
انطلقت شرارة الاحتجاجات في السودان من مدينتي بورتسودان شرق البلاد وعطبره شماله يوم الأربعاء 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري وتوسعت في الأيام التالية لتصل العاصمة الخرطوم وولايات أخرى.
وشمل التحرك مواطنين وشرائح من المجتمع ضمت طلاب الجامعات والنقابات المهنية، وارتفع سقف المطالب من الاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية المتردية وتوفير الخبز الذي تضاعف ثمنه إلى تقديم عريضة من تجمع المهنيين تطالب برحيل الرئيس عمر حسن البشير عن السلطة، في بلد يعاني 46% من سكانه من الفقر، وفق تقرير أصدرته الأمم المتحدة سنة 2016.
أزمة الخبز في السودان بدأت قبل أسابيع من تفجر الاحتجاجات |
قبل أيام من تفجر الاحتجاجات ضاعفت الحكومة السودانية سعر رغيف الخبز بما بين 3 و5 جنيهات سودانية بعد أن كان بجنيه واحد فقط.
طوابير الخبز زادت من معاناة المواطن السوداني |
ودفع رفع الأسعار وعدم توفر الخبز بالكميات الكافية المواطنين إلى الوقوف في طوابير أمام المخابز. حيث رفضت المخابز في الخرطوم بحري أن تبيع لكل فرد أكثر من 20 قطعة خبز زنة 70 غراما للقطعة، في ظل تذمر المواطنين.
قبل الخبز بدأ التذمر مع طوابير الانتظار في محطات الوقود |
وكأن هذا التطور مع رفع أسعار الوقود قبلها وطوابير السيارات أمام محطات الوقود كانت الفتيل الذي فجر غضب الشارع السوداني من الصعوبات الاقتصادية المتزايد مع بلوغ نسبة التضخم نحو 70% وتراجع سعر الجنيه السوداني مقابل الدولار الأميركي وسائر العملات الأجنبية، حيث يبلغ سعر الدولار رسميا 47.5 جنيها وفي السوق الموازية 60 جنيها.
حرق مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في عطبرة |
يوم 19 ديسمبر/كانون الأول انطلقت شرارة الاحتجاجات من عطبرة وبورتسودان وأحرق المتظاهرون الغاضبون من ارتفاع الأسعار في عطبرة مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وتزامنت المظاهرات الغاضبة مع عودة زعيم حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي إلى البلاد في اليوم نفسه.
في اليوم التالي توسعت المظاهرات لتشمل العاصمة الخرطوم ومدنا في ولايات سودانية أخرى حيث ازداد الغضب مع سقوط ضحايا جراء تصدي قوات الأمن للمحتجين.
وقد انضم إلى المتظاهرين في الخرطوم ومناطق أخرى طلاب الجامعات مما دفع بعض الجامعات لتعليق الدراسة في محاولة للسيطرة على الاحتجاجات.
وشهد اليوم الثالث (الجمعة) استمرار المظاهرات رغم التأهب والانتشار الأمني في العاصمة الخرطوم فقد شهدت أحياء ود نوباوي والواحة في أم درمان، وجبرة والصحافة وبري والرميلة وضاحية الكلاكلة في الخرطوم، وضاحية الحاج يوسف وسوق ستة بشرق النيل والحلفايا بالخرطوم بحري، احتجاجات محدودة تعاملت معها قوات مكافحة الشغب بعد صلاة الجمعة.
أما زعيم حزب الأمة الصادق المهدي الذي عاد للبلاد مع اشتعال الاحتجاجات فطالب بنظام جديد وأعلن مقتل 22 شخصا خلال المظاهرات.
ودعا المهدي إلى “تسيير موكب جامع تشترك فيه كل القوى السياسية والمدنية بأعلى ممثليها لتقديم مذكرة للرئاسة تقدم البديل”، مضيفا “إذا النظام تجاوب فكان بها، وإذا رفض فعليه أن يواجه غضبة الشعب وسندعو إلى إضراب عام وبقية سيناريو الانتفاضة”.
سوداني يحمل كيس دقيق بعد تجريد مخازن ديوان الزكاة إثر احتجاجات صباح السبت |
ولم تقتصر الخسائر في اليوم الرابع للاحتجاجات على حرق مقار حزب المؤتمر الوطني الحاكم بل أيضا مخازن ديوان الزكاة، حيث أخلي من أكياس الدقيق.
وقد توسعت المظاهرات في اليوم الخامس لتشمل مناطق جديدة في دارفور بغرب السودان رغم هدوئها في العاصمة الخرطوم، بينما تحدثت السلطات عن ضبط ما سمتها مجموعات تخريبية ووجهت اتهامات لحركة متمردة في دارفور بالضلوع ببعض الهجمات.

المصدر : الجزيرة