هناك العديد من العواقب للجلوس لمدة طويلة على جسم الإنسان وصحته العقلية، مع أنها قد لا تبدو واضحة للعيان، ويمكن تحديد عشر مشاكل صحية تنجم عنها وتدفعنا إلى النهوض عن الكرسي ومحاولة بذل نشاط أكبر خلال اليوم.
فإذا كان لديك وظيفة مكتبية تتطلب الجلوس لمدة تتجاوز ثماني ساعات يوميا، فيجب عليك اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتلافي الآثار الناجمة عن إطالة الجلوس.
ونقدم لك عشر مشاكل صحية للجلوس ثماني ساعات، وفقا لموقع “برايت سايد” الأميركي:
1- مشاكل على مستوى الأداء الجنسي
يكون الرجال الذين يعيشون وفق نمط حياة لا يتضمن نشاطا كبيرا، عرضة للمعاناة من مشاكل في الانتصاب بشكل أكبر من غيرهم، فضلا عن مشاكل البروستات والاختلالات على مستوى التوازن الهرموني في الجسم.
وكلما قلت الحركة أصبحت الرواسب الدهنية أكبر، كما أن هرمون الأستروجين الأنثوي يُنتج داخل الأنسجة الدهنية، وهو ما يفسر صعوبة التخلص من البطن بالنسبة للرجال.
2ـ التأثير على نظام الدورة الدموية
تمثل أمراض القلب والأوعية الدموية أبرز خطر يهدد حياة الإنسان، على غرار مرض القلب التاجي أو ارتفاع ضغط الدم المزمن. ومن شأن الجلوس المستمر التسبب في ضعف العضلات وتثبيط الدورة الدموية والحد من نشاطها، كما أن نقص النشاط البدني أحد الأسباب الرئيسية لتصلب الشرايين بصفة مبكرة.
وقد أظهرت دراسة شملت أكثر من 17 ألف شخص على مدار 13 عاما، أن الأشخاص قليلي الحركة معرضون للوفاة بنسبة 54% أكثر من أولئك الذين يعيشون نمط حياة أكثر نشاطا.
3ـ الدوالي الوريدية
يعاني الأشخاص الذين يقضون معظم يومهم في الجلوس من خطر تدهور الدورة الدموية في أطرافهم السفلية بشكل يسمح بتطورها وتحولها إلى مرض الدوالي الوريدية. وعلى الرغم من أن دوالي الساقين يعتبر مرضا وراثيا في أغلب الأحيان، فإن الجلوس لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى تقلص حجم الأوردة واحتقان الدم أو تجلطه وانسداد الأوعية الحيوية في الجسم.
الجلوس لساعات طويلة يرفع خطر الإصابة بأمراض عدة (الألمانية) |
4ـ السمنة
يؤدي نمط الحياة الذي يتضمن فترات جلوس كثيرة إلى اكتساب الشخص للوزن الزائد، حيث تتباطأ عملية التمثيل الغذائي، مما يتسبب في حرق جسدك لسعرات حرارية أقل وتخزين السعرات المتبقية على شكل دهون. وبمجرد جلوس الشخص في مكان ما، سيقلل جسمه من عملية حرق الدهون بنسبة 90%، كما ستنخفض مستويات الإنسولين لديه وترتفع مستويات ضغط الدم.
وعلى مدى الخمسين عاما الماضية، تغيرت معظم الوظائف وأمست تتطلب الجلوس وراء المكتب لساعات طويلة، مما أدى إلى تقليص الوقت الذي يحرق الجسم خلاله السعرات الحرارية. وإذا كانت لديك وظيفة تتطلب الوقوف بشكل دائم، سيحرق جسمك السعرات الحرارية بنسبة 35% أكثر من الوظيفة التي تتضمن الجلوس بشكل دائم.
5ـ ضعف العضلات وهشاشة العظام
يمكن للجلوس المستمر وعدم ممارسة نشاط بدني أن تترتب عنه عضلات جسم ضعيفة وواهنة، لا سيما عضلات البطن والوركين. ولا يقتصر ضرر الجلوس خلف المكتب على العضلات فقط، حيث تصبح العظام أكثر هشاشة بسبب اعتيادها على وضع مريح خلال الجلوس، فتفقد بذلك قوتها مع مرور الوقت.
6ـ مخاطر على الجهاز الهضمي
في العام 2011، أظهرت الدراسات أن يوما واحدا من الجلوس يؤدي إلى خفض استهلاك الخلايا للأنسولين، وهو ما يمهد الطريق للإصابة بالسكري والعديد من الأمراض الأخرى. كما يمكن لنمط الحياة الذي يتضمن الجلوس لفترات طويلة أن يؤدي إلى أمراض أخرى مثل الإمساك المزمن والبواسير في حالات أكثر حدة.
7ـ الشيخوخة
لفهم تأثير الجلوس لفترات طويلة على الجسم البشري، يجب الإشارة أولا إلى أن “التيلوميرات” التي تعرف باسم “القُسَيْم الطَرَفِي” وتضطلع بحماية الكروموسومات المكونة للخلايا الحية، تصبح أقصر خلال الشيخوخة. ومن شأن الجلوس المستمر التسبب في تسريع هذه الشيخوخة، إذ مقابل كل ساعة جلوس، نتسبب في تقصير عمرنا بساعتين.
8ـ الاضطراب العقلي والشعور بالقلق
يمكن لغياب النشاط البدني أن يؤدي إلى تطور الاكتئاب والقلق، كما أن الجلوس المستمر من شأنه التسبب في نقص إفرازات الإندروفين في الجسم، الذي يفرزه في العادة عند ممارسة نشاط بدني والقيام ببعض التمرينات. وبموجب ذلك، يمكن لممارسة التمرينات بانتظام تحسين المزاج ودفع الجسم لإنتاج السيروتونين الذي من شأنه الحد من الاختلالات المؤدية إلى الاكتئاب ومشاكل الذاكرة وفقدان الشهية.
9ـ الأرق
يمكن للجلوس المستمر التأثير على جودة النوم لديك، حيث يفسر عقلك جلوسك بأنه راحة، حتى عندما يكون عقلك في أوج نشاطه. وبناء على هذا التفسير، يستنتج عقلك أنك لم تعد بحاجة إلى النوم والاسترخاء. ولتجنب ذلك، يُنصح بممارسة التمرينات الرياضية بصفة منتظمة للتحسين من جودة النوم والتخلص من الأرق.
10 إجهاد العمود الفقري
يقدر العلماء الوقت الذي يقضيه المواطن البريطاني في الجلوس يوميا بنحو 14 ساعة، ناهيك عن كون هذه الإحصاءات تبدو متشابهة في العديد من البلدان الأخرى. من جهته، يعتقد الأستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي جالين كرانتز أن الجلوس يمثل وضعية غير طبيعية للجسم البشري.
ويمتلك العمود الفقري في جسم الإنسان شكلا شبيها بحرف “S” كي يكون قادرا على تحمل الإجهاد، لكن هذا الشكل يتغير عند الجلوس ليصبح شبيها بحرف “C”. وعندما يعمد الإنسان إلى إرخاء جسمه أثناء الجلوس، تصبح عضلات معدته أكثر ضعفا على نحو يجعل محافظته على شكل جسم سليم أمرا غير ممكن، خاصة في حال عدم المواظبة على ممارسة التمرينات الرياضية.
وأثناء الجلوس، يتحول الضغط إلى الحوض والعمود الفقري، وهو ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأقراص المتواجدة بين الفقرات. وبناء على ذلك، يمكن للتوتر المستمر أن يؤدي إلى زيادة الضغط على هذه الأقراص وخفض تدفق الدم إلى الدماغ، مما يجعل الشخص يعاني من عدم وضوح في الرؤية والشعور بالصداع.
ما الذي يمكنك فعله؟
تسعى بعض الشركات إلى تحفيز عمالها على بذل نشاط بدني أكثر عبر وضع مبردات المياه وسلات القمامة في أماكن بعيدة عن مكاتبهم، فضلا عن وضع طاولات للعب تنس الطاولة وتنظيم الاجتماعات والدورات التدريبية التي تُجبر الموظفين على التحرك من أماكنهم.
كما يقدم الخبراء والأطباء النصائح التالية:
- احرص على المشي لمسافات طويلة في الكثير من الأحيان.
- لا تجلس أثناء ركوب وسائل النقل العمومية.
- اتجه نحو مكتب زميلك عوضا عن الاتصال به عبر الهاتف.
- اعمل على إجراء اجتماعات تكون فيها واقفا عوضا عن الجلوس.
- تمشّ قليلا أثناء استراحة الغداء أو تناول الطعام في الخارج.
- خذ فترات راحة قصيرة أثناء العمل وقم ببعض تمارين التمدد.
المصدر : مواقع إلكترونية