عمرو حلبي-غازي عنتاب
في إحدى المدارس التركية بغازي عنتاب، تواصل ياسمين دراستها ضمن آلاف الطلبة السوريين الذين يتلقون تعليمهم في المدارس الحكومية التركية.
فمنذ تفجر الصراع في سوريا لجأ آلاف الأطفال إلى تركيا، فأقامت لهم الحكومة التركية مئات المراكز التعليمية المؤقتة، يتلقون التعليم فيها بلغتهم، ويتعلمون فيها لسان البلد الذي لجؤوا إليه.
التعليم الحكومي
يقول جنكيز ماتا مدير التربية والتعليم في مدينة غازي عنتاب للجزيرة نت “في تركيا اليوم نحو أربعمئة ألف طالب سوري في مدارسنا الحكومية، واعتبارا من السنة القادمة ستغلق كل المركز المؤقتة ليلتحق الطلاب السوريون بمدارسنا، ومقصدنا الأساسي حصول الطلاب السوريين على التعليم”.
وتستقبل المدارس الحكومية حاليا آلاف الطلاب السوريين في صفوفها.
وخلال جولة قامت بها الجزيرة نت في عدد من المدارس في مدينة غازي عنتاب، قابلنا عددا من الطلاب السوريين والأتراك، وكان واضحا مدى الاندماج الناجح للطلاب السوريين مع نظرائهم وأساتذتهم الأتراك.
طلبنا من ياسمين -طالبة في الصف الرابع الابتدائي- أن تحدثنا عن تجربتها في المدرسة التركية، لكننا فوجئنا بأنها لم تستطع التحدث باللغة العربية (لغتها الأم)، وقالت “ممكن أحكي بالتركي ما بعرف كتير بالعربي”. قبل أن تضيف بلغة تركية متمكّنة “أنا هنا منذ ست سنوات، أتقنت اللغة التركية في المدرسة، والآن أفهم كل شيء يقوله المعلم، كما أصبح لديّ أصدقاء أتراك”.
مراكز للعربية
لم تكن ياسمين الوحيدة التي عجزت عن التحدّث بطلاقة باللغة العربية، فمثلها طلاب سوريون آخرون أتقنوا اللغة التركية، وكادوا أن ينسوا لغتهم الأم.
وتقول عائشة نور -معلمة تركية- حول تقييمها للطلاب السوريين ومدى نجاح التواصل معهم؛ “في البداية واجهتني بعض الصعوبات في التعامل مع الطلاب السوريين، لكن التواصل المستمر معهم جعلنا نفهم بعضنا البعض جيدا”.
وتؤكّد عائشة وبقية المعلمين الأتراك أن الحكومة أنشأت مراكز تعليمية للغة العربية حتى يتمكّن الطلاب السوريون من دراسة لغتهم.
وهكذا دفعت المدارس التركية خطر الأمية عن آلاف الطلاب السوريين، ومكّنتهم من الاندماج في المجتمع التركي، لكنهم غدوا أمام تحدّ آخر يكمن في المحافظة على لغتهم الأم، العربية.
المصدر : الجزيرة