مكتبة قطر الوطنية تحتضن “الملتقى الرابع لجمعية المكتبات والمعلومات”

764 ‎مشاهدات Leave a comment
مكتبة قطر الوطنية تحتضن “الملتقى الرابع لجمعية المكتبات والمعلومات”

11

احتضنت مكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر، اليوم، الملتقى السنوي الرابع لجمعية المكتبات والمعلومات في قطر.

شارك في الملتقى، الذي تنظمه مكتبة قطر الوطنية بالتعاون مع جمعية المكتبات والمعلومات في قطر وكلية لندن الجامعية في قطر، اختصاصيو المكتبات والمعلومات، بعنوان “المكتبة المدرسية ودورها في تعزيز التعلم”، حيث تم مناقشة أهمية إدارة خدمات وممارسات المكتبات، وإسهاماتها في بناء اقتصاد المعرفة في قطر وقيادة التغيير في سياق عالم المكتبات والمعلومات.

وقالت الدكتورة سهير وسطاوي المديرة التنفيذية لمكتبة قطر الوطنية، في كلمة لها بالمناسبة، إن مكتبة قطر الوطنية تقود ركب تحقيق تغيير جوهري في دور المكتبات الوطنية وكيفية نهوضها بدورها وتفاعلها مع جمهورها من الرواد، منوهة بأنه خلال فترة طويلة من الزمن اقتصر دور المكتبات الوطنية على إدارة المجموعات الوطنية فحسب، الأمر الذي ترتب عليه إهمال الخدمات العامة وخدمات المستفيدين.. وأنه نتيجة لهذا التقصير كان دور المكتبات محدودا جدا، وكانت المكتبات الوطنية معزولة عن جمهورها العام الذي حرم بالتالي من الاستفادة من مصادرها التعليمية والثقافية القيمة.

وأضافت:” عندما فتحت المكتبة أبوابها للجمهور في نوفمبر 2017، وضعنا نصب أعيننا هدفا ساميا، وهو ألا يقتصر دورنا كمكتبة وطنية في الحفاظ على التراث الثقافي لدولة قطر فحسب، بل أن نسعى جاهدين كذلك لتوفير بيئة رحبة تلتقي فيها جميع فئات المجتمع في قطر للتعلم والتفاعل وتنمية المهارات.. وبهذه الطريقة، أعدنا صياغة دور المكتبة الوطنية، ليس فقط من أجل الحفاظ على تراث الأمة ونتاجها الفكري لأجيال المستقبل فحسب، بل من أجل أن تنهض بدور حيوي مهم كمؤسسة ثقافية عامة”.. مؤكدة أن هذا الدور المحوري للمكتبة هو نتاج رؤية طموحة تتمثل في إحداث تغيير جذري في دور المكتبات عبر إخراجها من قالبها التقليدي إلى مفهوم آخر حديث ينبض بالحياة والتفاعل.

وشبهت وسطاوي دولة قطر بمجتمعها متعدد الجنسيات والثقافات بـ”خارطة مصغرة للعالم”، الأمر الذي يحتم على المكتبة أن تكون البوتقة التي تنصهر فيها تلك الثقافات المتعددة وتلتقي فيها كل أطياف المجتمع، وهو هدف عكفت المكتبة على تحقيقه منذ أن فتحت أبوابها للجمهور.

من جهتها، أبرزت السيدة فوزية الخاطر وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية بوزارة التعليم والتعليم العالي، أن المكتبة في القرن الحادي والعشرين لم تعد مقتصرة على تسميتها المحتوية على مجموعة من الكتب الثقافية والتخصصية المطبوعة التي ترفد عملية التعليم، بل تحولت إلى عمق ذلك التطور بدءا من تسميتها فتحولت من المكتبة المدرسية إلى “مركز مصادر التعلم” الذي يعهد إليه كل جديد في مجال نقل المعلومات وتنوع مصادرها، فأصبحت هذه المراكز توفر بيئة تعليمية تعلُّمية، تضع بين يدي الطالب مصادر التعلم المتنوعة والمتعددة، وتعزز لديه مهارات البحث والاستقصاء والاستكشاف، وتمكنه من التعامل مع المصادر المختلفة.

وأكدت على الدور الكبير الذي تقوم به مراكز مصادر التعلم، حيث إن وزارة التعليم والتعليم العالي أولت متابعتها وتطويرها أهمية كبرى ودعما كبيرا، فعملت على إنشاء قسم مصادر التعلم، وأسندت إليه مهمة العمل على تطوير المكتبات المدرسية، والانتقال بها إلى ما يتوافق مع مضمون المسمى المعاصر: “مراكز مصادر التعلم” وتفعيل دورها الأكاديمي، وتوفير كل ما له صلةٌ بهذا التفعيل، من تأمين احتياجاتها من المصادر الداعمة، وتعيين الكوادر المتخصصة من ذوي الخبرة والكفاءة، منوهة في الآن ذاته، إلى أن الوزارة، دأبت على التعاون مع مؤسسات المجتمع المحلية والعالمية مثل مكتبة قطر الوطنية والاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المعلومات والمكتبات “الإفلا”، حرصا منها على تبادل المعلومات في كل ما يمكن أن يطور المكتبة المدرسية لتقدم أكمل الفوائد وأجلها.

بدورها، قالت عبير الكواري عضو مؤسس في جمعية المكتبات والمعلومات في قطر ومديرة شؤون خدمات البحوث والتعلم بمكتبة قطر الوطنية، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، إن رسالة الجمعية وهدفها منذ التأسيس، هو الاهتمام باختصاصيي المكتبات.. مشيرة إلى أن الملتقى هو فرصة لتجمعهم وتبادل المعلومات والآراء من أجل التطوير.

وأوضحت أن شريحة اختصاصيي مصادر التعلم (المكتبات المدرسية) هي الأكبر من اختصاصيي المكتبات في الدولة، “ومن هنا جاء التركيز خلال الملتقى على دور المكتبات المدرسية في تعزيز التعلم، حيث تم تلقي العديد من العروض، تم انتقاء ستّة منها لعرضها بالإضافة إلى “الملصقات” لعرض الخبرات على الجمهور في مجال مصادر التعلم”.

وحول تعاون الجمعية مع (الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات “الإفلا”)، أبرزت أن الجمعية اشتركت من قبل في الاتحاد الدولي للمكتبات وتم ترشيح أحد الأعضاء المؤسسين من أجل تمثيل الجمعية في أهم لجنة في “الإفلا” وهي لجنة إدارة جمعيات المكتبات نظرا لدورها الريادي، فضلا عن المشاركة في إعداد مشروع خارطة العالم للمكتبات، حيث إن دولة قطر من أوائل الدول العربية المذكور اسمها في هذه الخارطة.

يشار إلى أن الملتقى شهد عدة مداخلات، حيث قدم الدكتور سلطان الديحاني رئيس قسم المعلومات بجامعة الكويت، عرضا حول “دور المكتبة المدرسية في تعزيز المواطنة الرقمية”.

وخلال الجلسة الأولى، تحدث السيد محمد حلمي اختصاصي معلومات بمدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا عن “دور مركز مصادر التعلم في ضوء المتطلبات التربوية لمجتمع المعرفة”.

بينما تطرق السيد جيمز تونر رئيس المكتبات بمدرسة الدوحة البريطانية عن “التدويل في المكتبة المدرسية: ما هو وكيف ندعمه”.. في حين تطرقت السيدة مرام المحمود من مكتبة قطر الوطنية إلى “إثراء العقول الشابة وتنمية الإبداع في مكتبة قطر الوطنية”.

أما موضوع “كلية لندن الجامعية قطر ـ مشروع صناع التغيير” التعلم الجماعي القائم على الممارسة من خلال تقييم المكتبات المدرسية في قطر ودعمها”، فقدمه كل من أسماء المعاضيد، ومحمود الحاج ومحمود محمود.

أما الجلسة المسائية (الثانية)، فكانت نقاشية بعنوان “المفاهيم المعاصرة للمهنية” وشارك فيها البروفيسور جوديث برودي ـ بريستون، أستاذ زائر بجامعة أبيريستويث وكلية لندن الجامعية ـ قطر ومدير معهد التطوير المهني بجامعة أبيريستويث، والسيد أيوب خان رئيس المكتبات والخدمات المباشرة في مجلس مقاطعة وورويكشاير والأستاذة سامية الشيبة، مديرة مكتبة جامعة قطر ثم السيد باتريس لاندري، كبير اختصاصيي المكتبة ونائب المدير التنفيذي بمكتبة قطر الوطنية.

تجدر الإشارة إلى أن الملتقى الثالث لاختصاصيي المكتبات والمعلومات عقد حول موضوع :” المكتبات في قطر: دورها نحو دعم رؤية قطر الوطنية 2030″.