فرنسا ترفع التأهب الأمني بعد هجوم ستراسبورغ والمنفذ ما زال طليقا

448 views Leave a comment
فرنسا ترفع التأهب الأمني بعد هجوم ستراسبورغ والمنفذ ما زال طليقا

أعلن وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستنر فجر الأربعاء رفع مستوى التأهب الأمني في البلاد إلى مستوى عال عقب الهجوم المسلح في سوق بمدينة ستراسبورغ شرقي فرنسا مساء الثلاثاء، الذي أوقع ثلاثة قتلى و12 جريحا ولاذ منفذه بالفرار.

وقال كاستنر للصحفيين في ستراسبورغ “نحن الآن في فرنسا عند مستوى فيجيبيرات مشدّدة (مرتفع جدا).. لقد قررت الحكومة للتوّ الانتقال إلى مستوى هجوم طارئ، مع فرض إجراءات رقابة مشددة على الحدود ورقابة مشددة في كل أسواق عيد الميلاد بفرنسا”، وذلك بهدف تجنب خطر حدوث هجوم يقلد هجوم ستراسبورغ.

كما أكد إرسال تعزيزات أمنية إلى المدينة حيث لا يزال المهاجم طليقا، مشيرا إلى أن نحو 350 من عناصر الأمن -بينهم قوات خاصة من الشرطة والجيش- مدعومين بمروحيتين، يتعقبون المسلح.

وأوضح أن المسلح قاوم القوات الأمنية مرتين بين الساعة الثامنة مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي (السابعة مساء بتوقيت غرينتش) والتاسعة مساء، وتبادل إطلاق النار معهم في المرتين، لافتا إلى أنه رغم ذلك ما زال طليقا.

وأضاف الوزير الفرنسي أن المشتبه به معروف لدى الشرطة في جرائم غير إرهابية، موضحا أن الرجل أدين في وقت سابق بكل من فرنسا وألمانيا وقضى وقتا في السجن. 

وأفاد مصدر مطّلع على التحقيق لوكالة الصحافة الفرنسية بأن المهاجم يبلغ من العمر 29 عاماً ومولود في ستراسبورغ، وكان مفترضا أن تلقي عليه قوات الأمن القبض صباح الثلاثاء بتهمة محاولة قتل في قضية تم خلالها اعتقال أشخاص آخرين أيضاً.

ونقلت رويترز عن مصدرين في الشرطة الفرنسية أنه تم تحديد هوية المهاجم، وكانت الشرطة قد فتشت مقر إقامته في قضية متعلقة بالسرقة في وقت مبكر الثلاثاء.

 السلطات الفرنسية دفعت بتعزيزات أمنية إلى ستراسبورغ بعد الهجوم (رويترز)

خلية أزمة
وبعيد منتصف الليل ترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماركون خلية الأزمات المشتركة بين الوزارات التي فعلتها وزارة الداخلية إثر الهجوم.

وقالت وحدة مكافحة الإرهاب في النيابة العامة بالعاصمة باريس إنها قررت بعد تقييم الوضع فتح تحقيق في هذا الهجوم بتهم ارتكاب “جرائم قتل ومحالات قتل على علاقة بمشروع إرهابي وعصبة أشرار إرهابية إجرامية”.

وفي هذا السياق قالت مديرية الأمن في ستراسبورغ التي دعت سكان المدينة إلى “الاحتماء” وملازمة منازلهم، إن “قوات الأمن تبحث بشكل حثيث عن المهاجم” المدرج على قوائم “الأشخاص الخطرين على أمن الدولة”.

في غضون ذلك قال رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني إن أعضاء البرلمان الذين يقيمون خارج وسط مدينة ستراسبورغ بإمكانهم مغادرة مبنى البرلمان “على مسؤوليتهم الخاصة”.

وأضاف أن وسط المدينة “ليس آمنا”، وأنه يجب على الأعضاء المقيمين هناك أن يتجمعوا ويخرجوا في شكل قافلة بصحبة الشرطة الفرنسية إذا أمكن ذلك.

وتقوم الشرطة عند المعبر الحدودي الفرنسي الألماني بإيقاف سيارات متجهة من ألمانيا إلى فرنسا. وكتبت الشرطة في ولاية بادن فيرتمبرغ الألمانية على موقع تويتر تقول “نعزز حاليا (…) الضوابط على الحدود الفرنسية الألمانية في هذه المنطقة”.

وقد تمّ تعزيز الأمن في السنوات الأخيرة بعد سلسلة من الهجمات في فرنسا من قبل مسلحين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية منذ العام 2015. 

ويتزامن الهجوم مع تعرّض قوات الأمن الفرنسي لضغوط قوية بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من المظاهرات المناهضة للحكومة، حيث نشر نحو 90 ألف شرطي السبت الماضي في الجولة الرابعة من احتجاجات “السترات الصفراء”.

وبعد ثلاث سنوات من قتل مجموعات مرتبطة بتنظيم الدولة 130 شخصا في باريس يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، تقول أجهزة مكافحة الإرهاب إن وجهة تركيزها تغيّرت.

وبدلامن الهجمات المنسقة، بات هم السلطات الرئيسي تجنب الهجمات المنفردة من مسلحين لا تكون لديهم صلات مباشرة بالجماعات الإرهابية.

المصدر : الجزيرة + وكالات