الزعفران.. الذهب الأحمر الذي يتسرب من بين أصابع إيران

385 views Leave a comment
الزعفران.. الذهب الأحمر الذي يتسرب من بين أصابع إيران

الجزيرة نت-خاص

الذهب الأحمر، زهرة السعادة، ذهب الصحراء أو الزعفران، هي ترجمة لكلمة فارسية “زرپران-Zarparan”، وتعني “أوراق الذهب أو إطلالة الذهب”.

الزعفران هو من أشهر وأقدم وأغلى أنواع التوابل حول العالم، يباع بالغرام والمثقال كالذهب، إذ يتطلب الحصول عليه جهدا وصبرا طويلا طوال السنة.

تعتبر إيران الأولى عالميا في إنتاج الزعفران، إذ تنتج نحو 90% من الزعفران العالمي، بمعدل 336 طنا في السنة، ويزرع على مساحة 105270 هكتارا حسب وكالة أنباء إيرنا الإيرانية.

تعتبر منطقة خراسان الممتدة من الشرق إلى شمال شرق إيران، من أهم المناطق إنتاجا للزعفران حول العالم، وذلك بسبب نوعية تربتها وتفرد مناخها وخبرة سكانها الممتدة لقرون طويلة بزراعة الزعفران.

تعتبر منطقة خراسان من أهم المناطق إنتاجا للزعفران في العالم (الصحافة الإيرانية)

في باطن الأرض
تبقى جذور عشبة الزعفران بين خمس وسبع سنوات في الأرض وتتحمل البرودة حتى 18 درجة تحت الصفر، كما يقول المزارع محمد موسوي ابن مدينة “تربت جام” بخراسان للجزيرة نت.

وتتفتح الأزهار كل سنة بين 15 إلى 25 يوم في الخريف، إذ لابد من قطف الزهرة خلال ثلاثة أو أربعة أيام من تفتحها، وذلك قبل طلوع الشمس بسبب حساسيتها للحرارة. وللحصول على غرام واحد من الزعفران المجفف يتطلب قطف 150 زهرة تقريبا، كما يضيف محمد.

للزعفران الكثير من الفوائد والعناصر الغذائية المهمة للجسم منها الكالسيوم، الحديد الفوسفور وغيرها، غير أنه يحارب الاكتئاب، مفيد لمرضى السكري وصحة القلب، ويحمي من السرطان ويهدئ الأعصاب، كما أنه مفيد للمخ العين والضعف الجنسي.

 تتفتح أزهار الزعفران كل سنة بين 15 و25 يوما في الخريف (وكالة مهر)

العوامل الطبيعية
يُعبّر الكثير من مزارعي الزعفران في إيران عن قلقهم من مستقبلهم الزراعي بسبب المشاكل التي يعانونها.

إذ تهدد العوامل الطبيعية كالتغير المناخي للأرض والصقیع والجفاف المتوالي مع ارتفاع درجات الحرارة في إیران، المستقبل الزراعي لهذه العشبة الثمينة رغم تحملها للجفاف، حيث لا تحتاج للري سوى خمس إلى سبع مرات في السنة.

كما أن تهريب جذور الزعفران من إيران وزرعها في أفغانستان المجاورة لخراسان، يهدد الإنتاج المستقبلي لهذه النبتة. مما أسهم في ازدهار زراعتها في أفغانستان بمعدلات إنتاج عالية بمساعدة شركات هولندية بحسب رئيس لجنة الزراعة بغرفة التجارة في طهران كاوه زركران لوكالة أنباء آنا.

وبسبب المشاكل السياسية، ارتفعت التعريفة الجمركية على استيراد الزعفران الإيراني من قبل العديد من الدول، حيث وصلت إلى 38% في الولايات المتحدة والسعودية والهند والصين.

أجبر ذلك بعض التجار على إرسال الزعفران إلى أفغانستان وتصديره باعتباره منتجا أفغانيا لتجنب دفع الضريبة، بحسب تصريح رئيس اتحاد بائعي الزعفران في مشهد غلام رضا میري لوكالة إيسنا.

قطف أزهار الزعفران قبل طلوع الشمس بسبب حساسية الزهرة للحرارة (وكالة مهر الإيرانية)

مشكلات التصدير
منذ القدم، یفتقد قطاع إنتاج الزعفران في إيران للآليات الحديثة للتغليف والتعليب الفاخر. إذ يُصدر مجمل إنتاج الزعفران خاما إلى بعض الدول، التي تتولى تغليفه بـشكل جذاب وتصدره إلى مختلف الدول باسمها وبأسعار باهظة.

ونقلت وكالة إيرنا في يونيو/حزيران الماضي عن “زركران” بأن 77% من الزعفران يصدر إلى ثلاث دول هي إسبانيا والإمارات وهونغ كونغ. فمثلا يباع الزعفران الإيراني تحت علامة تجارية إسبانية بأسعار مرتفعة وتغليفة جذابة.

ويواجه قطاع الزعفران في إيران مشاكل أخرى تتعلق بالنظام البنكي في البلاد، بسبب العقوبات الاقتصادية وعدم استقرار سعر الصرف المحلي وصعوبة التحويلات المالية، مما أدخل مستقبل هذا القطاع الثري في حالة من الغموض.

ويناشد كثير من المزارعين الدولة لشراء مضمون لمحصول الزعفران بسبب قلة أرباحهم في عمليات البيع مقارنة مع التجار، إذ يبلغ سعر الزعفران بين 800 إلى 1300 دولار تقريبا للكيلوغرام في السوق المحلية الإيرانية، حسب النوعية والجودة.

المزارعون يتمنون رؤية منتجهم في كل أنحاء العالم بعلامة تجارية إيرانية (وكالة مهر)

علامة إيرانية
أمنية مزارعي الزعفران أن يتبوأ منتجهم الثمين مكانته الحقيقية ضمن علامة تجارية إيرانية تصل إلى العالمية، بدل استحواذها من دول أخرى، وأن يشاهدوا فعلا إطلالة مشرقة لذهبهم الأحمر في كافة أنحاء العالم.

وختاما، وللحصول على أفضل نتيجة في اللون والطعم والرائحة، ينصح الموسوي متابعي الجزيرة نت طحن الزعفران مع نقعه في قليل من الماء الساخن لمدة عشر دقائق فقط ثم استخدامه في مختلف الأطباق.

المصدر : الجزيرة