أفادت مصادر يمنية للجزيرة بوقوع اشتباكات بين مسلحين موالين للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا وبين ألوية حماية القصر الرئاسي في عدن، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، بينما دعا المجلس الانتقالي مناصريه إلى الزحف نحو القصر.
وقالت مصادر للجزيرة إن إطلاقا للنار وقع قرب القصر الرئاسي بحي كريتر في عدن بعد تشييع جنازة قتلى القصف على معسكر الجلاء، الذين من بينهم القيادي في مليشيات الحزام الأمني منير اليافعي المعروف باسم “أبو اليمامة”.
وذكرت وكالة الأناضول أن الاشتباكات تسببت في مقتل أحد المشيعين ويدعى إبراهيم الربيعي، وإصابة اثنين آخرين، كما قتل ضابط برتبة نقيب وأصيب جندي في الاشتباكات بحسب مصدر عسكري.
غير أن مصدرا طبيا قال لوكالة الأنباء الألمانية إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة سبعة أفراد من القوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وقوات الحزام الأمني.
وأفاد مراسل الجزيرة نت في عدن أنه عند وصول موكب جنازة منير اليافعي إلى مقر التشييع، قام عدد من الجنود بإطلاق الرصاص في الهواء، وهو ما ضاعف من مخاوف تفجير الوضع إذ قد يجبر القوات الحكومية على الرد والدخول في مواجهة.
ودعا هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المقرب من أبو ظبي -في بيان متلفز- مَن وصفهم برجال المقاومة والشعب الجنوبي “للنفير العام” إلى قصر المعاشيق، وقال إن ذلك جاء على خلفية “استهداف المتظاهرين والذين كانوا يؤدون واجب التشييع لجثمان منير اليافعي”، بحسب قوله.
وكان مصدر حكومي رفيع قال للجزيرة إنه تم رصد ترتيبات يقوم بها المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، لاقتحام القصر الرئاسي في المعاشيق بعدن.
وأوضح المصدر نفسه أن ترتيبات المجلس الانتقالي ومليشيات الحزام الأمني هي اقتحام القصر بعناصر مدنية أثناء التشييع في مقبرة القطيع المجاورة للقصر، قبل أن تتدخل مليشيات عسكرية لافتعال إطلاق النار كمبرر للتدخل.
ونقلت الأناضول عن شهود عيان أن الطيران الحربي التابع للتحالف السعودي الإماراتي حلق فوق سماء مدينة عدن، وقالت وسائل إعلام محلية نقلا عن مصدر في قوات التحالف إن التحليق كان لمراقبة الوضع.
وذكر الشهود أن قوات الحزام الأمني قطعت كل الطرق المؤدية إلى قصر المعاشيق من جهة البنك الأهلي وطريق قلعة صيرة وملعب الشهيد الحبيشي وسط كريتر، وأضافوا أن أحد ألوية الحماية الرئاسية نشر دبابات ومدرعات أمام محيط القصر الرئاسي.
وأمس الثلاثاء، أطلق بن بريك تحذيرا من بقاء الحكومة الشرعية في عدن، باعتبارها “خطرا” لن يقبل به الجنوبيون، وذلك تزامنا مع دعوات لاقتحام قصر المعاشيق.
|
|
من جهته، دان الحزب الاشتراكي اليمني الإجراءات التي تقوم بها بعض المجموعات الجنوبية، ولا سيما موجة ترحيل أبناء الشمال، واعتبرها تصرفات غير مسؤولة، محذرا من أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيقود إلى انفجار كبير يدفع الجنوب وعدن خاصة ثمنه باهظا.
بدورها، قالت الحكومة الشرعية على لسان رئيسها إنها تعمل بالتنسيق مع قادة التحالف السعودي الإماراتي على احتواء الموقف واستعادة الأمن والاستقرار في العاصمة المؤقتة.
وكان تسريب صوتي منسوب إلى قائد في قوات الحماية الرئاسية اليمنية، قد كشف في يونيو/حزيران الماضي عن وجود مخطط إماراتي لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبو ظبي على عدن العاصمة اليمنية المؤقتة.
وقال قائد اللواء الرابع في قوات الحماية الرئاسية اليمنية العميد مهران قباطي وقتها، إن المجلس الانتقالي الجنوبي أنهى ترتيباته للسيطرة على البنك المركزي والوزارات الحكومية والقصر الرئاسي اليمني (معاشيق) بعدن.
وأضاف -في التسجيل الصوتي الذي تداولته وسائل إعلام- أن اجتماعا برئاسة وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري -وضم القيادات العسكرية والأمنية- خُصص لمناقشة مخطط المجلس الانتقالي.
المصدر : وكالة الأناضول,الجزيرة