهاً في هذا السياق بالجهود الإغاثية التركية لتقديم يد العون إلى بلاده.
وأوضح أن 23 مصاباً في تفجير السبت الإرهابي، قد وصلوا بالفعل إلى الدوحة خلال الساعات الأولى من صباح أمس، وأن إصابتهم متفاوتة، وبعضها خطيرة، ويرافقهم 23 مرافقاً.
وأضاف: إن هؤلاء المصابين يجري علاجهم -حالياً- في الدوحة وفق أحدث المعايير الطبية، تحت إشراف أطباء مختصين في مؤسسة حمد الطبية، لافتاً إلى أن دولة قطر تقوم بدعم الصومال، ليس في الجانب الإغاثي والإنساني فقط، وإنما في الجانب التنموي أيضاً.

نوّه بأن أبناء الجالية لا يشعرون بالغربة
محمد يوسف: تاريخ حافل من العلاقات الأخوية بين البلدين
قال محمد يوسف محمد مساعد الرئيس وعضو اللجنة التنفيذية بالجالية الصومالية في قطر: «إن القيادة الحكيمة في قطر تمد يد العون منذ سنوات طويلة لمساعدة الشعب الصومالي في المحن والأزمات، إلى جانب المساهمة الفعالة في دعم الاقتصاد لتحقيق التنمية وبناء المؤسسات الصومالية».
وأضاف: إن قطر أميراً وحكومة وشعباً لم يتأخروا يوماً عن مساندة إخوانهم في الصومال، لافتاً إلى أن الشعب الصومالي يحفظ لدولة قطر مواقفها الشريفة والنبيلة الداعمة له، وبصفة خاصة في وقت الأزمات، وهي خالدة في وجدانه.
وأضاف: إن الدعم القطري يستهدف تخفيف المعاناة عن الشعب الصومالي الذي يحمل تقديراً خاصاً للقيادة الحكيمة في قطر، منوهاً بأن قطر في قلب كل صومالي، وأن أهل قطر هم الأقرب إلى إخوانهم الصوماليين، وأنهم خير معين لهم، لافتاً إلى أن أعضاء الجالية الصومالية لا يشعرون بالغربة بفضل ما لمسوه من اهتمام ورعاية من جانب المسؤولين في قطر.
وأوضح أن هذا الاهتمام ليس وليد هذه الأيام، وإنما هو ممتد على مدى عقود طويلة، لافتاً إلى أن وجود الجالية الصومالية في قطر يعود إلى منتصف القرن الماضي، وأن الأجيال المتتالية من أبناء الجالية لم يشعروا بالغربة داخل قطر.