حرائق إندونيسيا تتوسع.. ما علاقتها بغابات زيت النخيل؟

605 ‎مشاهدات Leave a comment
حرائق إندونيسيا تتوسع.. ما علاقتها بغابات زيت النخيل؟

صهيب جاسم-جاكرتا

على مدى يومين، تغير لون السماء في إقليم جامبي جنوبي جزيرة سومطرة الغربية ليصبح أحمر وقت الظهيرة، وذلك بعد أسابيع من الحرائق المستمرة في عدد من أقاليم جزيرتي سومطرة وكاليمنتان.

وبحسب إحصائية الهيئة الإندونيسية للتعامل مع آثار الكوارث، التهمت الحرائق 329 ألف هكتار من الغابات والمزارع والمحميات الطبيعية، وهي أكبر مساحة تحترق منذ العام 2015، وثاني أكبر موجة حرائق خلال عهد الرئيس الحالي جوكو ويدودو.

وكان رئيس الهيئة دوني مونداردو قد تحدث مؤخرا في برنامج تلفزيوني عن كون 90% من الحرائق متعمدة بفعل الإنسان، وأن 80% منها تتحول لاحقا بعد انطفاء الحرائق إلى مزارع لزيت النخيل.

وقال إن واردات زيت النخيل كبيرة للبلاد، ومن الضروري تنويع الإنتاج الزراعي وعدم تحويل كل المساحات الخضراء إلى زيت النخيل، وهذا هو مكمن انتقادات ناشطين بيئيين يربطون بين حرق الغابات وسببها، وكيف أنها تتحول لاحقا إلى مزارع نخيل الزيت في بلد هو الأكثر إنتاجا له في العالم.

رجل إطفاء يحاول إخماد الحرائق في سومطرة (مواقع التواصل)

 

الدخان يزحف
يشار إلى أن دخان الحرائق غطى مساحات شاسعة من جزيرتي كاليمنتان وسومطرة، وامتد إلى أجزاء من ماليزيا وسنغافورة المجاورتين.

وتواجه الحكومة انتقادات من المواطنين المتضررين من تلوث الجو، لعجزها عن إطفاء الحرائق والتعامل مع آثارها الصحية والاقتصادية والاجتماعية، بفعل تأثيرها على حياة الناس في ستة أقاليم تضم عشرات المحافظات.

وتأتي الحرائق بعد نحو خمسة أشهر من الجفاف الذي ضرب هذا العام معظم أقاليم البلاد التي بدأت تشهد أزمة مياه جوفية وفي الينابيع والأنهار، فيما يوصف بظاهرة “النينو” التي تجف بسببها غابات المستنقعات، ويصعب إطفاء حرائقها لامتداد جذور الأشجار والنباتات فيها لعشرات الأمتار تحت التربة.

وتعرض مئات الآلاف من المواطنين في بعض الأقاليم -ومنها رياو بجزيرة سومطرة- إلى أمراض تنفسية واختناقات، وانعكس ذلك على حياة المزارعين والطلبة وتلاميذ المدارس والموظفين، الذين اضطروا للتوقف عن التنقل.

عمل شاق خلال أسابيع من محاولات إطفاء الحرائق في سومطرة وكاليمنتان (مواقع التواصل)

 

مخالفات
وكانت وزيرة البيئة والغابات ستي نور باياه أشارت إلى أن وزارتها بدأت تتخذ إجراءات الحجر على مساحات تصل إلى نحو 9 آلاف هكتار، تعود رخص الاستفادة من غطائها الأخضر إلى 52 شركة، وذلك في مخالفات على علاقة بالحرائق.

من جانبه قال رئيس هيئة التعامل مع الكوارث مونداردو إنه يصعب التغلب على الحرائق في غابات المستنقعات المنتشرة في ستة أقاليم هي جامبي ورياو وسومطرة الجنوبية في جزيرة سومطرة، وكذلك كاليمنتان الوسطى والجنوبية والغربية.

وأشار إلى بذل الحكومة كل ما في وسعها من إمكانات دون القدرة على التغلب على الحرائق، معتبرا أن غابات المستنقعات تشكل 89% من المناطق المحترقة التي قاربت 330 ألف هكتار منذ بداية العام الجاري، ومنها 40 ألف هكتار في إقليم رياو وحده الذي يعد من أسوأ الأقاليم أجواءً، حيث ترتفع فيه نسبة التلوث إلى مستويات خطيرة لا تعد صالحة للعيش.

المصدر : الجزيرة