12
وحملت جثامين الشهداء في نعوش مفتوحة على أكتاف المشيعين إلى داخل خيمة كبيرة في مقبرة ميموريال بارك في كرايست تشيرش..وبعد أداء صلاة الجنازة، نقلت الجثامين إلى قبور حفرت حديثا لتوارى الثرى.
ولم تتمكن جميع عائلات شهداء المجزرة الإرهابية في مسجدي مدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية من تسلم جثامين أبنائها حتى الآن، حيث تسلمت تسع عائلات فقط -من أصل خمسين- جثامين أبنائها.
وفي وقت سابق اليوم أقيمت مراسم دفن لاجئ سوري وابنه استشهدا في الهجوم الإرهابي على المصلين بمسجدي كرايست تشيرش في نيوزيلندا، فيما يتم غسل باقي الجثامين وتكفينها في صالة عزاء بضواحي المدينة.
ويتوقع أن تعاد الجثامين -بعد إلقاء ذويها النظرة الأخيرة عليها- إلى مستشفى كرايست تشيرتش، حيث ستبقى هناك حتى يتم ترتيب جنازة جماعية.
ويقول بعض ممثلي الجالية المسلمة في نيوزيلندا إنه قد يتم يوم الجمعة المقبل إقامة جنازة مهيبة لضحايا المجزرة.
وصباحا تجمع مئات المشيعين في مقبرة قرب مسجد لينوود لدفن اللاجئ السوري خالد مصطفى (44 عاما) وابنه حمزة (15 عاما) اللذين استشهدا في مسجد النور.
وكان مصطفى قد لجأ مع عائلته إلى نيوزيلندا العام الماضي هربا من النزاع في سوريا قبل أن يتحول أملهم بحياة آمنة إلى مأساة.
وفي حديثها عن المأساة التي تعيشها عائلة مصطفى قالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية “أعجز عن التعبير عن مدى شعوري بالإحباط لقدوم عائلة إلى هنا طلبا للجوء ولملاذ آمن”، مضيفة “كان يجب أن يكونوا آمنين هنا”.
وكان حمزة اتصل عند بدء الاعتداء مذعورا بوالدته التي قالت لموقع إعلامي إلكتروني نيوزيلندي “ثم سمعت إطلاق نار وصراخه وبعدها لم أسمع صوته مجددا”.
ولخالد زوجة وابنة وابن يدعى زيد يبلغ 13 عاما جرح في الاعتداء.. وفي مشهد مؤثر رفع زيد جالسا على كرسي نقال يديه لأداء الصلاة على روح والده وشقيقه محاطا بحشد من المشيعين.
من جانب آخر، تتواصل مشاعر الحزن على الضحايا والتضامن مع ذويهم، ويواصل عشرات من المتضامنين التوافد على محيط مسجد النور أحد المسجدين اللذين تعرضا للهجوم الإرهابي، ويضع الزائرون باقات الزهور ولافتات تعبر عن رفضهم للحادث الإجرامي قرب المستشفى الذي يعالج به المصابون.
ومعظم الضحايا مهاجرون أو لاجئون من دول اسلامية ..وتسعى أسر الضحايا للسفر إلى هناك من أجل حضور الجنازات، وقالت سلطات الهجرة النيوزيلندية إنها أصدرت 65 تأشيرة.