استحوذت شركتا ديليك الإسرائيلية ونوبل إنيرجي الأميركية مع شركاء آخرين على 39% من أسهم شركة غاز شرق المتوسط المصرية، التي تمتلك خط الأنابيب بين مصر وإسرائيل، وهو ما سيكون له تداعيات على أمن الطاقة المصري واعتماده على الغاز الطبيعي الإسرائيلي.
وسيربط خط أنابيب نقل الغاز الإسرائيلي لمصر بين مدينتي عسقلان الإسرائيلية والعريش المصرية، وقالت شركة ديليك في بيان إن خط الأنابيب سينقل الغاز من حقلي تمار ولوثيان البحريين لمصر بموجب اتفاق وقع مع شركة دولفينوس المصرية الخاصة في فبراير/شباط الماضي، وتبلغ قيمة الصفقة 15 مليار دولار وتمتد لعشر سنوات.
وستكون المرة الأولى التي تستورد فيها مصر الغاز من إسرائيل بعدما كانت إلى وقت قريب تصدره إليها إلى أن توقف التصدير بسبب تفجير خط أنابيب الغاز عدة مرات بين عامي 2011 و2012 في سيناء.
استباق إسرائيلي
وذكر مراسل الجزيرة برام الله إلياس كرام أن إسرائيل عجلت بإبرام هذا الاتفاق مع مصر استباقا لاحتمال إبرام القاهرة اتفاقات مع مزودين آخرين في المستقبل، وذلك بالنظر إلى وجود شركات أجنبية تنقب حاليا عن الغاز في المياه الإقليمية المصرية.
وأضاف مراسل الجزيرة أن الحكومة الإسرائيلية ستستفيد من نصف قيمة الصفقة
(7.5 مليارات دولار)، والنصف المتبقي لشركة ديليك وشركائها، وأشار إلى أن اتفاق الاستحواذ يتيح للشركة الإسرائيلية وشركائها احتكار خط الأنابيب بين مصر وإسرائيل، وكأن ديليك اشترت عقارا إستراتيجيا في الأراضي المصرية.
في المقابل، قالت وزارة البترول المصرية إن اتفاق تصدير الغاز الإسرائيلي لمصر يمهد لتحول مصر لمركز إقليمي للطاقة. وبموجب صفقة الاستيراد يبدأ ضخ الغاز الإسرائيلي لمصر بدءا من مطلع العام المقبل، إلى جانب تسوية قضايا التحكيم مع الحكومة المصرية.
أزمة مالية
وقال الباحث الاقتصادي المصري عبد الحافظ الصاوي للجزيرة إن صفقة الاستحواذ ربما تنفذ الحكومة المصرية من أزمتها المالية الحالية، وذلك عقب عزوف المستثمرين عن شراء أذونات الخزينة لأربع مرات بسبب نسبة الفائدة المرتفعة.
وكانت محكمة تحكيم دولي ألزمت مصر بدفع غرامة قدرها نحو ملياري دولار بسبب عدم تزويد شركة كهرباء إسرائيل بالغاز منذ عام 2012. واشترطت القاهرة إسقاط قضايا التحكيم لإبرام صفقة استيراد الغاز الإسرائيلي.
المصدر : وكالات,الجزيرة