قائد خطة غزو قطر يفضح مؤامرة أبوظبي والسعودية والبحرين

660 ‎مشاهدات Leave a comment
قائد خطة غزو قطر يفضح مؤامرة أبوظبي والسعودية والبحرين
كشف الضابط الفرنسي السابق، بول باريل، تفاصيل عملية التخطيط لغزو قطر عسكرياً، التي كان يقودها بدعم مباشر من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، وذلك عقب فشل انقلاب عام 1996، موضحاً أدوار الدول الداعمة لتلك العملية، ودور الرئيس الفرنسي جاك شيراك -آنذاك- في عرقلتها. وفي مقابلة حصرية لبرنامج «ما خفي أعظم» التحقيقي، الذي بُثّ على قناة «الجزيرة» مساء أمس الأحد، قال باريل -الذي أسس شركة خاصة من الجنود السابقين تتقاضى أموالاً مقابل عمليات عسكرية- إن دوره في عمليات سابقة في عدد من الدول حول العالم، ومنها مشاركته في عملية إنهاء سيطرة جهيمان العتيبي على المسجد الحرام عام 1979، كان وراء اختياره لقيادة محاولة غزو قطر من قِبل الإمارات والسعودية.
يقول تامر المسحال -مقدّم البرنامج الذي حملت اسم حلقته «باريل.. كشف القناع»- إنه خلال عمله في مارس 2018 على فيلم «قطر 96» الذي ناقش محاولة الانقلاب الفاشلة، ظهر اسم «باريل» أمامه بصفته أحد المشاركين في التحضير لعملية الغزو وملفات أخرى بالغة الخطورة حول العالم، وأنه بعد محاولات لأشهر بحثاً عن تلك الشخصية الفرنسية الغامضة، أوصلته الخيوط إليه بعد واقعة محاصرة القوات الفرنسية منزله التي انتهت دون معرفة مصيره.
ويتحدث باريل، في المقابلة التي جرت في الجنوب الفرنسي، عن زيارته للإمارات ولقائه الشيخ زايد بن خليفة رئيس دولة الإمارات -حينذاك- الذي حاول استخدام شركته الخاصة للمرتزقة في تنفيذ عملية الغزو؛ موضحاً أن الإمارات والسعودية عرضتا عليه 100 مليون دولار مقابل العملية، ودفعت ثمن الأسلحة التي جُلبت من مصر. وبعدها، جلب باريل 40 شخصاً -معظمهم فرنسيون كانوا يعملون في الوحدات الخاصة الفرنسية- إلى الإمارات، التي استضافتهم في البداية بقاعدة عسكرية، موضحاً أن العملية تمت دون علم السلطات الفرنسية، وأنه استخدم معارفه في نقل أسلحة من فرنسا إلى أبوظبي دون المرور عبر مناطق التفتيش في مطار شارل ديجول.
بعد ذلك، اختار بول باريل فندق «إنتركونتننتال» بالعاصمة أبوظبي مقراً للعملية وتخزين السلاح، وقد نشر برنامج «ما خفي أعظم» صوراً لتجهيزات فريق الغزو للعملية.
ويقول باريل إنه تم تخزين قرابة 20 طناً من الأسلحة، في الطابق العلوي وبقاعة المؤتمرات بالفندق.
بعدها احتاج باريل إلى إجراء عملية استطلاع سرية داخل قطر، قال عنها: «كان علينا أن نعرف ما يحدث في الدوحة، وأنا شخصياً من نفّذ مهمة استطلاع هناك، استغرقت 3 ساعات ونصف عبر قارب سريع للوصول من أبوظبي إلى ميناء الدوحة، وكانت هناك عملية استطلاع أخرى يقوم بها فريق في الرياض».
وأضاف: «كان هدفنا رصد النقاط المهمة من دوريات ونقاط عسكرية، وكان هناك دوريات من الشرطة في الدوحة بشكل مستمر، لم يكونوا يتوقعوا حدوث إنزال عسكري، وحرصنا على ألا نثير انتباه السلطات». وتابع: «عملنا بسرية، وأحب العمل وحدي لأنه يساعدني في حرية التحرك، فأتصرف كعامة الناس»، مشيراً إلى أنه استخدم كاميراتين سريتين للصور وللفيديو.
ونشر البرنامج الاستقصائي عدداً من تلك الصور التي التُقطت من داخل سيارة استُخدمت في عملية الاستطلاع.
وعن المناطق التي صوّرها، قال باريل: «صوّرنا الشيراتون ومنطقة بطريق الشمال مكاناً لهبوط الطائرات، وكان بحوزتنا خرائط تحمل نقاطاً سرية وسفارات لدول مختلفة».
وحول سبب تصوير تلك المناطق، قال: «قمنا بتصوير هذه المواقع لأنها بها شخصيات خطيرة يجب التخلص منها».
الدعم الإماراتي
وأوضح زعيم المرتزقة الفرنسي، أن الإمارات منحته من أجل العملية جوازات سفر سلمها له الشيخ محمد بن زايد -الذي كان يشغل حينها منصب رئيس الأركان- وأصدرت تلك الجوازات بصلاحية 5 سنوات، مشيراً إلى أن الشيخ محمد كان يحضر الاجتماعات برفقة والده وشقيقه خليفة «وكان يسألني عن العملية، ومتى سنهاجم، واستعجلني في الإسراع بالتنفيذ».
الدور البحريني
وعن الدور البحريني في دعم العملية، قال الضابط الفرنسي السابق، إنه حصل على جوازات سفر له ولفريقه بأسماء بحرينية، إضافة إلى رخص إقامة وقيادة لهم، موضحاً أن البحرين كان بها غرفة عمليات، بها أجهزة تجسس على الاتصالات في قطر، بلغت تكلفتها 300 ألف دولار. وأضاف أن «البحرين كانت قاعدة مهمة، كان لدينا هناك فيلل ومعدات عسكرية، وساعدتنا في عمليات الاستطلاع لقربها من قطر، وكانت هناك قوات تستعد في البحرين للانطلاق معنا». واستكمالاً لعمليات التجسس في البحرين، جند باريل -حسب قوله- شخصيات على الأرض في الدوحة، قائلاً: «كان لدي جواسيسي الخاصة هناك، بعضهم من الفرنسيين، وآخرون من جاليات أجنبية، ولم يكونوا مسلحين لكن يمدوننا بالمعلومات».
الدور السعودي
وبشأن السعودية، أكد باريل، أنه كان على اتصال بقائد الجيش السعودي وقائد القوات البحرية خلال فترة العملية، حيث كان السعوديون حريصين على أن تتم عملية الاتصال بشكل غير مباشر، حتى لا يتم كشف أمرهم من قبل المخابرات الأميركية. وأشار إلى أنهم كانوا يقدمون له الاحتياجات اللازمة، وأنه أجرى اتصالات مع رئيس المخابرات السعودية آنذاك تركي الفيصل الذي كان يسأله بشكل مستمر عن موعد اقتحام الدوحة.
ورأى باريل أن السعوديين كان هدفهم «جعل قطر المحافظة الـ 14 الخاضعة لهم».
لم يخفِ باريل قلقه من انكشاف أمر العملية من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وكان يتساءل دوماً: «هل هم على علم؟ هل يستركوننا نتحرك؟».
الدور المصري
وحاولت مصر دعم التحرك الجديد بعد فشل انقلاب 1996، واشترت الدول الداعمة لعملية الغزو العسكري، أسلحة من القاهرة، بلغ وزنها قرابة الـ 30 طناً، وقاد باريل عملية نقلها إلى أبوظبي، وتم إنزال بعضها في البحرين.
وأكد باريل أن فريقه حصل على دعم من رؤساء دول السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر، إضافة إلى رؤساء المخابرات فيها. وقال قائد العملية إن عدد القوات كان قرابة 3 آلاف مقاتل؛ 1500 من السعودية، وحوالي 400 آخرين من الإمارات، إضافة إلى رجال داخل قطر.
ونشر البرنامج صوراً لعمليات التدريب، وتظهر فيها أسلحة حديثة، حسب باريل الذي قال إنهم كانوا يتدربون في صحراء الإمارات. كما سافر باريل إلى تشاد، ونجح في جلب 3000 عسكري سُرّحوا من الجيش بتوافق مع الرئيس التشادي إدريس دبي، مقابل مبلغ 20 مليون دولار، للمشاركة في عملية الهجوم على قطر.
وكشف أن عملية الإعداد للهجوم تكلفت في مجملها حوالي 100 مليون دولار.
قال باريل إنه كان مخططاً للعملية أن تبدأ بإنزال جوي مفاجئ على طريق الشمال لقوات مرتزقة، يتبعها دخول بري وبحري للقوات المشاركة من الدول الداعمة للعملية. موضحاً أن الطائرات التي كانت ستهبط على طريق الشمال، محمّلة بالمقاتلين القادمين من تشاد.
وأضاف أنه كانت هناك قوات سعودية ستدخل عبر الحدود، وستلتقي جميعها أمام منزل الأمير من أجل السيطرة على الحكم، حيث كان هناك أشخاص في الداخل يرشدون. مؤكداً أن العملية لو وقعت كانت ستحدث «مجزرة حقيقية».
وقف العملية
وفي اتصال مفاجئ من باريس لم يكن متوقعاً من قبل باريل، تحدّث معه رئيس جهاز الاستخبارات السرية قائلاً إن شخصاً يريد التحدث معك.. كان الرئيس الفرنسي جاك شيراك، طالب ألا يرتكب أي «حماقة» هناك؛ الأمر الذي دفع باريل -وفق قوله- إلى إبطاء العملية؛ مما أغضب السعودية والإمارات.
وعن الأمر الذي أدى إلى وقف العملية، هو قرار الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني بالانسحاب وإيقاف العملية، بعدما أبلغه باريل أن حصيلة القتلى قد تصل إلى ألف شخص جرّاء الهجوم؛ الأمر الذي رد عليه قائلاً: «أوقف كل شيء.. إنها بلدي، إنهم أولادي».

بول باريل.. من ضابط فرنسي بارز إلى زعيم مرتزقة

من ضابط بارز في الشرطة الفرنسية إلى زعيم جماعات مرتزقة، هكذا تغير حال الفرنسي بول باريل، الذي قاد خطة غزو قطر عسكرياً بدعم مباشر من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بعد فشل محاولة الانقلاب على نظام الحكم بالدوحة في فبراير 1996. وعبر برنامج «ما خفي أعظم» الذي بثّته قناة «الجزيرة» مساء الأحد، كشف الضابط الفرنسي عن تفاصيل خطة الهجوم العسكري على قطر، الذي يُعد نقطة سوداء في المنطقة الخليجية.

لعب باريل الذي ولد في 13 أبريل 1946، دوراً كبيراً في وحدة «غينيغ» لضباط النخبة الفرنسية، كما شارك في تأسيس وحدة مكافحة الإرهاب بقصر الإليزيه، خلال أول فترة رئاسية لفرانسوا ميتران «1981-1988»، لكنه لم يكتفِ بموقعه الرسمي، فعمل قائد مرتزقة بعدة دول إفريقية وشرق أوسطية، حتى إن نفوذه وصل أميركا اللاتينية.
وقام باريل بدور كبير في الحرب الأهلية برواندا عبر شركاته الأمنية الخاصة، إذ قام بعقد صفقات سلاح وتوريد مجموعات مرتزقة، ولم تتم محاكمته بخصوصها.
وقاد باريل مجموعة من قوات النخبة الفرنسية التي جاءت بسرية إلى مكة بطلب من السعودية، للمشاركة في إنهاء سيطرة جهيمان العتيبي وأتباعه على المسجد الحرام في نوفمبر 1979.
وسبق وأن ذكر باريل في مقابلة تلفزيونية، أنه «عمل مستشاراً لعدد من الرؤساء في أميركا اللاتينية وإفريقيا، ودول عربية».
وذكر اسم باريل في كثير من الأحداث المثيرة، أبرزها قيادته لمجموعة من المرتزقة لإحداث انقلاب في قطر، وحالياً يبلغ من العمر 72 عاماً، ومصاب بسرطان الغدة الدرقية ومرض باركنسون، وقد غاب عن الساحة لفترة طويلة قبل أن يظهر في برنامج «ما خفي أعظم».;