تضامنا مع ضحايا نيوزيلندا.. فعاليات بكونيتيكت تحمل ترامب المسؤولية

300 ‎مشاهدات Leave a comment
تضامنا مع ضحايا نيوزيلندا.. فعاليات بكونيتيكت تحمل ترامب المسؤولية

مي ملكاوي-كونيتيكت

لم تكن أميرة الفنلندية تتوقع وهي تزور صديقتها في أميركا أن تسمع خبر إصابة عمها ضمن المصابين في مسجد كرايست تشيرتش في نيوزيلندا، وقد أخذت تذكر الأمر باكية وهي تقف في فعالية تضامنية مع ضحايا المجزرة أقيمت في مدينة نيو هافن بولاية كونيتيكت، بينما راحت صديقتها باسيا تخفف عنها مصابها.

فقد اجتمع العشرات مساء الأربعاء في زاوية عامة وسط مدينة نيوهافن للتعبير عن تضامنهم مع ضحايا المجزرة التي راح ضحيتها 50 مصليا، حيث كان لافتا أن غالبية المتحدثين ألقوا بمسؤولية تزايد جرائم كراهية المسلمين على الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

تقول أميرة للجزيرة نت إنها ليست مصدومة من كمية الكراهية التي تنتشر في أوروبا وأميركا وفي كل العالم تجاه المسلمين، لكنها تستبعد أن يكون هذا الاعتداء هو الأخير.

أما صديقتها باسيا -وهي طالبة أميركية يهودية في جامعة ييل- فتعتقد أن الكراهية موجودة في أميركا منذ وجود حركات اليمين المتطرف، مؤكدة أنها تبدو “نكتة أن نقول إن الكراهية وجدت بسبب ترامب، لكن الفرق أنه أعطاهم الضوء الأخضر ليخرجوها وهي الآن مخيفة جدا”.

أميرة  (يسار) وصديقتها باسيا (الجزيرة)

وفي كلمة ألقاها الناشط الإسلامي من مدينة واتربيري فهد سيد، أكد على أن ترامب ما فتئ يهاجم الأقليات في البلاد ويلهم الإرهابيين من اليمين المتطرف، مما قادهم للقيام بالعديد من الجرائم تجاه السود واللاتين والمسلمين، وفي الكونغرس الأميركي حيث لا يزال الهجوم قائما ضد النائبة المسلمة المحجبة إلهان عمر بقيادة الإيباك.

ويأمل عضو حزب التحرير الاشتراكي الأميركي نورمان كلمنت أن يلقى القاتل عقابه، وقد ربط بينه وبين ترامب الذي ساهم -على حد قوله- في تأجيج الإسلاموفوبيا والكراهية ضد المسلمين، وقال إن ترامب عمل على شيطنة المسلمين والعرب بكلامه وأفعاله، وأكد على وجوده في الوقفة للتعبير عن غضب حزبه من المجزرة.

ويتفق معه الإمام المساعد في مسجد “الإسلام” في نيويورك سيف الدين، قائلا “لدينا رئيس لم يعتذر مجرد اعتذار ولم يظهر أي تعاطف أو شفقة تجاه ما حصل في نيوزيلندا. نحن كلنا أميركيون مهاجرون ما عدا الهنود الحمر هم الوحيدون الذين يعتبرون سكانا أصليين، فكيف يأتي شخص ويقول إنهم غزاة؟ كل المهاجرون جاؤوا من بلدان في حروب ومآسي يطلبون حياة كريمة فقط”.

وجاءت الشابة نور الزعبي لتمثل اللاجئين برعاية مؤسسة خدمات اللاجئين والمهاجرين العامة في ولاية كونيتيكت، وهي سورية عمرها 18 سنة، جاءت مع عائلتها الى الولايات المتحدة عام 2016 لتلقي بكلمة عن السلام في الإسلام، مرسلة بذلك التحية إلى الذين فقدوا حياتهم وهم يصلون في مسجد كرايست تشيرتش، وعبرت عن صدمتها من المجزرة لكونها هجوما على الإنسانية وليس فقط على المسلمين.

وقال الرئيس التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير) في كونيتيكت تارك آودي، إن المجلس يحاول رصد جرائم الكراهية، وإن حكومة الولاية تقوم بالرصد بنسبة 40% فقط، حيث تم التبليغ -وفق تقرير “إف بي آي” لعام 2018- عن حوالي 111 جريمة كراهية، “لكننا وبسبب هذه النسبة المتدنية لا نستطيع معرفة ما إذا كانت لدينا في الولاية مشكلة حقيقية”.

أميركيات يرتدين الحجاب تضامنا وتلبية لدعوة “تفضل بزيارة مسجدي” (الجزيرة)

وأمس الجمعة لبى عشرات من غير المسلمين دعوة المركز الإسلامي لمدينة بردجبورت بعنوان “تفضل بزيارة مسجدي”، حيث تابعوا صلاة وخطبة الجمعة التي استنكرت الجريمة وأكدت على أن جميع الأديان تدعو للسلام والمحبة بين البشر ونبذ العنف.

وعقب الصلاة أقيمت ندوة نقاشية حول أسباب تزايد الكراهية، حيث تحدثت أولغا -وهي أميركية من أصل كوبي- عن تحولها للإسلام، وكيف غير ذلك حياتها مع أهلها المسيحيين الذين كانت لديهم أحكام مسبقة عن المسلمين التقطوها من الإعلام غالبا.

وقالت أولغا إن هذه الفكرة تغيرت خلال السنوات التي قضتها وهي تشرح لهم كيف أنها تقوم بعبادة إله واحد مثلهم، والفرق أنها لا تأكل لحم الخنزير ولا تشرب الخمر، وشاطرتها نساء أخريات تجاربهن في ارتداء الحجاب وما واجهنه من بعض المواقف المضحكة حينا والمسيئة أحيانا أخرى.

وقال رئيس المركز الدكتور خالد الليثي إن الفعالية جاءت لتكون سلسلة من الاجتماعات لدعوة غير المسلمين لزيارة المسجد ومقابلة المسلمين والتعرف على الإسلام، معربا عن أمله في أن يتم التوافق على عدد من التوصيات لإيصالها لممثلي ولاية كونيتيكت في الكونغرس.

وأشار الليثي إلى وجود خلل في التعليم والثقافة والقوانين والإعلام بصفة عامة، موضحا أن لمثل هذه الزيارات والنقاشات أن تسهم في التقليل من تزايد موجة الكراهية وأعمال العنف تجاه الأديان المختلفة.

المصدر : الجزيرة