رفع شعار “النزاهة تهمنا”.. المؤتمر العالمي للبرلمانيين ضد الفساد يبدأ أعماله بالدوحة

483 ‎مشاهدات Leave a comment
رفع شعار “النزاهة تهمنا”.. المؤتمر العالمي للبرلمانيين ضد الفساد يبدأ أعماله بالدوحة

محمد الشياظمي-الدوحة

إذا كان الفساد آفة تهدد الشعوب ومقدرات الدول وعقبة كؤودا في طريق التنمية المستدامة فإنه لا يمكن القضاء عليها إلا من خلال التعاون الدولي وتضافر جهود الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

كانت هذه أبرز الخلاصات التي توحدت بشأنها كلمات المتحدثين اليوم الاثنين في افتتاح المؤتمر العالمي السابع للبرلمانيين ضد الفساد بالدوحة تحت شعار “النزاهة تهمنا”، والذي ينظمه مجلس الشورى في قطر بالتعاون مع المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد (غوباك)، ويشارك فيه رؤساء وأعضاء برلمانات ينتمون إلى 106 دول و63 فرعا برلمانيا وطنيا حول العالم.

وعلى مدى يومين، ينتظر أن تسهم محاور الجلسات في تعميق النقاشات المتعلقة بمكافحة الفساد وطرح التحديات التي يفرضها، وتبادل الخبرات، إضافة إلى بحث جهود تعزيز الشفافية، وتطوير التشريعات وآليات إنفاذ القانون، ومناقشة المقترحات التي توثق العلاقة بين الجهود المحلية للبرلمانيين والتعاون الدولي.

وبحسب كثير من التقارير الدولية، فلطالما اصطدمت جهود مكافحة الفساد في العالم بحواجز صلبة ومقاومات شرسة من أطراف تؤسس منظومات كاملة تعطل تفعيل القوانين الوطنية والدولية التي تكافح هذه الظاهرة، وتتصدى لتعزيز الشفافية وروح المنافسة، الأمر الذي جعل كثيرا من الدول تقف عاجزة عن إيجاد الحلول الفعالة.

الفساد ظاهرة اجتماعية وسياسية واقتصادية معقدة تؤثر على جهود التنمية المستدامة في جميع البلدان (الجزيرة نت)

ظاهرة مدمرة
وفي كلمته، أكد رئيس مجلس الشورى القطري أحمد بن عبد الله آل محمود أن الفساد ظاهرة مدمرة للدول والشعوب، وأنه إذا بقي خارج دائرة الرقابة فلن يسمح للحريات بأن تتوسع، كما لن يسمح للعدالة بأن تسود.

وأضاف أن كثيرا من الدول نراها اليوم تعيش حراكا شعبيا ينادي بالإصلاح ومحاربة الفساد، ولا تزال دائرة دعوات الإصلاح ومحاربة الفساد تتسع يوما بعد يوم، مما يعطي هذا المؤتمر أهمية كبيرة.

وتشير عدد من التقارير التي ترصد مؤشرات الشافية حول العالم إلى أن الفساد ظاهرة دولية عابرة للحدود والدول، وأن حوالي ثلثي دول العالم تعاني من استشرائه بنسب متباينة، وأن آليات التصدي له تتأثر بشكل كبير بعمل الحكومات وضعف أداء بعض البرلمانات والمجتمع المدني.

وعبر آل محمود عن دعم قطر كافة الجهود الدولية لمكافحة الفساد، وقال إنها تقف بكل إمكاناتها مع المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد وبرامجها الهادفة للقضاء عليه أو تقليل آثاره، من منطلق أن البرلمانات -بما لها من صلاحيات رقابية وتشريعية- يمكنها أن تلعب دورا جوهريا في الحرب ضد الفساد.

وفي تصريح للجزيرة نت بشأن التوصيات المرتقبة في ختام المؤتمر، قال آل محمود إن عمل اللجان البرلمانية المختلفة وما ستجريه من نقاشات موسعة سيتوج بتوصيات مهمة تخص آليات مواجهة الفساد وسبل تفعيل النزاهة ونظم الإدارة الرشيدة في المؤسسات، كما ستتم بلورة تلك الأفكار لوضع خطة طريق مبتكرة تحقق الأهداف المطلوبة.

 رئيس المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد فضلي زون يرى أن هذه الظاهرة تعرقل المساواة وتقلل الثقة (الجزيرة نت)

مسؤولية كبيرة
من جهته، أكد رئيس المنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد فضلي زون أن هذه الظاهرة تعرقل المساواة وتقلل الثقة في المنظمات المحلية، وتمثل عائقا أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأعرب عن اعتقاده بأن تحقيق النزاهة وضمان نجاح تدابير المتابعة لمكافحة الفساد يحتاجان إلى أمور عدة، منها: مساهمات المعنيين والإرادة السياسية والرغبة في مكافحة الفساد من خلال مراقبة الأصول وتحقيق المساءلة، والمشاركة الاجتماعية في كل عمليات الإصلاح، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال مشاركة اتحادات النقابات العمالية والمجتمع المدني والقادة الدينيين وغيرهم.

كما دعا زون القادة العالميين لكي يلعبوا الدور الأخلاقي المطلوب ويساعدوا البرلمانيين في حملاتهم لتحقيق النزاهة.

أما رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي غابرييلا كويفاس بارون فعددت مضار الفساد الذي ينتشر في المجتمع ويهدد رفاه الإنسان وسعادته ووصوله إلى التعليم وللخدمات الأساسية والعامة، ويعرقل حياة الناس ويمنعهم من ممارسة حقوقهم الوطنية والإنسانية.

وأوضحت أن الاتحاد البرلماني الدولي يهتم بأهداف التنمية المستدامة وتغيير الكوكب خلال السنوات العشر المقبلة، والوصول إلى أهداف التنمية المستدامة وتحقيقها، لذلك فالعالم بحاجة لتغيير السياسات والمؤسسات، وللوصول إلى نتيجة جيدة فعليه بناء الثقة العامة وبناء مؤسسات فعالة وإجراء عمليات شمولية وتسريع التقدم في هذا المجال.

قطر خصصت جائزة دولية لمكافحة الفساد بقيمة مليون دولار (الجزيرة نت)

جائزة مكافحة الفساد
وبمناسبة انعقاد المؤتمر الذي يصادف أيضا اليوم العالمي لمكافحة الفساد، يعلن مساء اليوم الاثنين في العاصمة الرواندية كيغالي عن الفائزين بجائزة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد في مجالاتها الأربعة، وهي جائزة البحث الأكاديمي والتعليم، وإبداع الشباب وتفاعلهم، والابتكار، وإنجاز العمر.

وفي تصريح للجزيرة نت قال موسى فاضل نائب رئيس الوفد البرلماني لدولة رواندا المشارك في المؤتمر إن الإعلان عن الفائزين بالجائزة بالتزامن مع تنظيم هذا المؤتمر يعزز جهود محاربة الفساد في العالم.

وأضاف أنه بحكم تصدر قطر عربيا لجهود مكافحة الفساد، وتصدر رواندا بدورها منطقة شرق أفريقيا، واحتلالها المرتبة الرابعة أفريقيا في مكافحة الظاهرة فبإمكانهما التعاون معا للتغلب عليها والتصدي لآثارها.

وقد أعلنت قطر عن هذه الجائزة الدولية لمكافحة الفساد تقديرا وتكريما للمنظمات والأفراد والجماعات الذين يقدمون مساهمات قيمة في منع والفساد ومكافحته، وتبلغ قيمة مجموع الجوائز المقدمة مليون دولار.

المصدر : الجزيرة