سباق الكتلة الأكبر في العراق.. ويستمر التعقيد

917 views Leave a comment
سباق الكتلة الأكبر في العراق.. ويستمر التعقيد

الجزيرة نت-بغداد

يتهم مراقبون كلا من أميركا وإيران بسعي كل منهما إلى فرض وصايتها ورؤيتها على الكتل التي شكلت تحالفاتها المبدئية، في محاولة لتشكيل الكتلة الأكبر داخل البرلمان العراقي (أكثر من 165 مقعداً) والتي ستطرح لاحقاً مرشحها لرئاسة الحكومة وتشكيلها.

وأكد مصدر مقرب من بعض الأطراف السياسية الشيعية للجزيرة نت عدم توصل الأطراف إلى أي اتفاق واضح يفضي إلى الإعلان عن تشكيل الكتلة الأكبر، وأن التصريحات التي صدرت في هذا الباب لا تمثل حقيقة ما يجري خلف الأبواب.

وكانت عدة أطراف سياسية أعلنت من قبل تشكيل ما يعرف بالكتلة الأكبر في البرلمان من أجل تشكيل الحكومة الجديدة، وتوقعت بعض هذه الأطراف أن يتم الإعلان عن الكتلة الأكبر في جلسة البرلمان الجديد التي ستعقد يوم غد في بغداد.

مأزق حقيقي
وأضاف المصدر المذكور أن الأطراف السياسية الشيعية أمام مأزق حقيقي بعد أن رفضت المرجعية تولي كل من العبادي وفالح الفياض وطارق نجم وهادي العامري رئاسة الحكومة المقبلة، واعتبرتهم شخصيات “غير مرضي عنها”.

ويعترف المصدر الشيعي –الذي طلب عدم كشف هويته، في رده على سؤال للجزيرة نت عن التهديدات التي يقال إنها طالت بعض الشخصيات السنية- بأن “الصراع بين إيران وأميركا كبير جدا، وبدأ يأخذ منحى خطيرا بعد تهديدات طالت عددا من عوائل قادة الكتل السنية، وكذلك التحركات المكثفة لقوات الحشد بالمدن السنية”.

وحذر المصدر من عواقب صعود محور الفتح–دولة القانون الذي تجده أميركا تحديا إيرانيا لها ولقراراتها، الأمر الذي سيؤثر سلبا على العراق وعلى علاقاته الدولية والإقليمية، حسب تعبيره.

ولا يخفي أن الضغوط السعودية أسفرت كذلك عن مزيد من التعقيد، بعد أن ساهمت بتشكيل “المحور السني” من أجل دفع إيران بالضغط على كتلة “الفتح” بزعامة العامري بغية إحياء التحالف الشيعي القديم الذي يرفضه زعيم تحالف “سائرون” مقتدى الصدر علانية، ويتناغم معه رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم بشكل أو بآخر بعد أن كسر الإرادة الإيرانية بتخليه عن المجلس الأعلى الإسلامي وتأسيس تيار جديد من الشباب.

تجاذب طائفي
ومن جهته، يؤكد فادي الشمري (القيادي في تيار الحكمة) بعض ما سبق، حيث اعتبر أن تشكيل المحاور على أساس مذهبي وطائفي لن يخدم مشروع الأغلبية الوطنية التي يتبناها كل من تحالف “سائرون” و”الحكمة” بالإضافة إلى “الوطنية” و”تحالف النصر”.

ويرفض ما يصطلح عليه البعض “المحور الصدري” الدخول في حكومة تتشكل ضمن المعادلة السابقة المبنية على الاستقطاب الطائفي، بل إنه يسعى إلى تأسيس “مشروع المعارضة” الذي من المفترض أن يضم جزءا من الشيعة والسنة وكذلك الأكراد.

القيادي في تيار الحكمة فادي الشمري (الجزيرة)

وحمل الشمري القادة السنة الوزر الأكبر في تشجيعهم لمحور المطالبين بحكومة الشراكة الوطنية التي يدعو لها تحالف (الفتح ودولة القانون بزعامة نوري المالكي).

وحول مدى إمكانية استقطاب جزء من السنة والأكراد إلى تحالفهم، قال الشمري إن هناك مفاوضات حثيثة لإقناع جزء من السنة والأكراد (لم يسمهم) بالانضمام إلى نواة الكتلة الأكبر التي تم الإعلان عنها في أغسطس/آب الماضي، مؤكداً أن جلسة البرلمان يوم غد ستشهد تقديم الكتلة الأكبر.

وسبق أن عقد بفندق بابل ببغداد في أغسطس/آب الماضي اجتماع للمحور الرباعي (المكون من “سائرون، الحكمة، الوطنية، النصر” أعلن خلاله نواة الكتلة الأكبر من حيث عدد المقاعد بمجلس النواب الجديد، والذي كان يفترض أن يكون إعلانا للكتلة الأكبر. إلا أن الانقسامات والخلافات حالت دون ذلك، واكتفوا بالإعلان عن نواة “بابل”.

عوامل وشروط داخلية
بالمقابل، نفى يحيى الكبيسي (القيادي بتحالف القرار) توصل الأطراف السياسية إلى اتفاق بشأن الكتلة الأكبر، مبينا أن “الأمور مازالت على حالها، ولا يوجد كتلة أكبر باستثناء (سائرون) التي حصلت على المركز الأول” مستغربا في الوقت ذاته من الطروحات التي تشترط انضمام جزء من السنة ضمن تحالف الصدر، واعتبره خلطا للأوراق وتجاوزا للعديد من الأطراف ومنهم السنة.

واعتبر الكبيسي التدخل الإيراني والأميركي ليس بالدرجة التي يصورها الإعلام، خاصة وأن واشنطن تدعم العبادي وليس محور الصدر ككل “فالجميع -حسب قوله- يعلم طبيعة العلاقة بين الأميركان وزعيم التيار الصدري”. وفي ما يتعلق بإيران، قال إنها لا تمتلك وسائل التهديد، وإن الأمر مرهون بعوامل داخلية فرضت شروطها على الجميع.

القيادي بتحالف القرار يحيى الكبيسي (الجزيرة)

وأوضح أن السنة لم يتوصلوا إلى قرار نهائي بشأن الانضمام إلى أي طرف، وأنهم ينتظرون الاتفاق على البرنامج الحكومي قبل الدخول في أي تحالف.

ويتفق خسرو كوران (القيادي بالحزب الديمقراطي الكردستاني) مع الكبيسي بشأن عدم وضوح الرؤية بشأن الكتلة الأكبر، وأن الأكراد يصرون على تنفيذ بنود الدستور لاسيما بمطالبهم الـ 27 التي حملها الوفد المفاوض إلى بغداد.

ولا يخفي كوران بأن واشنطن وطهران مهتمتان بالعراق، وأن الأخيرة أطاحت بالنظام وساهمت في بناء النظام الجديد، مستبعدا أن تشهد جلسة البرلمان المتوقع عقدها غدا إعلان الكتلة الأكبر، مؤكدا أنها “ستقتصر فقط على ترديد النواب الجدد للقسم”.

المصدر : الجزيرة