بعد الصين.. الهند منطقة صراع جديدة لآبل ومنافسيها

373 ‎مشاهدات Leave a comment
بعد الصين.. الهند منطقة صراع جديدة لآبل ومنافسيها

رماح الدلقموني

أصبحت الهند منطقة الصراع الجديدة بين كبرى شركات الهواتف الذكية في العالم، وعلى رأسها آبل وسامسونغ وهواوي. وفي حين يبدو أن لدى آبل أسبابها في التوجه إلى الهند، فإن هناك سببا مشتركا مهما يجمع تلك الشركات حول الهند، وهو التسابق نحو اقتطاع أكبر حصة سوقية ممكنة من السوق الهندية التي تعد أسرع أسواق الهواتف الجوالة نموا في العالم.

وبحثت الجزيرة نت عن خارطة تصنيع الهواتف الذكية لتلك الشركات الثلاث؛ فكانت النتيجة أنها تتطلع بشكل جدي إلى الهند، التي يُتوقع أن تصبح أكبر مصنّع للهواتف في العالم في المستقبل القريب.

شركة آبل
تعتبر الصين المكان الرئيسي لتصنيع معظم منتجات آبل، وذلك من خلال شركات تايوانية تتصدرها شركة فوكسكون التي تصنع ما يزيد على 40% من أجهزة آبل الذكية، وشركتا بيغاترون وويسترون، بالإضافة إلى شركة كوانتا كمبيوتر التي تصنع هاتف آيفون إس إي في الصين.

واختارت آبل الصين لما توفره الدولة من مرونة كبيرة للمستثمرين –وفقا لموقع ماك وورلد- إلى جانب توفر الموارد الطبيعية اللازمة لمواكبة الارتفاع الكبير في طلبات التصنيع.

كما تتولى فوكسكون تجميع بعض هواتف آيفون في البرازيل في مصنع قرب ساو باولو، كما أن آبل تُصنّع بعض هواتفها من الفئة الدنيا في الهند.

لكن حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين تصاعدت العام الماضي بشكل سرّع قرار آبل للبحث عن بديل للصين لتجميع هواتفها؛ تجنبا لأي آثار قد يسببها هذا الصراع على الشركة الأميركية، فكانت الهند هي الخيار الأول، لكن من خلال شريكها الدائم، شركة فوكسكون التي صرحت بأنها تعتزم توسعة مصنعها في الهند لتلبية متطلبات آبل.

فوكسكون التايوانية تعد أكبر متعاقد لتصنيع الهواتف الذكية في العالم والمُصنِّع الرئيسي لهواتف آبل (رويترز)

والحديث عن نقل آبل مصانعها من الصين إلى الهند ليس جديدا، فقد ظهرت أمارات هذ التوجه منذ أعوام دون أن تعلن آبل عن ذلك رسميا، وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير عام 2017 عن أن آبل أجرت محادثات مع مسؤولين في الحكومة الهندية من أجل هذا الأمر في ديسمبر/كانون الأول 2016، كما أن الرئيس التنفيذي لآبل تيم كوك زار الهند في مايو/أيار 2016 وبحث مع المسؤولين توفير تسهيلات من أجل التصنيع في الهند.

شركة سامسونغ
تصنع سامسونغ نحو 50% من هواتفها المتنقلة في فيتنام، و8% فقط في كوريا الجنوبية، بينما تتوزع النسب الباقية على أربع دول أخرى تملك فيها سامسونغ أربع منشآت لتصنيع هواتفها هي: الصين والبرازيل وإندونيسيا، وبالطبع الهند.

ويبدو أن ارتفاع تكاليف أجرة اليد العاملة في الصين جعل سامسونغ تعمل على خفض حجم تصنيع أجهزتها في البلاد في مقابل زيادة حجم التصنيع في الهند، التي شهدت إطلاق أول جهاز لسامسونغ يعمل بنظام التشغيل “تايزن” الخاص بها.

واتخذ توجه سامسونغ نحو التصنيع في الهند مسارا جديا مع افتتاحها هناك في يوليو/تموز 2018 أكبر مصنع للهواتف الجوالة في العالم في إطار خطتها لتوسعة إنتاجها في الهند، ويقع المصنع في نويدا في ضواحي نيودلهي.

رئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن خلال الإعلان عن افتتاح مصنع سامسونغ في الهند بوصفه أكبر مصنع للهواتف الجوالة في العالم (رويترز)

شركة هواوي
كما هو متوقع من شركات الهواتف الصينية، فإن هواوي تصنع معظم هواتفها في الصين، وتعد فوكسكون المتعاقد الرئيسي لتصنيع هواتف هواوي في البلاد، لكن هذا لم يمنع أن تتطلع الشركة –وغيرها من الشركات الصينية- إلى تصنيع هواتفها في الهند لحجز نصيبها من الكعكة.

وكانت هواوي بدأت تصنيع هواتفها في الهند منذ عام 2016، لكن ذلك اقتصر على الفئة المتوسطة من هواتف “أونر”، لكنها أعلنت في أبريل/نيسان 2018 خطوة كبيرة تتمثل في التوجه لتصنيع 90% من كافة هواتفها الذكية التي تبيعها هناك في الهند في عام 2019 أو الذي يليه، وذلك في إطار خطة للاستحواذ على 10% من سوق الهواتف في البلاد.

إلى جانب ذلك، أعلنت الشركة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أنها ستفتتح أكثر من ألف متجر للبيع بالتجزئة في الهند في غضون السنوات الثلاث التالية. وتتوقع هواوي أن تصبح العلامة التجارية الأولى في الهند بحلول عام 2021.

وقالت الشركة إن السبب الذي يدفعها لتصنيع هواتفها بالهند هو أن الدولة تفرض ضرائب بنحو 20% على المعدات المستوردة.

شركات أخرى
إلى جانب الشركات الرئيسية الثلاث تلك، فإن شركات أخرى مثل شياومي وفيفو وأوبو تتخذ من الهند مقرا لصناعة هواتفها، حيث تصنع فيها بشكل رئيسي هواتفها من الفئتين الدنيا والمتوسطة، في حين تصنع هواتف الفئة العليا في الصين، كما تصنع نوكيا وموتورولا أيضا بعض هواتفهما في الهند.

مصنع لشركة أوبو الصينية قيد الإنشاء في الهند بتاريخ أكتوبر/تشرين الأول 2018 (رويترز)

يذكر أن الهند أطلقت قبل عدة سنوات مبادرة تدعى “صُنع في الهند”، والتي تهدف إلى تشجيع الشركات المحلية والعالمية على تصنع منتجاتها في الهند لتحسين اقتصاد البلاد من خلال الاستثمار الأجنبي المباشر، ويعتقد أنه نتيجة لهذه المبادرة فإن الهند ستصبح أكبر مصنع للهواتف الذكية في العالم الشرقي، وربما تتفوق على الصين في هذا المجال.

المصدر : مواقع إلكترونية