على السعودية أن تقدم كل الأدلة التي لديها حول اختفاء الصحفي جمال خاشقجي حتى لو كانت هذه الأدلة مقلقة للبلاط الملكي. هكذا تحدثت صحيفة تايمز البريطانية في افتتاحيتها اليوم السبت.
وإذا كان لنتائج التحقيق المعني أن تكون ذات مصداقية، فيجب أن تقدم تفاصيل كاملة عن الفترة التي قضاها خاشقجي بالقنصلية وأقوال الشهود أعضاء فريق الـ 15 القادم للقنصلية وقت وجود خاشقجي بها، والتفاصيل الدقيقة حول حركة الطائرتين اللتين استقلهما هذا الفريق.
وقالت صحيفة تايمز البريطانية إن أي شكوك بالتحقيق تحاول إخفاء أي علاقة للحادث بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ستكون النتائج عكسية على المملكة التي عليها بعد أيام من الارتباك والتشوش والتشويش والحيرة أن تتمتع بالصراحة والوضوح.
وأضافت الصحيفة أن كتابات خاشقجي الإصلاحية الرصينة للارتقاء بالمجتمع السعودي نحو المزيد من التسامح والمرونة قد جلبت عليه قرارا بالقتل، وستكون العديد من الحكومات الغربية راغبة في إعادة النظر بعلاقاتها بالسعودية.
وبدون الصراحة والوضوح من الرياض، فمن الممكن أن تجمد أميركا ودول الاتحاد الأوروبي مبيعات السلاح للرياض مما يعني تغييرا كبيرا لميزان القوة العسكري مع إيران في اليمن لصالح الأخيرة، والتأثير على نظرة واشنطن للرياض باعتبارها أهم حليف عربي لها.
وقالت أيضا إن للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحق في أن يشعر بالظلم، خاصة وأن ما جرى يبدو وكأنه مخطط لإذلال تركيا، لكن عليه ألا ينقاد لأي رغبة في تسييس القضية للانتقام من السعودية والضغط عليها لانتزاع تنازلات منها لصالح أن يحصل العالم على تحقيق محايد ونزيه يقود إلى المخطط الحقيقي لما جرى بكل شفافية.
وإذا أثبت التحقيق -تقول الصحيفة- إن محمد بن سلمان قائد جديد للسعودية على الصورة التي روّج لها مؤخرا بالغرب، وهو يستحق ما يتطلع إليه من تعاون من الدول الغربية.
المصدر : تايمز