ناشيونال إنترست: تزايد الصراع في العراق إزاء النفوذ الإيراني

469 ‎مشاهدات Leave a comment
ناشيونال إنترست: تزايد الصراع في العراق إزاء النفوذ الإيراني

تناولت الكاتبة جنيف عبده الشأن العراقي، وقالت إن الصراع في البلاد يعد مأساويا ومثيرا للاهتمام ويعكس تنافسا عميقا في أوساط الشيعة.

وتتحدث الكاتبة -وهي باحثة أميركية- عن دور المليشيات الشيعية المدعومة من إيران داخل العراق التي كان ينظر إليها من جانب العديد من العراقيين بأنها المنقذ، وأنها ساعدت البلاد على إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الإسلامية، وتشير إلى أن هذه المليشيات تلعب الآن دورا مختلفا.

وتوضح في مقالها بمجلة ذي ناشيونال إنترست الأميركية أن هذه المليشيات تتسبب الآن في زعزعة استقرار الحكومة العراقية الضعيفة والهشة وتسبب توترا إضافيا بين العراق والولايات المتحدة.

وتتحدث الكاتبة عما تسميها فسحة الأمل الصغيرة التي انبثقت في أعقاب التمكن من تشكيل حكومة عراقية في سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك بعد نحو خمسة أشهر من الجدل بعد الانتخابات الوطنية في مايو/أيار الماضي.

بعض العراقيين يتساءلون عن سر تحول الولايات المتحدة ضد مليشيات الحشد الشعبي المدعومة من إيران بعد أن ساهمت بإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة (رويترز)

الحشد الشعبي
غير أن الكاتبة تستدرك بالقول إن المليشيات المعروفة باسم الحشد الشعبي التي تعد سلاح إيران الرئيسي في العراق تتسبب في تحطيم هذه الوحدة الوطنية الضعيفة وتصبح قوة خلافية في بلد بدا الشهر الماضي متفائلا نحو المصالحة.

وتضيف الكاتبة أن حالة من الجمود تبرز في العراق بسبب الخلاف إزاء من يتسلم حقيبة وزارة الداخلية في البلاد، وذلك بوصفه سيكون المسؤول عن المليشيات.

وتضيف أن لدى الولايات المتحدة قضية مشتركة مع الفصائل الشيعية الأخرى المناهضة لإيران، وأنها تعتقد أن قمع المليشيات المدعومة من إيران يشكل أولوية.

وتشير الكاتبة إلى أن المليشيات المدعومة من طهران تعمل كجنود مشاة في حروب إيران بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وأن السياسيين والقادة المتحالفين مع إيران يرغبون في أن تصبح المليشيات العراقية بديلا للجيش العراقي.

أوامر إيرانية
وتوضح الكاتبة أن هذا الأمر من شأنه أن يسمح لجيش مستقل داخل العراق بتلقي الأوامر مباشرة من طهران، وأن هذا النموذج يشبه حال حزب الله في لبنان الذي تشكل بعد الثورة الإسلامية في 1979 “لتصدير” أيديولوجية إيران إلى المنطقة.

وتقول إن الولايات المتحدة أدركت بشكل واضح أن هذه المليشيات تعتبر قوة مزعزعة للاستقرار داخل العراق، الأمر الذي حدا بواشنطن في السنوات الأخيرة إلى محاولة الضغط على الحكومة العراقية من أجل إخضاع هذه المليشيات لسيطرة الدولة.

وتشير إلى أن رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي حاول الامتثال لمطلب الولايات المتحدة لكنه فشل. وتقول إن هذه المليشيات هي إلى حد كبير تحت السيطرة غير الرسمية للحرس الثوري الإيراني، وإنها تعتبر أداة قوية لإيران للحفاظ على قوتها وتوسيعها داخل العراق.

وتضيف أن المسؤولين الأميركيين السياسيين الأقوياء الذين عينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحاولون زيادة الضغط على هذه المليشيات، وذلك في إطار الحملة ضد التوسع الإيراني في الشرق الأوسط.

دعم المليشيات
وتشير إلى أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو والمبعوث الأميركي الخاص للشأن الإيراني بريان هوك يطالبان طهران بالتوقف عن دعم المليشيات في كل من لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن.

وتضيف أن الإدارة الأميركية تركز في حملتها المناهضة لطهران على انتشار الصواريخ البالستية الإيرانية بالمنطقة.

وتقول إن واشنطن تولي أهمية كبيرة للسيطرة على المليشيات، خاصة في أعقاب تزويد إيران هذه المليشيات بصواريخ بالستية.

وتستدرك الكاتبة بأن بعض العراقيين لا يدعمون هذه الخطوة، موضحة أنهم يعتقدون أن المليشيات تعتبر مفيدة للأمن، وأنهم يتساءلون: لماذا تقف الولايات المتحدة الآن ضد هذه المليشيات التي كانت تقاتل ضد تنظيم الدولة؟

وتختتم الكاتبة بأن العديد من القادة العراقيين يريدون دولة أكثر سيادة، وأنهم يرون أن الطريقة الوحيدة للتحرك نحو هذا الهدف هي عبر تهميش الموالين لإيران.

المصدر : ناشونال إنترست,الجزيرة