وعلى وقع التصعيد والتهديد على جبهتي غزة ولبنان، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي للفوز بولاية سادسة، وحسم الانتخابات البرلمانية وتعزيز معسكر اليمين المتطرف.
ويحاول نتنياهو الاستفادة من النشاط العسكري بسوريا أو لبنان، وتوظيف الجانب الأمني، واستحضار التوتر مع حزب الله في الدعاية الانتخابية للكنيست، في وقت يحاول التقليل من مناقشة وضع سكان مستوطنات “غلاف غزة”.
لذا سيوصي الأمين العام لحزب الله -وفقا لتقديرات المحلل العسكري الإسرائيلي- قواته بعدم تنفيذ هجوم أو استفزاز على نطاق واسع ضد إسرائيل، وهو ما سيمنح رئيس الوزراء ووزير الدفاع نتنياهو أسسا للقيام بما كان الجيش يستعد له منذ فترة طويلة بحرب شاملة على لبنان.
وعن دوافع تمادي نصر الله بالتهديدات، أوضح المحلل العسكري أن نصر الله يهدد كونه يعتقد أنه بسبب انتخابات الكنيست فإن إسرائيل لن ترد بحرب أو عملية عسكرية واسعة. ويقدر أن “انتخابات الكنيست في حال نفذ حزب الله تهديداته لن توقف الجيش الإسرائيلي عن شن الحرب”.
ويجزم المحلل العسكري الإسرائيلي أن تنفيذ حزب الله تهديدات نصر الله سيحفز الجيش الإسرائيلي لتنفيذ خطط سابقة لتقويض الحزب في لبنان وتدميره، وهو ما سيخدم نتنياهو ويضمن فوزه بولاية سادسة لتشكيل الحكومة المقبلة.
تصعيد وصراع
ورجح المحلل العسكري أنه على المدى القريب، قد لا يكون التهديد الخطير إيرانيا، بل تهديد الأمين العام لحزب الله الذي أعلن بالفعل أن إسرائيل قد تجاوزت خطا أحمر، وعليه من المتوقع أن يستمر الاستنفار وحالة التأهب الشديد على الجانب الإسرائيلي لبعض الوقت.
ويرى يدلين أنه باستهداف الضاحية الجنوبية بمسيرات مفخخة والمساس بمشروع الصواريخ الدقيقة وقتل عناصر من حزب الله في سوريا، وجد حزب الله ذاته أمام ظروف تلزمه الرد، مقدرا أن الردود المحتملة بالمستقبل ستكون استهداف القوات الإسرائيلية بمرتفعات الجولان بطائرات مسيرة ونيران مضادة.
ويعتقد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق أن نصر الله يلمح من خلال تصريحاته وتهديدات بأنه سيرد، لكن الرد سيكون محدودا بحيث يمكن لإسرائيل احتواءه وعدم الذهاب لمواجهة عسكرية شاملة وحرب ضد لبنان، لأنه يعلم جيدا أن إسرائيل لا تريد الحرب أيضا.
وعن التأهب الإسرائيلي على الحدود الشمالية واحتمال الحرب، يقول يدلين “رد موضعي ومحدود لحزب الله قد ينتهي كحدث محوري، لكن إذا أسفر عن ضرر كبير فقد يتسبب في رد فعل إسرائيلي قاس، ومن هناك قد يؤدي ذلك إلى تدهور نحو حرب شاملة في عدة مواقع بالشمال، سواء مع لبنان أو سوريا بالجولان”.
وخلص يدلين للقول “مهما كان حجم التطورات الميدانية على الجبهة الشمالية، فإن الحسم سيكون ما بعد الانتخابات، إذ سيجد المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) أمام سؤال: هل تهديدات الصواريخ الدقيقة أدرجت ضمن قائمة الأهداف التي تحتم على إسرائيل توجيه ضربة قاضية وشن حرب وقائية؟”.
المصدر : الجزيرة