وذكر الدكتور بشير مرزوق (الخبير الفلكي بدار التقويم القطري) أن شهب القيثاريات تنشط سنويًّا خلال الفترة الممتدة من منتصف شهر أبريل وحتى 25 أبريل من كل عام، إلا أنها تصل ذروتها ما بين يومي الثاني والعشرين والثالث والعشرين من شهر أبريل من كل عام، إضافة إلى أن زخة شهب القيثاريات من الزخات الشهابية المميزة؛ وذلك لأن معدل سقوطها في السماء عند ذروتها يتراوح بين 10 و 20 شهابًا في الساعة بحسب تقدير خبراء الفلك المتخصصين في رصد الشهب.
ومما يميز رصد زخات الشهب أن رصدها لا يحتاج سوى مكان بعيد عن التلوث البيئي والضوئي؛ ولذا فسيتمكن سكان دولة قطر ودول المنطقة العربية من رصد ورؤية زخة شهب القيثاريات دون الحاجة إلى أجهزة أو تليسكوبات فلكية؛ إذ يمكنهم رؤية ورصد شهب القيثاريات بالعين المجردة بدءًا من مساء الإثنين، وحتى بزوغ فجر الثلاثاء، وذلك بالنظر باتجاه الأفق الشرقي من سماء كل دولة من منتصف الليل وحتى بزوغ فجر الثلاثاء، ويمكن استخدام الكاميرات الرقمية الحديثة للحصول على صور لزخة شهب القيثاريات، مع الأخذ في الاعتبار زيادة زمن التعريض أثناء التصوير للحصول على صور مميزة لشهب القيثاريات.
وأضاف الدكتور بشير مرزوق أن مذنب ” تاتشر” هو مصدر حدوث زخة شهب القيثاريات، وذلك عندما تتحرك الأرض في مدارها حول الشمس وتمر بالقرب من حبيبات الغبار التي خلَّفها المُذَنَّب (تاتشر) خلال شهر أبريل من كل عام، فتتقاطع تلك الحبيبات مع الغلاف الجوي الأرضي، وتُحدث وميضًا يُرى في سماء الكرة الأرضية؛ مع العلم أن ظاهرة الشهب بصفة عامة تحدث نتيجة مرور الأرض بالقرب من المخلَّفات الدقيقة وحبيبات الغبار التي تخلفها جُسيمات المُذَنَّبَات.
ومن الجدير بالذكر أن القمر سيشرق على سماء قطر مساء الإثنين عند الساعة التاسعة وست دقائق مساءً؛ لذا قد يؤثر القمر على رصد شهب القيثاريات هذا العام.
ويجب الأخذ في الاعتبار أن أفضل الأماكن لمشاهدة شهب القيثاريات هي الأماكن الأكثر إظلامًا، وهي الأماكن البعيدة عن المناطق السكنية التي تحوي ملوثات ضوئية وبيئية قد تعيق رؤية الشهب، بينما تعتبر أفضل الأوقات لرؤية شهب القيثاريات من قبيل منتصف الليل وحتى بزوغ فجر اليوم التالي.
