نفت الخارجية الألمانية ما رددته وسائل إعلام سعودية عن اعتذار برلين للرياض، بينما سخرت مجلة “ديرشبيغل” من تصوير الإعلام السعودي الأمر على أنه اعتذار ألماني للسعودية ووصفت ذلك بالدعاية الزائفة.
وقد نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية راينر بريل أن يكون الوزير هايكو ماس قدم اعتذارا خلال اللقاء الذي جمعه بنظيره السعودي عادل الجبير على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال إن كلام ماس كان واضحا حيث “عبّر عن أسفه لسوء الفهم الذي حدث، وأن الهدف هو حل ذلك مستقبلا من خلال الحوار المباشر”.
بدورها، نشرت مجلة “ديرشبيغل” الألمانية الشهيرة نفيا مماثلا، واتهمت الإعلام السعودي ومن وصفتهم بالنشطاء والمغردين المقربين من الأسرة الحاكمة بممارسة “البروباغاندا” بعد أن “حرّفوا” كلام وزير الخارجية الألماني واعتبروه بمثابة اعتذار ألماني وانتصار للدبلوماسية السعودية.
وكان بيان رسمي بثته وكالة الأنباء السعودية أمس الأربعاء قد أشار إلى ترحيب المملكة بتصريح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في ما يتعلق بالرغبة في تعزيز العلاقة وتكثيف التعاون بين المملكة وألمانيا في مختلف المجالات.
كما وجه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير دعوة إلى نظيره الألماني لزيارة المملكة “في أقرب فرصة للبدء بمرحلة جديدة من التعاون الوثيق على كافة الأصعدة بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين”، بحسب الوكالة السعودية التي قالت أيضا إن الرياض ستعيد سفيرها إلى برلين بعد غياب استمر عشرة أشهر.
احتجاز الحريري
واستدعت السعودية سفيرها لدى ألمانيا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على خلفية تصريحات أدلى بها وزير الخارجية السابق زيغمار غابرييل انتقد فيها التدخل السعودي في شؤون لبنان وتحدث عما وصفها بالمغامرات السعودية في المنطقة، ملمحا إلى اتهام الرياض باحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وإجباره على تقديم استقالته آنذاك.
وتشير وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن علاقات السعودية بعدد من الدول تشهد تعقيدات مردّها خصوصا إلى انتقادات توجّهها هذه الدول إلى أوضاع حقوق الإنسان في المملكة.
ففي الشهر الماضي، استدعت الرياض سفيرها من كندا وطردت السفير الكندي، كما جمدت كل التعاملات التجارية مع أوتاوا بعد مطالبة الأخيرة الرياض علناً “بالإفراج الفوري” عن نشطاء في حقوق الإنسان سجنتهم المملكة.
وكاد الشهر الحالي يشهد أزمة مماثلة عندما قررت إسبانيا وقف شحنة أسلحة إلى السعودية قيمتها أكثر من تسعة ملايين يورو، قبل أن تتراجع مدريد في اللحظة الأخيرة تفاديا لأزمة مفتوحة تشبه الأزمة الكندية السعودية حسب وصف وكالة الصحافة الفرنسية.
المصدر : الجزيرة + وكالات