ندوة بالمركز العربي للأبحاث حول “التحولات من العمل السياسي المسلح إلى العمل السياسي السلمي”

546 ‎مشاهدات Leave a comment
ندوة بالمركز العربي للأبحاث حول “التحولات من العمل السياسي المسلح إلى العمل السياسي السلمي”
انطلقت اليوم أعمال ندوة “من السلاح إلى السلام: التحولات من العمل السياسي المسلح إلى العمل السياسي السلمي”، التي يعقدها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يومي 3-4 نوفمبر.

والندوة هي الأولى من نوعها في المنطقة العربية، من ناحية المضمون العلمي إذ تبحث في حالات الانتقال من العمل السياسي المسلح إلى النشاط السياسي غير المسلح، من خلال نماذج مختلفة من العالم، ومن ناحية الخبرات السياسية والأكاديمية المشاركة في أعمالها من خلال أوراق ودراسات علمية معمقة.

وقال الدكتور عزمي بشارة في محاضر افتتاحية بعنوان “أربع ملاحظات في موضوع التحول من العمل السياسي المسلح إلى العمل السياسي السلمي”، إن هذا الموضوع يتطلب مقاربة منهجية تكاملية ومركبة الأبعاد في العلوم السياسية وعلم الاجتماع والتاريخ الراهن.

وقدم بشارة في محاضرته بعض الملاحظات المتعلقة بمنهجية الرؤية والمعالجة البحثية، ففي عرضه للملاحظة الأولى رأى بشارة أن أسوأ ما جرى لهذا الموضوع بوصفه موضوعا للدراسة والبحث هو أنه يقارب منذ بداية القرن الحالي من زاوية ما نمطته تسمية “الحرب على الإرهاب” وما أفرزته من أفكار وسياسات عملية، ما عرقل دراسته بمنهج علمي، وأخضعه إلى أجندات سياسية مباشرة من دول كبرى وأنظمة إقليمية ومحلية دخلت في لعبة تبادل المصالح في شراكات واتفاقات، أو معاهدات حول ما يدعى ب” محاربة الإرهاب.

أما الملاحظة الثانية، بحسب عزمي بشارة تكمن في مقاربة الموضوع تحت العنوان العام “الانتقال من العمل السياسي المسلح إلى العمل السياسي السلمي . 

وأكد بشارة أنه لا يجب أن يطمس الفوارق بين أنواع العمل المسلح وأنواع العمل السياسي السلمي.
 والعلوم السياسية في سعيها للتخلص مما تسميه أحكام القيمة، غالبا ما تنزلق إلى عدم التمييز بين سلاح وآخر. وجادل بشارة في الملاحظة الثالثة البحث في موضوع الانتقال إلى السلم ضمن إطار فروع العلوم السياسية المقارنة، فهي تبحث في الانتقال جميعها، هو بحث تيليولوجي، أي أن غايته الوصول إلى السلم. ومهما أنكر العاملون فيه والمهتمون به انحيازاتهم، فإنهم منحازون غالبا إلى ما ينظرون للانتقال إليه بأدوات العلوم الاجتماعية. 

وفي الملاحظة الرابعة ناقش بشارة التحول من العمل السلمي إلى العمل المسلح. خاصة أن التجربة العربية في الأعوام الأخيرة تبين أن الاستبداد الذي لا يترك أي مجال للإصلاح السياسي والتغيير السلمي، إذا اجتمع مع سياسة تهميش اجتماعي وممارسات إذلال جسدي ونفسي لفئات واسعة من المواطنين يخلق بيئة مناسبة للعمل.

وقد عنيت الجلسة الثانية من أعمال اليوم الأول بحالات الانتقال في أوروبا، فيما عالجت الجلسة الثالثة من أعمال الندوة حالات الانتقال من السلاح إلى السلام في أمريكا اللاتينية والكاريبي.

;