بات الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، البالغ من العمر 33 عاما، أمير قطر الجديد، بعد إعلان الديوان الأميري القطري عن تنازل والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن السلطة له ودعوة القطريين لمبايعته.
وتسلق الشيخ تميم سلم السلطة في قطر بسرعة، بعد أن فرض نفسه مستندا إلى دعم والده الشيخ حمد ووالدته الشيخة موزة بنت ناصر المسند الزوجة الثانية لأمير قطر وبالغة النفوذ في الأسرة الحاكمة القطرية ،حسب تصريحات مصادر دبلوماسية وسياسية.
ولم يكن الشيخ تميم بالتسلل الأول في ولاية العهد، إذ أن له اخوة أكبر منه سنا بما في ذلك من أم أخرى. وقد عين أمير قطر في بادئ الأمر نجله الأكبر من الشيخة موزه الشيخ جاسم وليا للعهد، لكنه عاد ليعين في مكانه الشيخ تميم في أغسطس /آب 2003.
خطط مستقبلية
ومنذ تعيينه وليا للعهد، سيطر الشيخ تميم على المناصب الأمنية والاقتصادية الأساسية، وتشير مصادر دبلوماسية إلى أنه تسلم تدريجيا الملفات الأمنية والعسكرية والخارجية خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، فضلا عن الإشراف على خطط قطر المستقبلية الطموحة، لاسيما في مجال استثمار الرياضة لتعزيز مكانتها في العالم.
فتولى الشيخ تميم قيادة القوات المسلحة بالنيابة عن والده، ورئاسة اللجنة الاولمبية، وأصبح نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، وتولى رئاسة عدد من المجالس والهيئات الرئيسية في البلاد، أمثال المجلس الأعلى للتعليم والمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمجلس الأعلى للبيئة وهيئة الأشغال والتطوير العمراني ومجلس قطر للاستثمار الذي تقدر استثماراته بمليارات الدولارات في مختلف بلدان العالم.
ويشرف الشيخ تميم على ملف مونديال العام 2022 الذي تستضيفه قطر، بوصفه رئيسا للجنة الأولمبية القطرية، كما عرف باهتماماته الرياضية، لا سيما في لعبتي التنس وكرة القدم.
تلقى الشيخ تميم تعليمه في مدرسة بريطانية خاصة عريقة هي مدرسة شيربورن، وسار على خطى والده في الدراسة في الأكاديمية العسكرية الملكية في ساندهيرست التي تخرج منها عام 1998.
جيل جديد
وكان والده الشيخ حمد وصل إلى السلطة في 1995 إثر انقلاب غير دموي على والده الشيخ خليفة لتتحول الأمارة الخليجية الصغيرة في عهده إلى أكبر مصدر للغاز المسال في العالم وإلى لاعب اساسي على الساحة الدبلوماسية الإقليمية والعالمية.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الشيخ تميم يتمتع بعلاقات ممتازة مع الغرب وبعلاقات إقليمية جيدة، لاسيما مع الجارة الكبرى السعودية، التي تمكن والده من تحقيق مصالحة تاريخية معها بعد عداء وتوتر في العلاقات ساد بداية تسلمه الحكم.
ويرى كثير من المراقبين أن تسلم الشيخ تميم زمام الأمور في قطر يشير إلى انتهاء دور شخص محوري آخر في السياسة القطرية هو الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي يرأس مجلس الوزراء منذ 2007 ويشغل ايضا منصب وزير الخارجية وقد لعب دورا أساسيا في رسم السياسة الخارجية القطرية وسياستها الاقتصادية واستثماراتها الخارجية في المرحلة الماضية.
وتوقعت تقارير استندت إلى تصريحات مصادر سياسية ودبلوماسية ومسؤولين قطريين أن يشكل الشيخ تميم حكومة لا يرأسها الشيخ حمد بن جاسم، ولكنها لن تغير كثيرا في سياسة قطر الحالية وتحالفاتها الإقليمية.
ويبدو وصول جيل شاب إلى السلطة في هذه الأمارة الخليجية انتقالة جريئة في سياق دول الخليج التي اعتادت على القيادات المعمرة والتراتبية القبلية والعائلية في أسرها الحاكمة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر خليجي مقرب من دوائر الحكم في قطر قوله إن ”تسليم تميم السلطة خطوة جريئة جدا”، ما قد يتسبب ببعض المخاوف لدى دول الخليج المتمسكة بقوة بتقاليد انتقال السلطة المحافظة، إلا أنها ”مخاوف في الشكل وليس في المضمون”.
على صعيد الحياة الشخصية ،تزوج الشيخ تميم من إمرأتين وله ستة ابناء، إذ تزوج عام 2005 من الشيخة جواهر ابنة الشيخ حمد بن سحيم آل ثاني سليلة إحدى العوائل ذات النفوذ في قطر وله منها أربعة اطفال، وفي عام 2009 تزوج من الشيخة العنود مانع الهاجري وله منها طفلان.
المصدر:وكالات