قال عمر عبد العزيز للموقع، وهو ناشط بارز من المملكة العربية السعودية ويسكن في مونتريال، إنه يعمل مع الطلاب الذين تعطلت حياتهم في أغسطس بعد اندلاع خلاف دبلوماسي بين السعودية وكندا.
وأضاف “انهم يريدون مواصلة الدراسة هنا في كندا. وأنهم لا يريدون أن يفقدوا جميع اعتماداتهم والوقت الذي كانوا يدرسون فيه ويعملون ، ولذا فهم يبحثون عن حل”.
نجح عبد العزيز، البالغ من العمر 27 سنة، في الحصول على حق اللجوء عام 2013 بعد أن أكد أنه تلقى تهديدات من الحكومة السعودية بسبب نشاطه السياسي.
وتابع عبدالعزيز: “إن الطلاب لا يريدون العودة. بعضهم خائفون مما حدث لي، ويعتقدون أنهم إذا عادوا سيتم القبض عليهم”.
حياة تعطلت
أكثر من 8000 طالب سعودي في كندا تعلطت حياتهم في أوائل أغسطس عندما طُلب منهم أن يحزموا حقائبهم في نهاية الصيف.
اتهمت الحكومة السعودية كندا بالتدخل في شؤونها الداخلية بعد أن دعت منظمة الشؤون العالمية الكندية في تغريدة لها إلى “الإفراج الفوري” عن نشطاء حقوق المرأة السعوديين المحتجزين في 3 أغسطس.
وقد صرحت الحكومة السعودية وقتها أنها سمحت لحوالي 1000 دارس للطب بالبقاء هناك حتى ترتيب البدائل لهم.
لكن ذلك أثر بشكل كبير على الطلاب الآخرين، الذين ظل بعضهم يعيش ويدرس في كندا لمدة تقرب من 10 سنوات.
وأضاف عبد العزيز: “الطلاب كان لديهم خطط، وكان لديهم أحلام وفجأة طُلب منهم العودة إلى منازلهم، والآن هم لا يعرفون ماذا يفعلون، فقرار المملكو كان بمثابة صدمة لهم”.
قضية اللجوء
يمكن للأفراد تقديم طلبات اللجوء في كندا إذا تمكنوا من إثبات أنهم سيواجهون في بلدهم الأم تمييزًا على أساس العرق أو الدين أو الرأي السياسي أو الجنسية أو العضوية في مجموعة اجتماعية معينة.
هكذا قال بيتر إيدلمان محامٍ متخصص في شؤون الهجرة لـ CBC الكندي مضيفا: “من غير الواضح الآن ما إذا كان رفض الطلاب للتعليمات السعودية بالعودة سيشكل بحد ذاته، أسبابًا كافية لتقديم مطالبة، لأن العواقب التي سيواجهها الطلاب غير معروفة”.
وقال: “إذا كانت النتيجة هي أنك لن تحصل على منحة دراسية في المستقبل، فإن ذلك لن يرتقي إلى مستوى الاضطهاد من أجل المطالبة باللجوء أما إذا كانت النتيجة هي أن الطلاب سيلقون في السجون فإن ذلك سيشكل اضطهادا لهم”.
خيارات أخرى
قال إيدلمان أن هناك طرقًا أخرى يمكن للطلاب من خلالها البقاء في كندا.
ولم ترد إدارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) على الفور على طلب CBC للتعليق.
وأضاف تقرير الموقع الذي ترجمته العرب: “وفقا لقواعد إدارة الهجرة الكندية أنه يمكن للطلاب البقاء على رغم ما تطلبه منهم حكومتهم، ويبقى الطلاب مؤهلين للدراسة في كندا طالما أن تصاريح دراستهم لا تزال صالحة”.
وتابع: “عندما يتخرج الطلاب يكونون مؤهلين عادة للحصول على تصاريح عمل من خلال برنامج ما بعد التخرج، ويمكنهم بعد ذلك بدء عملية التقدم للحصول على الإقامة الدائمة من خلال نظام الدخول السريع من الحكومة”.
على الرغم من أن عبد العزيز قدم طلب اللجوء بعد أن قال إن الحكومة السعودية أمرته بالعودة إلى الرياض، فإنه يشجع الطلاب على محاولة البقاء في كندا من خلال وسائل أخرى، ما لم يخشوا على سلامتهم الشخصية.
لا يعتقد عبد العزيز أنه سيكون قادراً على العودة إلى المملكة العربية السعودية، ويقول إن عائلته واجهت تهديدات نتيجة لقراره بالتحدث علناً ضد الحكومة.
وقال: “قلت للطلاب فقط استمروا في الدراسة واستمروا في العمل لأنه من الصعب حقًا أن يعيشوا بعيدًا عن بلدهم”.
واختتم: “من المحزن حقا أن نرى الناس عندما يخافون من دولتهم فإنهم لا يريدون العودة حتى ولو كان ذلك يؤلمهم.”
;