حذر ستراتفور الاستخباراتي الأميركي من أن ثمة عوامل قد تدفع الولايات المتحدة وإيران نحو الحرب مع وجود فئة متشددة في كلا الجانبين تطمح إلى المواجهة.
وبحسب التقرير المنشور بموقع ستراتفور الإلكتروني التابع لمركز دراسات إستراتيجي وأمني أميركي يحمل الاسم نفسه، مما يزيد الطين بلة أن هناك زمرة داخل البيت الأبيض يمثلها مستشار الأمن القومي جون بولتون -الذي يُعد من صقور الإدارة الأميركية- تبدو متلهفة أكثر من غيرها إلى صراع مع إيران. وعلى الجانب الآخر، هناك الحرس الثوري الذي يتوق هو الآخر إلى حرب مع الولايات المتحدة،
ووفقا للتقرير فإن حربا بين الولايات المتحدة وإيران -إذا ما اندلعت- لن تقتصر عواقبها على المنطقة فحسب، بل ستكون لها تداعيات كبيرة على العالم برمته، لا سيما في مجالي الاقتصاد والطاقة.
ثم إن صراعا من هذا القبيل من شأنه أن يصرف انتباه الولايات المتحدة بشكل كبير عن التنافس المحتدم بينها وبين كل من الصين وروسيا.
ومع ذلك، فإن ستراتفور يرى أن هناك من العوامل ما قد يدفع واشنطن وطهران نحو الحرب.
كلما استغرق الأمر من إيران وقتا أطول لنشر قدراتها العسكرية وبخاصة صواريخها وقواتها البحرية ازداد حسب التقرير خطر تدميرها من قبل الولايات المتحدة (رويترز) |
وإدراكا تاما منها بتفوق الولايات المتحدة العسكري الكاسح، عمدت إيران طوال العقود الماضية إلى تعزيز “قدرات متباينة” متمثلة بمليشيات تابعة لها، وتطوير صواريخ بالستية، وألغام بحرية، وزوارق هجومية سريعة تُمكنها من توجيه ضربات قوية للأميركيين ومنشآت البنية التحتية لقطاعات الطاقة بمنطقة الخليج العربي وأهداف إستراتيجية أخرى بالشرق الأوسط، حسب الموقع.
على أن موقع ستراتفور يستدرك قائلا إن تلك القدرات الإيرانية لن تعوض بالكاد عن مكامن الضعف النسبية التي تعتريها، فطهران تدرك تماما أن تلك الإمكانيات معرضة على وجه الخصوص لضربة أميركية قبل تحريكها من موانئها أو حامياتها ومرابضها أو قواعدها.
غير أن أي هجمات أميركية على أهداف إيرانية حتى لو استمرت شهورا لن تستطيع القضاء المبرم على الأسلحة التي تملكها طهران. ومع ذلك، فإنه كلما استغرق الأمر من إيران وقتا أطول لنشر قدراتها العسكرية -وبخاصة صواريخها وقواتها البحرية- ازداد خطر تدميرها من قبل الولايات المتحدة وفق الموقع.
وبحسب ستراتفور، فثمة عامل آخر قد يؤجج المواجهة الأميركية الإيرانية ألا وهو “انقطاع التواصل الفعال والمباشر” بين صناع القرار في البلدين. فغياب الخطوط الساخنة بينهما وعدم اللجوء إلى الوسائل “المجربة” في تهدئة التوترات، يعتبران من بواعث تفاقم الريبة والخلافات الناتجة عن فهم خاطئ لنوايا الطرف الآخر.
ويخلص الموقع إلى أن كلا البلدين يبدوان حريصين على تفادي نشوب حرب كبيرة بينهما، كما أن حدوث مواجهة مسلحة تبدو هي الأخرى أقل احتمالا.
غير أن انعدام الثقة بين البلدين، وضلوع أطراف متعددة وأخرى ثانوية بالصراع، ونزوع إيران إلى التحرك السريع في حال تهديدها، والافتقار إلى قنوات تواصل فعالة، كلها عوامل إذا ما اجتمعت تنذر بأن أي خطأ في الحسابات قد يشعل نارا لن يتمكن حتى الأشخاص الأكثر هدوءا بواشنطن وطهران من إطفائها.
المصدر : ستراتفور