هذه أبرز رهانات انتخابات المجالس لفلسطينيي 48

370 ‎مشاهدات Leave a comment
هذه أبرز رهانات انتخابات المجالس لفلسطينيي 48

محمد محسن وتد-أم الفحم

تشكل انتخابات السلطات المحلية العربية في إسرائيل التي جرت أمس الثلاثاء محطة مفصلية في إدارة الشؤون الذاتية لفلسطينيي 48 خلال الخمس سنوات المقبلة، مما يفسر الإقبال وحجم المنافسة والمشاركة العربية.

وخلافا للسجال المتواصل في الداخل الفلسطيني حيال الجدوى من التمثيل العربي والمشاركة في انتخابات الكنيست، تُجمع الأحزاب والحركات والفعاليات السياسية والقوى الوطنية والإسلامية على أهمية المشاركة في هذه الانتخابات، التي يرى البعض أنها نواة الإدارة الذاتية للشؤون والقضايا الداخلية.

وخاضت نحو 80 بلدة عربية الانتخابات للحكم المحلي في الداخل الفلسطيني ضمن بلديات ومجالس إقليمية والمدن الساحلية المختلطة التي يتنافس فيها العرب ضمن قوائم للعضوية فقط، وذلك من أصل 251 سلطة محلية.

ويأتي تنافس فلسطينيي 48، البالغ تعدادهم 1.5 مليون نسمة، على المشاركة في الانتخابات في قراهم ومدنهم لتحديد واختيار القيادات المحلية التي ستواجه الوزارات الإسرائيلية بشأن استحقاقات الخدمات والميزانيات السنوية التي تتراوح بين 20 مليون دولار للقرية الصغيرة و100 مليون دولار للمدن الكبرى.

جانب من عملية التصويت بمقر انتخابي في بلدية عكا (الجزيرة)

صراع وجود
وتعتبر السلطات المحلية العربية أكبر مشغل لفلسطينيي 48، إلى جانب كونها تشكل حالة استقلالية ذاتية لإدارة شؤون القرية والمدينة، والسعي للتطوير العمراني والتربوي والثقافي والاقتصادي والتعليمي، والدفاع عن قضايا الأرض والمسكن التي تعتبر جوهر الصراع وأبرز التحديات مع المؤسسة الإسرائيلية، وهي تعكس حالة من الصراع على الوجود بالوطن، وتكرّس حالة المواطنة والحقوق دون الانسلاخ عن الهوية الفلسطينية.

ويقول بعض الناخبين إن السلطات المحلية تمنح حيزا أكبر من المناورة للمواطنين في تحديد السياسات والإستراتيجيات في مجال إدارة شؤونهم الذاتية وقضاياهم اليومية الحياتية، وتعتبر عاملا مهما للنهوض بمستوى الخدمات، رغم شح الميزانيات والتمييز العنصري في رصد هذه الميزانيات للتجمعات العربية مقارنة بالتجمعات اليهودية.

وقال عضو القائمة المشتركة للتعايش في مدينة نتسيرت عيليت باسل غطاس، الذي نافس على عضوية المجلس البلدي منذ عام 2008، إنه “بسبب خصوصية وجودنا بالمدينة المختلطة أتى هذا التحالف لمندوبين عن الأحزاب العربية لخوض المنافسة عن الحي العربي بالمدينة، لتثبيت الوجود العربي وتحقيق حقوقهم في مختلف القضايا الخدماتية”.

ويولي غطاس أهمية لمشاركة العرب في انتخابات السلطات المحلية العربية، وانتخاب قيادات محلية التي تشكل الأساس لاختيار القيادات على المستوى القطري، وعليه لا يمكن فصل الحكم المحلي عن مجمل المشهد السياسي بإسرائيل.

وعن جدوى مشاركة العرب بانتخابات السلطات المحلية، يقول غطاس “نتحدث عن إدارة شؤوننا المحلية، وعليه نرى لزاما علينا المشاركة واختيار القيادات التي ستعتني بالقضايا اليومية والحياتية والخدماتية، والتي لا يمكن فصلها عن القضية الأساس، وهي المواطنة والحقوق المشتقة من وجودنا نحن أصحاب الأرض الأصليين”.

جبارين: انتخابات السلطات المحلية العربية تكريس للوجود العربي (الجزيرة)

تكريس للوجود
الموقف نفسه يعبر عنه النائب في الكنيست عن القائمة المشتركة يوسف جبارين، الذي يرى في انتخابات السلطات المحلية العربية تكريسا للوجود العربي وتعزيزا لحالة النضال الجماعية لفلسطينيي الداخل.

ويأتي الإقبال على المشاركة في الانتخابات -يقول جبارين- للتعبير عن الذات والوجود السياسي، وإن بدا للوهلة الأولى اقتصار المنافسة على تولي مناصب إدارية محلية، وهي “تعكس حالة الرفض لتولي لجان معينة من قبل وزارة الداخلية الإسرائيلية شؤون المواطنين العرب، وتعيد للأذهان فترة الحكم العسكري في ستينيات القرن الماضي”.

ويقول النائب بالكنيست عن القائمة المشتركة سعيد الخرومي إن “كسب المعرفة والخبرة لخدمة الجمهور لنيل حقوقهم عن طريق السلطة المحلية في كل قرية ومدينة وسيلةٌ مهمة لاختيار القيادات على مستوى قطري”.

ويضيف الخرومي أن المشاركة في الانتخابات “نوع من التعبير عن الاستقلال الذاتي، والطموحات الجماعية كأقلية عربية والتي تم تحجيمها على مستوى الدولة حتى وإن جرى تمثيلنا في الكنيست”.

المصدر : الجزيرة