«الكمأ».. مأس أسود.. قيمة وندرة

667 ‎مشاهدات Leave a comment
«الكمأ».. مأس أسود.. قيمة وندرة

55

الكمأ أو الفقع أو نبات الرعد أو بنت الرعد أو العبلاج، والترفاس، هو اسم لعائلة من الفطريات تسمى الترفزية وهو فطر بري موسمي ينمو في الصحراء بعد سقوط الأمطار بعمق من 5 إلى 15 سنتيمتر تحت الأرض ويستخدم كطعام. عادة ما يتراوح وزن الكمأة من 30 إلى 300 غرام. ويعتبر من ألذ وأثمن أنواع الفطريات الصحراوية.

تنمو الكمأة في عموم الصحراء التدمرية وجوارها وصولا إلى صحراء الأنبار في العراق، وارتبط اسمها بشكل وثيق بالغايات الطبية وبتحسين القدرات الجنسية عبر التاريخ، حيث أغرم الرومان والإغريق بهذه النبتة، وكانوا يعتقدون بأنها تمنح الصحة الأبدية للجسم والروح معا، ولأن الكمأة كانت نبتة ذات صفات غريبة، من حيث الرائحة والنكهة، فقد كانت أكثر شعبية بين الطبقات النبيلة.

وتعد هذه النبتة غذاء غنيا ولذيذا، وهي تنمو على شكل درنة البطاطا في الصحاري، شكلها كروي لحمي رخو ومنتظم، وسطحها أملس أو درني، ويختلف لونها من الأبيض إلى الأسود، ويكون في أحجام تتفاوت وتختلف، وقد يصغر بعضُها حتى يكون في حجم حبة البندق، أو يكبُر ليصل لحجم البرتقالة.

كما وصفها خطيب روما الشهير شيشرون بـ “أطفال الأرض”، ويقال إن الرومان كان يأتون بالكمأة من جزيرة ليسبوس وقرطاجة والمناطق الساحلية في ليبيا قديماً.

وذكرت الكمأة أيضا في أحاديث النبي محمد، إذ قال (سعيد بن زيد رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين).

وللكمأة ارتباط وثيق أيضا بعالم الماورائيات، يقول ابن سرين في تفسير الأحلام: “الكمأة: رجل دنيء أو امرأة دنيئة لا خير فيها، إذا كانت واحدة أو اثنتين أو ثلاثاً. فإن كثرت، فهي رزق ومال بلا نصب، لقوله صلى الله عليه وسلم: الكمأة من المن، ولأن المن كان يسقط عليهم بلا مؤنة ولا نصب، وكذلك الكمأة تنبت بلا بذور ولا حرث ولا سقي ماء”.

الملك لويس الرابع عشر الذي افتتن بالكمأة ودفع بها لتصبح أطباقها واحدة من أكثر الأطباق الأوروبية احتراماً، حاول زراعتها دون جدوى.

وتنمو الكمأة في الصحاري على شكل مستعمرات قوام كل مجموعة من عشر إلى عشرين حبة، وتحتوي حباتها على البروتين بنسبة 9% ومواد نشويه بنسبة 13% ودهن بنسبة 1%، وعلى معادن مشابهة لتلك التي يحتويها جسم الإنسان مثل الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم. كما تحتوي على فيتامين “ب1، ب2” وهي غنية بفيتامين أ. كما تحتوي تحتوي أحماض امينية ضرورية لبناء خلايا جسم الإنسان، وعلى كمية من النيتروجين بجانب الكربون والأكسجين والهيدروجين، وهذا ما يجعل تركيبها شبيهًا بتركيب اللحم.

كما تعتبر الكمأة مخزنا للحديد والكالسيوم المفيدان للجسم، كما أن لها عدة علاجات شائعة، فهي تقي من الأمراض المزمنة، ومصدرا اساسيا لحماية العينين من التورم، كما تساهم في تسهيل الدورة الدموية للانسان، وتعد مكونا اساسيا لنمو العظام (هشاشة العظام).

المصدر: سبوتنيك