15
وشددت الدوحة وموسكو، على توافقهما حول العديد من القضايا الإقليمية والعالمية، خاصة فيما يتعلق بضرورة الحوار لحل أي أزمة قائمة، وذلك من خلال المساعي السياسية والدبلوماسية.
وقال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، في مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم مع سعادة السيد سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، إنه أجرى مباحثات بناءة مع الوزير الروسي تناولت كافة القضايا الإقليمية والدولية، وإن هناك رؤية مشتركة لحل الأزمات بالطرق السلمية وعن طريق الحوار.
وأضاف أن المحادثات مع الجانب الروسي تناولت تبادل وجهات النظر حول التطورات المحرزة سواء كان في الحل السياسي أو على الميدان فيما يتعلق بالأزمة السورية، حيث تم التأكيد على موقف دولة قطر الثابت بأن الحل السياسي الذي يتوافق عليه الشعب السوري هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة السورية.
وأشار سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إلى أن المناقشات تطرقت أيضا إلى ليبيا وضرورة إحلال الأمن هناك بشكل عاجل، وأن تكون هناك حكومة واحدة وجيش واحد، لافتا الى أن الجانبين القطري والروسي اتفقا على دعم اتفاق “الصخيرات” ومخرجاته واستكمال دعم دولة قطر لحكومة الوفاق الوطني الناتجة عن هذا الاتفاق.
وقال سعادته إنه تم كذلك تبادل وجهات النظر حيال القضية الفلسطينية وعملية السلام، والجهود المشتركة لإنهاء الانقسام بين القوى الفلسطينية، حيث تم التأكيد على أهمية إنهاء هذا الانقسام والسعي في مصالحة بين كافة القوى الفلسطينية.
وحول مستجدات الأزمة الخليجية، أوضح سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أنه لا توجد أي تحركات جديدة بخصوص الأزمة سوى تلك الجهود التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، وذلك في إطار الجهود لعقد حوار.. إلى جانب الجهود الأمريكية الساعية لوضع حد للأزمة وإنهائها.
وشدد على أنه لا توجد أي خطوات عملية في الأزمة أو أي تغيرات تثبت أن هناك تغيرا في النهج والسلوك الذي تتبعه دول الحصار منذ بدء الأزمة، حيث ما زال الخطاب الصادر عنها والمنهجية المتبعة هي نفسها منذ بداية الأزمة.
وأكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن دولة قطر تكرر موقفها الذي أعلنته منذ البداية وهو جاهزيتها للحوار إذا كانت دول الحصار جاهزة للدخول في حوار إيجابي عقلاني وبناء، لافتا الى أن استمرار نفس المنهجية والسياسة مؤشرات لا تدعو لأي حل.
وأشار إلى أن المحادثات مع الوزير الروسي تناولت الأزمة الخليجية وتداعياتها على قضايا الأمن الاقليمي في المنطقة، وكيف أن هذه التداعيات بدأت تصل إلى قضايا أخرى تهمنا وتهم الشرق الأوسط.
وفي رده على سؤال بشأن تحفظ دولة قطر على عودة سوريا للجامعة العربية، أوضح سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن أسباب تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية مازالت قائمة، ولم يحدث أي جديد لتغيير هذا القرار “ونحن ملتزمون بأن يكون هناك حل سياسي في سوريا يقبله الشعب السوري بحيث يكون مقعد سوريا لقيادة سياسية تمثل الشعب السوري كافة”.
وبخصوص ما تم تداوله حول مساعي قطر لعقد صفقة عسكرية مع روسيا لشراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي (اس 400 ) ومعارضة بعض الدول مثل السعودية لهذه الصفقة.. قال سعادته، “إن مثل هذه الصفقات هي قرار سيادي لدولة قطر ولا شأن للسعودية أو اي بلد آخر بمثل هذه الأمور”.
وأوضح أن هناك مناقشات مع روسيا لاقتناء معدات عسكرية مختلفة وليس هناك اتفاق حاليا بشكل نهائي لاقتناء أنظمة الدفاع اس 400، مشيرا إلى أن هناك لجنة فنية تدرس الخيارات المتاحة التي يمكن أن تحقق الفائدة للطرفين من أي اتفاق يتم التوصل اليه، وأن الفريق الفني القطري يدرس احتياجات قطر من المعدات العسكرية من روسيا وذلك بناء على اتفاق بين الطرفين في هذا الجانب.
وحول المحادثات التي تجري بين حركة “طالبان” والولايات المتحدة الأمريكية في الدوحة، قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية “يجب أن نكون متفائلين بخصوص هذه المحادثات وذلك انطلاقا من رغبتنا في تحقيق السلام في أفغانستان، وهي رغبة يطمح إليها الجميع”، مشددا على أن السلام لا يكون بالقوة بل يكون بالتحاور والتفاهم.
من جهته، قال سعادة السيد سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، إن لقاءه مع سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية تناول الأوضاع في سوريا وليبيا، وقد أكد الطرفان على ضرورة تهدئة الاوضاع وفق القرارات والقوانين الدولية.
وتابع “ناقشنا كذلك القضية الفلسطينية وعملية السلام، حيث اتفقنا على ضرورة الحل وفق التوافق الدولي، بجانب نقاشنا للأزمة الخليجية وضرورة التهدئة، أخذا بالمبادرة الروسية حول الأمن المشترك في المنطقة”.
وأشاد وزير الخارجية الروسي بعمق العلاقة التي تجمع قطر ببلاده.. مشددا على أهمية العلاقة بين جهاز قطر للاستثمار والصندوق الروسي للاستثمار في قطاع النفط والغاز، مؤكداً حرص القطاع الخاص الروسي على الاستثمار في هذا المجال، بالنظر إلى استعداد قطر لاستضافة مونديال 2022، ودور الخبرة الروسية في تنظيم مثل هذه الاحداث الرياضية الضخمة واستعدادها للمشاركة في مثل هذه الاحداث.
وردا على سؤال حول ما تردد عن زيارة متوقعه للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدولة قطر، أوضح سعادة السيد سيرغي لافروف أن الرئيس بوتين لبى الدعوة لزيارة دولة قطر في إطار جولة خليجية.. مبيناً أن توقيت الزيارة سيتم تحديده لاحقاً.
وحول التعاون بين الجانبين في مجال التعاون الفني والعسكري، أوضح سعادة وزير الخارجية الروسي أنه تم التوقيع على اتفاق بين الجانبين منذ قرابة سنة ونصف السنة، مؤكداً تمسك الطرفين بهذا الاتفاق، و”في حال تقدم دولة قطر لطلب الحصول على منظومة دفاعية ستتم دراسة الموضوع وفق هذا الاتفاق”.
وردا على سؤال حول تشكيل لجنة عمل جديدة لإيجاد حل للأزمة السورية، أشار سعادة السيد سيرغي لافروف إلى أن هناك عدداً من الآليات مثل مجموعة الدعم الدولية لسوريا ومجموعة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية.. مبينا أن العديد من الجهود الدولية تبذل على هذا الصعيد، وأنه لا حاجة لآلية جديدة.
وحول زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي لموسكو، أوضح سعادة السيد سيرغي لافروف، أن الزيارة ناقشت عملية السلام في الشرق الاوسط، إذ “أكد الرئيس بوتين على الموقف الروسي لتجاوز العقبات نحو التسوية”.
كما أشار إلى دعوة روسيا للطرفين لحوار تستضيفه موسكو دون شروط، و”قد وافق نتنياهو والرئيس محمود عباس مبدئياً على الاقتراح وهو مطروح أمامهما”، مبيناً أن روسيا تعتقد أنه لن يكون هناك تقدم في عملية السلام دون حوار.
وحول الوضع في أفغانستان، أوضح السيد لافروف أن روسيا تتابع الوضع هناك، كما أنها تبذل جهدا لإطلاق عملية مصالحة سياسية في هذا البلد، وقال “اتهمنا سابقاً بالتواصل مع طالبان، والآن هناك تواصل روسي أمريكي بخصوص هذا الملف ولا داعي للتنافس الدولي، فنحن جيران مع أفغانستان ولابد من الوصول لحل سلمي للأزمة”.
وفيما يتعلق بالأزمة الفنزويلية، أكد وزير الخارجية الروسي على دعم بلاده للشعب الفنزويلي، داعياً الولايات المتحدة الأمريكية الى التوقف عن سياسة التهديد، والالتزام بسيادة واستقرار الدول وفق ميثاق الأمم المتحدة.