بدأت قوات الشرطة المصرية تطويق منطقتي رابعة العدوية ونهضة مصر اللتين يعتصم فيهما أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي منذ أكثر من شهر، وذلك بعد ساعات من دعوة السلطات للمعتصمين بفض اعتصاماتهم، مقابل عدم ملاحقتهم قضائيا.
وجاءت تلك الدعوة غداة تفويض الحكومة المصرية الأجهزة الأمنية بفض الاعتصامين، اللتين اعتبرت الحكومة أنهما يشكلان تهديدا للأمن القومي.
ودعت وزارة الداخلية المصرية في بيان عاجل على شاشات التليفزيون مؤيدي الرئيس المعزول الى سرعة الإنصراف من مواقع الإعتصام حرصاً على سلامتهم.
جاء ذلك غداة تفويض حكومي للداخلية بالتعامل مع الاعتصامات التي أصبحت تمثل “تهديدا للأمن العام”، بحسب بيان لمجلس الوزراء.
وقال هاني عبد اللطيف المتحدث باسم الوزارة لوكالة رويترز إنه لم يتحدد موعد لإخلاء مواقع الاعتصام بعد.
وينتظر أن تخرج اليوم الجمعة في مصر مظاهرات دعا إليها تحالف للقوى المؤيدة للرئيس المعزول، ردا على الخطوات الحكومية الأخيرة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد قال في وقت سابق إن الجيش المصري انما كان “يعيد العمل بالديمقراطية” عندما عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي الشهر الماضي.
وقال كيري إن عزل مرسي جاء بطلب من “ملايين وملايين من المواطنين المصريين.”
ويقول المراسلون إن اقوال كيري ستترجم في القاهرة على انها تأييد للحكومة المؤقتة.
وقال وزير الخارجية الامريكي في مقابلة متلفزة اجريت معه في باكستان “تدخل الجيش بطلب من ملايين المصريين الذين كانوا يخشون سقوط البلاد في دوامة من الفوضى والعنف.”
ومضى للقول “ولم يتول الجيش مقاليد الحكم، حسب ما نلاحظ الى الآن، فهناك حكومة مدنية تتولى مقاليد الأمور. بعبارة اخرى، انما كان الجيش يعمل على استعادة الديمقراطية.”
الا ان كيري حذر ايضا من مخاطر اراقة الدماء، وقال إن واشنطن “تشعر بقلق بالغ” ازاء الحادث الذي قتل فيه العشرات من مؤيدي الرئيس المعزول في صدامات مع قوات الامن واصفا ذلك بأنه “غير مقبول بالمرة.”
وتزامنت الملاحظات التي ادلى بها كيري مع استعدادت تجريها الشرطة المصرية لتفريق اعتصامين ينظمهما انصار الرئيس المعزول في موقعين بالقاهرة.
في سياق متصل، رفض حزب النور في بيان فض الاعتصام بالقوة أو استخدام العنف مع المتظاهرين السلميين مشيرا إلي أن المخرج الوحيد لهذه الأزمة لن يكون إلا عن طريق المفاوضات وإيجاد حل سياسي.
وأشار يونس مخيون رئيس الحزب إلى أن “وصف اعتصام رابعة والنهضة بأنه عمل إرهابي غير صحيح مشيرا إلي أن كلمة “إرهابي” كلمة فضفاضة تستخدم غالبا لاتخاذ إجراءات مفتوحة تحت مسمى محاربة الإرهاب وفى المقابل لم نسمع أنه تم وصف اعتصام ميدان التحرير بهذا الوصف على الإطلاق ولا من يهاجمون وزارة الداخلية فترات طويلة أو المنشآت”.
وواصل المعتصمون في رابعة العدوية في مدينة نصر شرقي القاهرة للأسبوع الخامس على التوالي، بناء الحواجز والسواتر الرملية على جميع مداخل الميدان واغلاق الشوارع الجانبية.
وفي ميدان النهضة بالجيزة، قام المعتصمون بميدان النهضة بنشر اللجان الشعبية لرصد أي محاولات للتسلل للاعتصام أو محاولات الأمن لفضه.
وأكدت جبهة الانقاذ الوطني، التي تعد المظلة الرئيسية التي تنضوي تحتها أحزاب المعارضة الرئيسية، في بيان دعمها ومساندتها للإجراءات القانونية التي تستهدف عودة الأمن والاستقرار وحقن الدماء والتصدي لكل أشكال العنف التي تمارسها جماعة الإخوان وحلفائها ضد المصريين.
كما أكدت احترامها لحق المصريين في التعبير عن الرأي والتظاهر والاعتصام السلمي في إطار المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، مطالبة “أجهزة الدولة بالإلتزام بالاجراءات القانونية الحازمة في مواجهة الخارجين عن القانون وعناصر الإرهاب المتسترة بالدين والتي تستقوي بالخارج”.
على صعيد آخر، اجتمع محمد البرادعي نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية الخميس بوزير الخارجية الألماني غيدو فيستر فيله، الذي يزور القاهرة حاليا للإلتقاء بكبار المسؤولين، والإطلاع على الوضع السياسي وعلى الجهود المصرية لمحاولة إنهاء الأزمة الراهنة.
وذكر بيان لرئاسة الجمهورية أن الدكتور البرادعي أوضح للوزير الألماني أن “ما حدث في مصر كان ثورة شعبية، مؤكدا أن نزول ملايين المصريين للتظاهر ضد رئيس الدولة في أي نظام ديمقراطي هو أمر كفيل بإحداث التغيير المطلوب، ويدفع الرئيس “للخروج من المشهد، كما أوضح البرادعي أننا تخطينا مرحلة النقاش في هذا الموضوع.
وأكد الدكتور البرادعي في الوقت ذاته أنه “من المهم أن نبذل كافة الجهود لحل الأزمة الحالية بعيدا عن إراقة الدماء، حفاظا على أرواح وأمن المواطنين بمُختلف انتماءاتهم مُشيرا من ناحية أخرى إلى أنه من حق الدولة الدفاع عن المواطنين إزاء أي ترويع أو تهديد يتعرض له أمنهم”.
المصدر: بي بي سي
http://bbc.in/13zp9AI