من الصعب العيش مع شريك حياة (زوج/زوجة) أصبح دائم العصبية والغضب، ويفقد ثقته بنفسه بشكل مستمر، وأحيانا يلعب دور الضحية، لأن ذلك يسبب لنا إحساسا مزعجا بالذنب، وقد يدفع الشريك إلى مغادرة المنزل.
وبسبب هيمنة التوتر على حياة الشريكين وتوالي النزاعات، تُصبح الأجواء العائلية مشحونة شيئا فشيئا. ولكن، تختفي وراء هذه السلوكيات مشاكل لم نلحظ وجودها حتما. وفي حالات أخرى، تبدو هذه المشاكل واضحة باعتبار أنها حدثت في إطار الحياة المشتركة.
وتحدثت الكاتبة جاستين دومبيير، في تقرير نشره موقع قناة “كانال في” الكندية، عن كيفية تقديم الدعم للزوج (أو الزوجة) دون أن يُؤثر ذلك على استقرار العلاقة، لمساعدته على تجاوز المحن التي قد يمرّ بها. كما تطرقت الكاتبة إلى التصرفات التي يجب اتباعها وتلك التي ينبغي تجنبها في مثل هذه المواقف.
مشاكل العمل يمكن أن تجعل شريك الحياة يشعر بالقلق الشديد وقد يصاب باكتئاب حاد (بيكسلز) |
وتتباين المشاكل التي تواجه الشريكين، فمنها المرتبط بالعمل مثل سوء التفاهم مع الزملاء والتعرض لتخفيض في الراتب، أو عدم الشعور بالأمان الوظيفي والقلق من شبح البطالة وما يتبعه من مصاعب مالية قد تعقد الحياة الأسرية.
كما قد يتعرض الشريك إلى مشاكل وضغوط اجتماعية مثل فقدان أحد أفراد الأسرة، أو اكتشاف الإصابة بمرض خطير، أو مواجهة مشاكل في الإنجاب، أو التعرض لمتاعب في التواصل مع الأطفال.
تقديم الدعم
ويمكن لكل هذه المواقف أن تجعل شريك الحياة يشعر بالقلق الشديد، وقد يصاب باكتئاب حاد. وستُصيبنا معرفتنا بأن شريك الحياة يواجه إحدى هذه المحن بالضيق. ولكن يجب علينا ألا نستسلم، لأن شريكنا يحتاج إلى دعمنا في هذا الظرف الذي يُعاني فيه جسديا ونفسيا.
ومع ذلك، يمكن لمثل هذه المواقف أن تؤثر سلبا على الطرف الآخر، الذي يتعين عليه الاختيار بين اليأس أو الموافقة على مواجهة ما تحمله له الحياة.
يجب علينا ألا نستسلم لأن شريكنا يحتاج إلى دعمنا في هذا الظرف الذي يعاني فيه جسديا ونفسيا (بيكسلز) |
في كثير من الأحيان، يخفي زوجك عنك الهموم التي تُقض مضجعه، فيصبح قليل الكلام وينعزل عن العالم. لذلك من الضروري تخصيص بعض الوقت له حتى يتأكد من أنه يعني لك الكثير وأنك منشغلة بمحنته. وفي الحقيقة، لن يكون دخولك في صلب الموضوع أو توجيه الأسئلة له أو مضايقته أمرا مجديا بالضرورة.
لذلك، اختاري أوقات صمت وسلام ستُحفزه على مسايرتك. فعلى سبيل المثال، اخرجا من المنزل وتنزها معا، لأن المبادرات البسيطة واللطيفة ستدفعه إلى الحديث عما يُزعجه.
الإصغاء دون التدخل
حين يقرر شريكك الخوض فيما يضايقه، قد يحملك مسؤولية إحباطه، فدعيه يعبر عن غضبه. وتُعتبر هذه اللحظة صعبة لأن هذا الموقف سيختبر صبرك، وسيتوجب عليك أيضا الإصغاء إلى حديثه دون التدخل الفوري. ولن يدوم الغضب إلا لوقت قصير، إذا عبّرنا عنه بشكل صريح ودون عقبات.
قول الحقيقة
وفي هذه اللحظة يكون الوقت قد حان لتتحدثي بصدق عن مشاغلك، دون التقليل من شأنه عبر الاستخفاف بمشاكله. قولي الحقيقة، بطريقة غير عدوانية تجعله يتعاطف معك. وليشعر الشريك بقيمته لاستعادة ثقته بنفسه وتقديره لذاته، ينبغي أن يسلط الطرف الآخر الضوء على خصاله وميزاته ونجاحاته ومواهبه. وبذلك سيستعيدان روابط التكامل التي كانت تجمعهما.
إذا حافظ شريكك على عناده وصمته رغم جهود التقارب والمصالحة التي بذلتها، فلا تدمري نفسيتك بلعب دور الضحية (بيكسلز) |
حلول أخرى
إذا حافظ شريكك على عناده وصمته، رغم جهود التقارب والمصالحة التي بذلتها، فلا تدمري نفسيتك بلعب دور الضحية. لن يكون بإمكانك حل مشاكله عوضا عنه، ولكن يجب أن يدعم بعضكما الآخر. خصصي بعض الوقت لنفسك من أجل حماية صحتك، مثل الذهاب لقاعة السينما أو ممارسة الرياضة وإنشاء علاقات صداقة، فمن المهم لك أيضا أن تُحافظي على توازنك.
العلاج الزوجي
إذا كنت تشعرين بأن هذه الظروف ستُؤدي إلى توتر أجواء الأسرة، أو سيكون لها تأثير أسوأ، فإنه يمكنك القيام بأمور عدة أخرى، مثل الانخراط في جمعيات أو مجموعات الدعم. ويمكن أيضا أن تقترحي على زوجك تلقي علاج نفسي مهني أو خططي للقيام بالعلاج العائلي أو الزوجي. فطالما أن علاقة الحب لا تزال تربطكما، سيظل كل شيء ممكنا. ولن تذهب جهودك من أجل حل مشكلة، تبدو دون حل، سدى.
المصدر : مواقع إلكترونية